البيئة والمياه : تنفيذ مشاريع للاستفادة من مصادر المياه في مناطق البادية

وقع وزيرا البيئة نايف حميدي الفايز والمياه والري علي ظاهر الغزاوي ثلاث اتفاقيات لتنفيذ مشاريع الاستفادة من المصادر المائية في مناطق البادية الأردنية بمبلغ يقارب 1.46 مليون دينار أردني، ومن خلال برنامج التعويضات البيئية لإعادة تأهيل البادية وعمل خطة تعاونية لرفع كفاءة هذه المشاريع.

قال وزير البيئة نايف حميدي الفايز تضمنت الاتفاقية الأولى تنفيذ مشروع إنشاء حفائر وسدود حصاد مائي في البادية الأردنية، بهدف رفع كفاءة الاستفادة من مياه الأمطار من خلال تنفيذ تقانات الحصاد المائي بإنشاء 15 حفيرة وسد موزعة على مناطق البادية الثلاثة (الشمالية والوسطى والجنوبية) وبسعة تخزينية إجمالية تقارب (1,227,000) متر مكعب، لتوفير مصدر مياه لسقاية الماشية وكذلك المساهمة في حل مشاكل تدهور أراضي المراعي وانجراف التربة والغطاء النباتي.

وأضاف تضمنت الاتفاقية الثانية والثالثة إعادة تأهيل الآبار الارتوازية (بئر تل حسان وبئر جرف الدراويش) وتشغيلها على مصادر الطاقة البديلة (تشغيل بئر تل حسان على الطاقة الشمسية وتشغيل بئر جرف الدراويش على طاقة الرياح) وذلك بهدف توفير مصدر مائي لمربي الثروة الحيوانية وماشيتهم في البادية الأردنية. حيث سيتم تمويل هذه الاتفاقيات من برنامج إعادة تأهيل البادية/التعويضات البيئية.

وقال الفايز بأن هذه المشاريع تأتي ضمن الجهود الحكومية المستمرة لرفع كفاءة استخدام المصادر المائية المختلفة في الأردن من خلال حصاد مياه الأمطار وكذلك إعادة تأهيل الآبار الارتوازية وتحسين نوعية مياهها وإدراجها ضمن المواصفات الأردنية لمياه الشرب وتشغيلها على مصادر الطاقة البديلة لتوفير مصدر مائي للاستخدامات المختلفة.

وأضاف الفايزً أن مربي الثروة الحيوانية في البادية الأردنية يعانون من بعد مصادر المياه لسقاية الماشية مما يضطرهم إلى قطع مسافات كبيرة بحثاً عن مصدر مائي للشرب وسقاية مواشيهم مما ينعكس على مربي الثروة الحيوانية ببذل الجهد وزيادة تكاليف الإنتاج الحيواني، كما تؤدي حركة المواشي المستمرة إلى أضرار بيئية تتمثل في تدهور أراضي المراعي والغطاء النباتي في البادية.

ولمساعدة المجتمعات المحلية ومربي الثروة الحيوانية في البادية في توفير مصدر مائي ولتخفيف الأضرار البيئية الناتجة عن حركة المواشي والمركبات، قامت وزارة البيئة بتضمين خطة عمل برنامج التعويضات البيئية مشاريع لإنشاء الحفائر والسدود وإعادة تأهيل وتشغيل وتحسين نوعية مياه بعض الآبار الارتوازية في البادية الأردنية.

وبين وزير البيئة نايف حميدي الفايز بأن برنامج التعويضات البيئية قام خلال الفترة 2011 ولغاية 2017 بتمويل مشاريع حصاد مياه الإمطار الذي تنفذه وزارة المياه والري من خلال سلطة وادي الأردن، تم من خلاله إنشاء 79 حفيرة وسدين بسعة تخزينية إجمالية تقارب 6.4 مليون متر مكعب موزعة في مناطق البادية الشمالية والوسطى والجنوبية بهدف الاستفادة من المياه المخزنة في سقاية الماشية وتغذية المياه الجوفية وري الشجيرات الرعوية المستزرعة في المناطق المستهدفة.

كما أشار الفايز بأن البرنامج قدم خلال الأعوام الماضية لسلطة المياه في وزارة المياه والري دعماً مالياً تم من خلاله إعادة تأهيل 17 بئراً ارتوازياً موزعة في مناطق البادية وتأهيل محطات الضخ وتشغيلها على الطاقة الشمسية وتحسين نوعية مياهها وتمديد خطوط المياه وإدراجها ضمن المواصفات الأردنية لمياه الشرب مما وفر مياه صالحة للشرب للمجتمعات المحلية وسقاية الماشية.

وذكر نايف حميدي الفايز أهمية هذه الاتفاقيات ضمن برنامج التعويضات البيئية والتي تندرج في سياق التعاون القائم بين وزارة البيئة ممثلة ببرنامج التعويضات البيئية ووزارة المياه والري ممثلة بسلطة وادي الأردن وسلطة المياه والتي تأتي استكمالاً لأنشطة برنامج التعويضات البيئية في البادية والرامية إلى رفع كفاءة المصادر المائية في البادية الأردنية.

مشيراً إلى أن المشروع يتم تنفيذه في إطار خطة العمل المجتمعية لبرنامج التعويضات البيئية والممول بمنحه من المجلس الحاكم للجنة التعويضات في الأمم المتحدة لإعادة تأهيل النظم البيئية البرية في البادية الأردنية من خلال إعادة تأهيل أراضي المراعي وموارد المياه والحياة البرية في البادية الأردنية وزيادة إنتاجيتها بالإضافة إلى رفع كفاءة إنتاجية الثروة الحيوانية وبمشاركة المجتمعات المحلية ومربي الثروة الحيوانية والجمعيات التعاونية للوصول للتنمية المستدامة.

من جانبه قال وزير المياه والري علي ظاهر الغزاوي إن الحكومة تولي قطاع المياه اهتماما كبيرا لمواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها لما له من دور هام في إحداث التنمية على كافة الصعد وابتكار أفضل الحلول لمواجهة معضلة نقص المياه وتوفيرها للمواطن الأردني لتلبية احتياجاته مهما تفاقمت التحديات التي يواجهها هذا القطاع .

وأضاف إن وزارة المياه والري تتعاون مع وزارة البيئة في تحسين الواقع المائي و البيئي وزيادة الحصاد المائي حيث جاءت هذه الاتفاقيات لتعزيز الحصاد المائي من خلال تنفيذ 15 حفيرة وسد مائي صحراوي في مناطق البادية الشمالية والوسطى والجنوبية وبسعة تخزينية تقارب 1,227 مليون متر مكعب وتنمية هذه المناطق مما سيسهم في تحسين نوعية المياه الجوفية والحفاظ عليها وكذلك تنمية المناطق لسقاية المواشي وزراعة الأعلاف إضافة إلى تأهيل أبار تل حسبان وجرف الدراويش وتشغيلها على مصادر الطاقة المتجددة وطاقة الرياح لتأمين مصدر مائي دائم لمربي المواشي والمزارعين وتخفيف الأعباء عليهم .

وأشار الغزاوي إلى اتفاقية تنفيذ عطاء تعلية سد الواله والإنتاج المستدام للأعلاف المروية بكلفة حوالي 27,5 مليون دينار أردني الموقعة بين وزارتي المياه والري ووزارة البيئة بتمويل من برنامج التعويضات البيئية الممول من المجلس الحاكم للجنة التعويضات في الأمم المتحدة بهدف زيادة القدرة التخزينية لسد الواله من حوالي 10 مليون م3 إلى 26,3 مليون م3 مما سيمكن الوزارة من توفير كميات مياه إضافية للشرب والزراعات وزراعة ما يقارب 16 إلف دونم بالمحاصيل العلفية المروية، إضافة إلى توفير فرص لأهالي المنطقة.

وبين وزير المياه والري إن الحكومة ومن خلال هذه البرامج والمشاريع تسعى بكل إمكانياتها لتحسين الفرص التشغيلية للمواطن وتوفير سبل حياة كريمة من خلال تنمية المناطق وتطويرها ، مشيرا إلى أن الخطة الإستراتيجية والسياسات المائية المطورة المرافقة والبرامج الاستثمارية للمياه خاصة فيما يتعلق ببرامج المياه والبيئة تضمنت توسيع الطاقة التخزينية في السدود لتصل إلى 400 مليون م3 بهدف تحقيق الأمن المائي الاستراتيجي الوطني الذي هو في سلم الأولويات الوطنية للدولة الأردنية ضمن رؤى وتصورات تهدف لتحقيق الأمان المائي والأفضل والتوافق بشراكة فاعلة مع كافة الجهات المعنية وصولا إلى تلبية الاحتياجات المائية لكل الوطن الأردني تحقيقا للرؤية الملكية السامية الثاقبة وتحقيق التنمية.

وأوضح الوزير إن وزارتي المياه والري ووزارة البيئة قامتا بأجراء مشاورات مع الأمم المتحدة لتأمين التمويل من خلال برنامج التعويضات البيئية حيث بدء العمل بتوسعة سد الواله وزيادة طاقته التخزينية إضافة إلى تخزين مياه الفيضانات والاستفادة من مياه السد للشحن الجوفي وتغذية الطبقة الحاملة في المنطقة لغايات الري والشرب وتربية الثروة الحيوانية ويخلق واقعا بيئيا وينمي الحياة الطبيعية للحيوانات البرية مع توفير فرص عمل لأهالي المنطقة والمناطق المجاورة .

وثمن وزير المياه والري الجهود الكبيرة لوزارة البيئة وطواقمها وتعاونها الدائم مع وزارة المياه والري / سلطة وادي الأردن ضمن إستراتيجية الحكومة التكاملية بتفعيل خطة الحصاد المائي وزيادة مخزون السدود مما سيساهم في المحافظة على المياه الجوفية وخلق واقع بيئي مميز في مناطق مختلفة من المملكة وإيجاد فرص استثمارية .

موضحا إن الوزارة وبالتعاون مع وزارة البيئة نفذت العديد من تقانات حصاد مياه الإمطار في البادية الأردنية وذلك بإنشاء المزيد من الحفائر والسدود والتي كان لها الأثر البيئي الايجابي على النظم البيئية والنواحي الاقتصادية لمربي الماشية في البادية الأردنية ، بالتعاون مع سلطة وادي الأردن حيث تم تنفيذ بتمويل من برنامج التعويضات البيئية 81 حفيرة وسدين بسعة تخزينية تقارب 75,6 ملايين م3 بكلفة تقارب 7,55 مليون دينار .