"الدبلوماسية الأردنية" في التعاطي مع "الأونروا".. تنويع الخيارات لاستدامة عمل الوكالة

يُعقد اليوم الخميس اجتماع دولي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث ملف وكالة الغوث للاجئين الفلسطينين (الأونرواا).

وكان للأردن دور بارز في ترتيب الاجتماع الذي دعا إلى انعقاده بتنسيق عالي المستوى يُركز على نوعية الحضور بما يفضي إلى مخرجات ونتائج عملية تنقذ المنظمة من أزمتها.

ويأتي الاجتماع برعاية سويدية والاتحاد الاوروبي واليابان وتركيا، فيما تجري التريبات على قدم وساق لإنجاح هذا المؤتمر الدولي.

*اهتمام أردني مبكر:

أولى الأردن ملف وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اهتماماً مبكراً وكبيراً، وقد تفاعل مع هذا الملف مسبقاً لحساسيته، وقبل تصاعد الأزمة التي وصلت ذروتها قبل أسابيع مع بدء دوام المدارس.

تحث الدبلوماسية الأردنية الخطى لحشد "الدعم السياسي" للوكالة قبل كل شيء وهو بند يتقّدم على "الشق المالي"، حيث يرى الأردن القضية من زواية تعلقها باللاجئين الفلسطينيين واعتبارها إحدى قضايا الوضع النهائي التي يستلزم علاجها حلاً عادلاً على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبخاصة القرار 194.

*الملك في نيويورك:

منذ وصول جلالة الملك عبد الله الثاني إلى نيويورك حيث اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، سعى إلى وضع ملف "الأونروا" على الطاولة في كل لقاء ثنائي عقده مع زعماء دول ومفاتيح مهمة على الخارطة العالمية.

خلال اجتماعه برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بحث جلالته "الصعوبات المالية التي تواجه وكالة الأونروا"، فيما أعرب خلال لقائه رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشيل، عن تقديره لدور بلجيكا في دعم جهود تحقيق السلام في المنطقة، والدعم الذي تقدمه لوكالة الأونروا.

وركز الملك خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على الأزمة التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، حيث أكد جلالته ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في توفير الدعم اللازم للوكالة لمواصلة تقديم خدماتها، لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، في المجالات التعليمية والصحية والإغاثية.

كما استعرض جلالته خلال لقائه لأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس التحديات التي تواجهها وكالة الأونروا، حيث أكد جلالته أهمية دعمها لتستمر في تقديم الخدمات الإغاثية والتعليمية والصحية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة.

وخلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد جلالته والسيسي على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتمكينها من مواصلة تقديم خدماتها الإغاثية والتعليمية والصحية.

وكان الموقف الأوسع للملك في نيويورك حول "الأونروا" جاء  في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قال جلالته "يجب أن ندعم التمويل الكامل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وغيرها من الجهود الحيوية لحماية الأسر المحتاجة."

وشدد على أهمية الحفاظ على استقرار المجتمعات، وتنشئة جيل منتج من الشباب، وحذّر جلالته "سنواجه خطأً فادحاً إذا ترك الشباب فريسة لتأثير قوى التطرف واليأس، لذا، فإن هذا الدعم ضروري وملح وعاجل لضمان استمرار "الأونروا" بدورها، وفقاً لتكليفها الأممي".

*التحرك الأردني قبل وقف الدعم الأمريكي:

وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الذي يتحرك بقوة في ملف "الأونروا" يؤكد أن ملف الأونروا يحظى باهتمام كبير من قبل جلالة الملك، وقد أشار الوزير خلال لقائه أخيراً بالمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين «الأونروا» بيير كرينبول إلى أن الملك وجّه منذ أكثر من عام بتوظيف كل أدوات الدولة الاردنية لضمان دعم الوكالة.

وقد بدأ التحرك الأردني مُبكراً للتأكيد على أهمية دعم الأونروا منذ أيلول العام 2017، حينما استقبل وزير الصفدي ببيير كرينبول، واستعرض معه الأفكار التي ستناقش خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد في نيويورك على هامش أعمال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة وكان برعاية مشتركة بين الأردن والسويد ومنظمة التعاون الإسلامي.

عاد الصفدي واجتمع في شهر تشرين الثاني من العام 2017 ببكرينبول، ليؤكد على أهمية اجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا الذي انعقد في منطقة البحر الميت والذي ضم الدول المانحة بالإضافة إلى للدول العربية المُضيفة للاجئين الفلسطينيين.

الوزير شدد في حينها على ضرورة تطوير آلية عمل تضمن حلاً دائماً لمشكلة العجز التي تتكرر سنوياً، مؤكداً على ضرورة التغلب على مشكلة العجز السنوي المتكرر في موازنة "الأونروا"، وبما يمكنها من الاستمرار في تقديم خدماتها بفعالية في مجالات التعليم والصحة والإغاثة، وبما يتوافق مع تفويض الوكالة وصلاحياتها بموجب قرار تأسيسها من قبل الأمم المتحدة الذي يتضمن مواصلة تقديم المساعدة للاجئين الفلسطينيين إلى حين التوصل لحل عادل لقضيتهم.

ويلاحظ التركيز الأردني على أهمية استدامة الدعم واستتباب الأوضاع المالية للوكالة، لذا يُفكّر بإيجاد خطوات عملية لدعم الأونروا لسنوات متتالية لكي لا يقع المحظور بالعجز المتكرر مع بداية كل عام دراسي.

وفي روما، عُقد مطلع العام مؤتمر وزاري استثنائي معني بدعم الوكالة حيث قال الوزير الصفدي إن الدعم يؤكد على أهمية عدم المساهمة في حرمان ما يقرب من نصف مليون طالب وطالبة من حقهم في العيش الكريم والتعليم في مناطق عمل الاونروا الخمس.

وخلال المؤتمر أعلن عن التزام عدد من الدول المشاركة في الموتمر بتقديم مبلغ 100 مليون دولار دعما لمنظمة الاونروا كمساهمة لسد العجز الحاصل في موازنة المنظمة الدولية.

واستمر الأردن في تحركه على مختلف الصعد لحشد الدعم لوكالة غوث اللاجئين، حيث عقد وزير الخارجية سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين غربيين بمن فيهم وزيرا خارجية الولايات المتحدة السابق.