ندوة تستذكر بطولات المجاهد عبد الله التل في إربد
استضاف ديوان آل التل في مدينة اربد مساء أمس الجمعة ندوة استذكرت مناقب المجاهد عبد الله في معركة القدس واستعرضت محطات عديدة من حياته.
وقال راعي الندوة غازي الحسيني نجل المجاهد عبد القادر الحسيني ان عبد الله التل كان بطلاً قومياً له فضل كثير في صمود القدس آنذاك وعلى الرغم من صغر سنة إلا انه كان ذو رؤيا سياسية وعسكرية لم يصلها كثير الساسة العرب في حينه، بل انه تفوق على الكثير من رجالات السياسة والمتنفذين في العالم العربي في زمننا هذا.
وأضاف الحسيني انه تعرف على التل عندما جاء إلى القاهرة لاجئاً سياسياً وعلى الرغم من فارق السن بينهما إلا انه تعامل معه كرجل بالغ رغم ان الحسيني في ذلك الوقت كان يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً.
وقال انه كان دائم التكلم عن القدس ومعارك القدس وعن الصهيونية وخطرها على العالم العربي والإسلامي
وعن التل قال الحسيني انه كان قائداً عسكرياً فذاً تفوق في دراسته العسكرية وابدع في ممارسته العملية فتتابعت ترقياته حتى اتيحت له الفرصة لقيادة القوات العربية في القدس
ووصف الحسيني القائد عبد الله التل بأنه رجل تخلى عن مستقبله في سبيل قناعاته وحبه للوطن فتآمر عليه الضباط البريطانيون لشعورهم بخطره على وجودهم وعلى المخططات المكلفين بتنفيذها فحاكوا له المؤامرات ولفقوا له التهم الباطلة.
وأضاف أن عبد الله التل كان يعي الخطر الصهيوني وما يهدد فلسطين حتى انه بعد ان انهى حياته العسكرية اكمل صراعه مع الصهاينة في المنفى فعمل العديد من الدراسات والمؤلفات حول الصهيونية والماسونية وخطرها على العرب والإسلام.
من جهته قال الدكتور احمد التل وهو احد شهود ذلك العصر وشهود معركة القدس ان عبد الله التل اسطورة برزت في القرن العشرين لها سمات ومقومات جعلت منه بطلاً اردنيا وفلسطينياً وعربياً على حد سواء.
واستذكر الدكتور التل كيف كان عبد الله التل يتحرش بالصهاينة ويغير عليهم عندما كان قائداً للقوات المسؤولة عن إيصال التجهيزات العسكرية بين أريحا وعمان وانه لشدة حبه لفلسطين كان يخوض معاركاً غير مكلف بها ومنها معركة النبي يعقوب التي أسر فيها 35 يهودياً ووجد بعدها في خندق واحد 14 قتيلاً من الصهاينة.
وتحدث الدكتور احمد التل عن معركة القطمون عندما بعث عبد الله التل مدرعاته لدعم القائد إبراهيم أبو ديه لوقف زحف اليهود إلى القدس وكانوا في ذلك الوقت يحتلون بعض المناطق خارج سور المدينة.
وتحدث التل كذلك عن معركة كفر عسيول والتي كانت من اهم المعارك بعد ان كان المستوطنون يدمرون قوافل المجاهدين وقدم عبد الله التل إلى هذه المستعمرات ودمرها بالكامل في يوم واحد.
وشعر كيف ان اهل القدس عندما استشعروا خطر سقوط المدينة القديمة طلبوا من الملك عبد الله الأول نصرتهم وما كان منه إلا ان لبى النداء وكلف عبد الله التل بقيادة المعركة التي استطاع من خلالها الحفاظ على القدس القديمة واسر 350 يهودياً تم ترحيلهم إلى المفرق حينها.
المؤرخ الدكتور حسين محافظة اكد على محبة اهل القدس لعبد الله التل وان قدوم غازي الحسيني ماهو إلا دليل على ذلك.
وأضاف انه درس مؤلفات عبد الله التل فوجدها كنزاً ثميناً وانه يحاول ان يقوم ببحث علمي متكامل منوهاً إلى ان التل شكل حالة في زمنه فكانت آرائه تبنى وفقاً لمعايره الخاصة ويرفض التحول عنها وهو ما جعله يتحول إلى دائرة الرفض والمقاومة والعصيان وقد تجلى كل هذا في معركة القدس التي قادها باقتدار وفقاً للمحافظة.
وأشار المحافظة إلى بروز دول التل في الدفاع عن القدس قبل دخول الجيوش العربية واصفاً شخصيته بالقوية التي عبر عنها على ارض الواقع بالتعاون مع المجاهدين الفلسطينيين والمتطوعين العرب في ذلك الوقت.
وتخلل الندوة عدد من القصائد الشعرية لكبار شعراء الأردن حيث القى الشعراء نايف أبو عبيد والدكتور طي حتاملة ومحمود فضيل التل قصائد خاصة نظمت بهذه المناسبة ولبطلها المجاهد عبد الله التل.
وادار اللقاء الدكتور محمود الحموري الذي أشاد بمناقب التل.

















































