آخر الأخبار
ticker بوتين: وافقنا على جميع مقترحات إنهاء النزاع العسكري ticker أوغلو في السلط ticker المنتخب الوطني يستدعي الحوراني ticker ترامب: لديّ علاقة رائعة مع كيم جونغ أون ticker جيش الاحتلال: أطلقنا النار على متسللين من الحدود الأردنية ticker عبدالفتاح الكايد مديرًا لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ticker ما التعديل المرتقب على النظام الداخلي للنواب؟ ticker تشكيل لجنة مؤقتة لتعديل النظام الداخلي لمجلس النواب ticker الشباب: استقالات الفيصلي غير نافذة حتى المصادقة عليها ticker 100 ألف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى ticker سعر غرام الذهب 21 يتجاوز 60 دينارًا في السوق المحلية ticker الإدارة المحلية: مشروع ضريبة الأبنية والأراضي يسهل الاعتراضات ticker الخرابشة: مرور الغاز القطري عبر الأردن ضمن اتفاقية ticker الفلكية الأردنية: غير ممكن رؤية هلال شوال يوم 29 رمضان ticker تكليف الخلايلة بإدارة مؤسسة الضمان الاجتماعي ticker الشرع يوقع الإعلان الدستوري لسوريا ticker الأردن يرحب بتصريحات ترامب بعدم مطالبة سكان غزة بمغادرة القطاع ticker 783 فتوى طلاق خلال أول أسبوع من رمضان في الأردن ticker وزير الصحة: مخزون الأطباء كبير ولا يمكن تعيين الكل ticker حماية المستهلك: ضعف الحركة الشرائية يخفض أسعار السلع

جراح قلب أردني يروي شهادته حول "الكورونا" ويوجه رسالة للأردنيين من ايطاليا

{title}
هوا الأردن -

أنا الدكتور عماد الجابر ، جراح قلب أردني عمري ٤١ عاما ، أعمل في مستشفى القلب التخصصي في مدينه ميلانو ، أعيش وأعمل بكل فخر، فرح واعتزاز في مدينه ميلانو MILANO  ، مدينه في مقاطعه لومبارديا في الشمال الإيطالي منذ ٢٣ عاما ، مدينه اراها اجمل مدينه في العالم ، مدينه اعطتني الكتير وجعلت مني انسان افضل ،مدينه مليئه بالحياه والانسانيه  والنظرالى المستقبل والتطور .لكنها للأسف مدينه ومنطقه اختارتها الطبيعه لتكون مسرحا لاحداث مأساويه وغير طبيعيه.

 

في الأحداث الصعبه ومنذ بدايه الوباء  بفيروس كورونا المستجد بشكل رسمي في الشمال الإيطالي بتاريخ ٢١/٢/٢٠٢٠، دخلت كل مكونات وفعاليات النظام الطبي والصحي في مقاطعه لومبارديا في معركه يوميه وجهود فوق العاده لتقديم الخدمات الطبيه والصحيه للمصابين بهذا الوباء، معظم المستشفيات وأغلب اقسام العنايه الحثيثه تم تحويلها إلى مستشفيات covid، تقريبا من ٢٠٪؜-٣٠٪؜ من المصابين بهذا المرض يحتاجون للعنايه في المستشفى والاغلب يحتاج لدخول العنايه الحثيثه . لأن المصابين يحتاجون للاوكسجين أحيانا عن طريق جهاز c-pap ، والبعض يحتاج لجهاز التنفس الاصطناعي لهذا كانت المعركه كل يوم بخلق اسره جديده في غرف العنايه الحثيثه وأغلب الأحيان تحويل غرف العمليات الى غرف عنايه حثيثه  كون غرف العمليات تحتوي جهاز التنفس الصناعي .

 

الطبقه الاغلب التي تدفع ثمن هذا الوباء بفيروس كورونا المستجد  غالبا  هم من  كبار السن ، المرضى المصابين بالامراض المزمنه وضعف المناعه. نعلم ان هذا الفيروس جديد بالنسبه لنا ، سريع الانتشار ، لا يوجد ولانملك علاج محدد له ولا نملك لقاح للحد من الاصابه وبالتالي  انتشاره.

 

لحد الآن لحمايتنا من هذا الوباء فقط الحد من الإصابه و منع انتشاره ، الالتزام بتعليمات السلامه كارتداء الكمامات والكفوف دائما ، غسل اليدين لكن الأهم من ذلك التزام المكوث بالمنزل دائما وعدم الخروج الا للضروره القصوى. رأينا ان الالتزام التام بهذه القواعد ساعد دوله أصيبت بالوباء كالصين للخروج من هذه الازمه و تعديها.

 

بعد مرور شهر من هذا الوباء ، حياتنا أصبحت غير حياه ، مجتمعنا اصبح مختلف ، مهنتي أصبحت مختلفه ، أرى الخوف والقلق دوما في اعين طاقمي الطبي والتمريضي ليس فقط من خوف الاصابه والعدوى بل  ونقل المرض كل الي اهله واحبائه، أرى الوحده ، العزله والانهيار النفسي في المرضى بسبب الخوف من المرض والبعد عن الاهل والأحبه وعدم القدره على رؤيتهم وأخذ القوه من عناقهم أو لمساتهم .هنا أناس يموتون بدون وداع احبائهم ووداع احبائهم لهم .يموتون بدون حقهم المشروع بمراسم جنازه مهيبه لهم.أرى زملائي وأصدقائي يتناقصون   مجبرون علي البقاء في المنازل او المستشفيات بسبب الاصابه بهذا الوباء.

 

اهلي وأبناء وطني ، من أجل تفادي كل هذه الأمور ، لابد لنا ان نتجاوز مفهوم الأنا والأنانيه ، ونعتمد مفهوم المجتمع والوطن ، نتنازل عن اهدافنا وطموحاتنا الشخصيه ، ونضع مجتمعنا ووطننا فوق الجميع، من ابنكم أو اخ لكم ، ومن أردني يعيش وطنه بفخر ،حب واعتزاز في العالم أجمع ، قلق مما رآه ويراه لكن مؤمن بحتميه النصر على هذا الوباء والفوز بهذه المعركه ، لا اطلب منكم بل أتوسل اليكم الاستفاده من المأساه التي عشناها ونعيشها هنا في إيطاليا  ، التزموا بيوتكم ، تجنبوا الاحتكاك بينكم ومع الاخرين ، رأينا هنا تحسن ملحوظ وانخفاض في الإصابات بعد الإلتزام بعدم الخروج والاحتكاك ، احبوا بعضكم وساعدوا الضعفاء  والمحتاجين منكم ، الشفاء والسلامه ودوام الصحه والرغد  لوطني الأردن ، الوطن العربي والعالم اجمع . الإنسانيه لا لغه ، لا وطن ،لا دين ولا لون لها ، الانسان هو انسان أي واينما كان وقلب نابض دائما بحب الحياه والآخرين.

تابعوا هوا الأردن على