بالوثائق .. بنزين (92) يثير اللغط والجدل .. المناصير وتوتال يتساءلون .. وجوبترول "لا تصريح" .. ومسؤولي الطاقة "خارج التغطية"
هوا الأردن – إسلام العياصرة
قال مدير عام شركة المناصير للزيوت والمحروقات المهندس ياسر المناصير ان ما يتم تداوله منذ عدة أيام في الصحف المحلية والمواقع الالكترونية عن طرح منتج بنزين أوكتان (92) من قبل احدى الشركات التسويقية المحلية اثر مجموعة من التساؤلات حول وجود مغالطات وحقيقة انتاج هذا المنتتج محليا ام استيراده خاصة وأن جميع مشتريات الشركة هي من منتجات مصفاة البترول الأردنية من ديزل وبنزين أوكتان (90) وهي منتجات مستثناة من المواصفة القياسية الأردنية .
واوضح المناصير خلال اجابته على استفسارات "هوا الأردن" حول نية طرح منتج بنزين اوكتان 92 في السوق المحلي ، أن هذه المنتجات مستثناه من المواصفة القياسية الاردنية حتى عام (2023) من قبل الحكومة الاردنية بموجب قرار رئاسة الوزراء، لافتا الى ان الشركة ذاتها تقوم بٳستيراد مادة البنزين أوكتان (95) بعطاء مشترك وضمن باخرة واحدة مع الشركات التسويقية الاخرى (المناصير وتوتال) كون المصفاة لا تنتج هذه المادة بسبب عدم الاقبال على استخدامها بشكل رائج في السوق الاردني نتيجة ارتفاع اسعارها .
مؤكدا على أن جميع المستوردات من خارج الاردن يجب أن تكون مطابقة تماما للمواصفة القياسية الاردنية وهذا ما تقوم به كل من شركة المناصير وشركة توتال في ظل استمرار حصول المصفاة على الاستثناء الحكومي.
وتسال المناصير حول حقيقة التوجه نحو طرح منتج بنزين اوكتان (92) في السوق المحلي وهل ان هذا المنتج هو من انتاج المصفاة (محلي) ام منتج سيتم (استيراده) من خلال الشركة التسويقية ، موضحا انه اذا لم تكن مستوردة فهي اذآ من منتج محلي، وبالتأكيد اذا كانت كذلك سيتم انتاجها بطريقة ٳضافة مواد ترفع عدد الأوكتان مثل (MTBE أو MMT) لمادة البنزين أوكتان (90) والمنتج أصلا بالمصفاة منذ فترة طويلة وهو ما يفتح باب التساؤل " اذا لم تكن مستوردة ويتم خلطها بالمصفاة هذا يعني أنها ليست مطابقة للمواصفة القياسية الاردنية لان نسبة الكبريت اصلا مرتفعة في منتج المصفاة كون المصفاة تحتاج لمشروع توسع لتطوير منتجاتها حسب المواصفة القياسية الاوروبية (EURO 5) والتي يتم الاسترياد من قبل الشركات التسويقية بموجبها والتي تنص على انه يجب أن تكون نسبة الكبريت في البنزين أقل من 50 جزء بالمليون ، وهذا يعني أن المنتج الذي سيتم طرحه (أوكتان 92) اصبح حكمآ مستثناء من المواصفة القياسية الاردنية في حال خلط مواد التحسين معه وهو في الاساس بنزين اوكتان 90 .
واضاف المناصير "اذا كان كذلك هل هذا هو العدل لمنافسة عادلة مع شركات التسويقية الاخرى؟؟ ، مع العلم أن المشتقات النفطية المستوردة سواء بنزين أوكتان (90) أو بنزين أوكتان (95) من خلال الشركات التوسيقية ذات مواصفات أعلى من المواصفاة الاردنية المطلوبة من ناحية عدد الاوكتان .
واقترح المناصير على منظيمي سوق المشتقات النفطية في الاردن أن يتم ٳلغاء ٳنتاج بنزين أوكتان (90) وٳستيراد بنزين أوكتان (92) من قبل جميع الشركات التسويقية بحيث يتم بيعه بنفس سعر أوكتان بنزين (90) كون فرق السعر بسيط جدا ولا يذكر بشرط أن يكون مطابقا تماما من جميع النواحي بما فيها الكبريت للمواصفة القياسية الاردنية المعمول بها حاليا، وعكس ذلك سيكون هناك خداع وتضليل للمواطنين وغبن لمستخدمي هذه المشتقات النفطية .
من جانبه قال المدير التجاري في شركة توتال الأردن معتز نزال: ان امكانية وجود منتج اوكتان (92) محلي الصنع متاحة وذلك بادخال اضافات ومحسنات لرفع نسبة الأوكتان من (90) الى (92) فيه باستخدام محسنات الـ (octane Boosters) ، الا انه في حال كانت نسب هذه الاضافات بمستوى اعلى من المطلوب ستكون مادة ضارة على السيارت والبواجي وذلك لأحتواها على مادة المنغنيز باعتبارها مادة رسوبية ، وهو ما يتطلب رقابة على مستويات الاضافة لمنع السلبيات المتوقعة في حال اضافة المحسنات الى منتج المصفاة والذي يسجل ارقام بالعادة ما بين اوكتان (88) و (90) كمنتج محلي ، والذي يخضع لتحسينات قبل طرحه في الاسواق لحصول على المواصفة المعتمدة اردنياً ، اما في حال كان المنتج مستورد فتكون دون اضافة محسنات او تكون المحسنات المدخلة فيه ضمن النسب الطبيعية ويتم فحصها ضمن المعاير والمواصفات الدولية وهذا ما سيجنب المستهلكين ظهور المشاكل في مركباتهم .
واضاف نزال " نحن حاليا كمستوردين البنزين الموجود لدينا في محطات توتال هو اوكتان (91) او اعلى من ذلك بقليل ويباع على انه اوكتان (90) ، مشيرا الى انه وفي ظل عدم وجود مواصفة قياسية لطرح منتج اوكتان (92) فان هذا سيزيد من اعباء الرقابة على كوادر الطاقة والمواصفات والمقاييس وكافة الجهات الرقابية الى جانب المستهلك الذي قد يقع ضحية غبن في النسب وهو ما سيسهم في المزيد من شكاوى المواطنين في حال كانت النسب اقل او اعلى .
وحول توقعاته بصدور قرار يسمح بادخال اوكتان (92) قال نزال : "لا يجوز ان يكون القرار حكر على جهة واحدة ولن يكون كذلك ، وفي حال فتح الباب لبيع منتجات بشكل غير منظم في السوق هذا سيخلق بلبلة في السوق للجهات التنظيمية والمستهلكين دون اي داعي ، الامر الذي سيدفع بالشركات التسويقية المنافسة لاحتمالية طرح منتجات اعلى كفاءة مثل اوكتان (94) بذات سعر اوكتان (90) ولكن دون مواصفة معتمدة لدى الجهات المنظمة وهو ما سيؤدي الى حالة ارباك للمستهلك والسوق .
ودعا نزال الجهات التنظيمية الى ضرورة وضع وتأطير مواصفة لأوكتان (92) ومعالجتها قبل طرح اي منتج في الأسواق وذلك من اجل حماية المستهلك أولا .
"هوا الأردن" قامت بدورها بالإتصال بمدير عام شركة "جوبترول" خالد الزعبي والذي اجاب انه لا داع لطرح الموضوع واثارته اعلاميا حيث تم الاتفاق مع الحكومة على عدم التصعيد حول المنتج اوكتان (92) ، وبسؤاله حول حقيقة انه المنتج (محلي) من منتجات المصفاة ام (مستورد) رفض الإجابة وعدم التصريح بهذا الصدد.
كما حاولنا الاتصال بوزير الطاقة والثروة المعدنية المهندسة هالة زواتي للحصول على استفسار حول هذا المنتج والتساؤلات التي اثارت لغطا في الشارع الأردني ، ولم ترد على اتصالاتنا المتكررة ، حيث قمنا كذلك بالإتصال بأمين عام الوزارة اماني العزام وقمنا بمراسلتها للإجابة عن استفساراتنا ، الا ان جهودنا لم تفلح في الحصول على تصريح من مصدر حكومي .
بدورنا وحسب ما وصل الينا من وثائق حول نتائج الفحوصات المخبرية لعدد من الشحنات التي تم استيرادها من عدة شركات تسويقية الى الأردن خلال الاشهر الثلاثة الماضية بموجب عطاء الإستيراد الذي يتم طرحه بشكل نصف سنوي اظهرت نتائج فحص العينات للأشهر حزيران وتموز واب وايلول ان عدد الأوكتان في البنزين (90) يتجاوز نسبة (91.3) بمعدل متوسط في شحنات شركتي المناصير وتوتال في حين كانت النسب في بنزين (95) تصل الى (95.8) بمعدل متوسط لجميع شحنات الشركات (توتال ، المناصير، جوبترول) وفق ما اظهرته الوثائق المرفقة من مختبرات عالمية ومحلية بينها (مختبر مصفاة البترول) .
