|
الباشا والسياسي: الأردن والعرب في مذكّرات مضر بدران
![]() بقلم : د.مهند مبيضين هوا الأردن - يعدّ التعارض بين الماضي والحاضر أمراً في غاية الأهمية للحصول على وعي بالزمن، كما يرى جاك لوغوف في كتابه "الذاكرة والتاريخ"، ذلك التعارض بين واقع أردني وعربي راهن، وبين زمن عربي آلت مصائره، إلى ظروف مختلفة تماماً عما كان يؤمن به مضر محمد عايش بدران، المولود في مدينة جرش الأردنية عام 1934، والمنحدر من أسرة نابلسية الأصل. ولأن السياسي يتحدّث عن تاريخ المجتمع والدولة ومصائرهما، فإن جُلّ ما يطالعه القارئ في الذاكرة السياسية زمن سياسيّ محض، للأسف لا مكان فيه للحياة الاجتماعية والثقافية والدينية، إلّا في ومضاتٍ قصيرةٍ وتمهيدية، حين يتحدّث رجال السياسة عن حياتهم ونشأتهم الأولى، كأنها حياة مسحوبة من الوعي، ولا مكان فيها إلا لما تؤسّسه التجربة، والتي في حالة مضر بدران، تجربة موزّعة بين صنع الذات وإسهام الدولة، فقد درس على نفقة والده، واختار دمشق لأنها أقل كلفة من مصر على أسرةٍ أرسلت أولادها لتتعلم خارج الأردن، وهي بعد العام 1957، من صنع الدولة بفعل الوظيفة وتقلبات مصائرها، وخيارتها المرّة أو المريحة.
التعليقات
تنويه • تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط. لا يوجد تعليقات على هذا الخبر
|
|