في مئويتها الدولة تنادي أمجاد رعيلها الأول

رغم مرور مائة عام على تأسيس الدولة الأردنية، إلا أنها لم تنس أمجاد رعيلها الأول، فراحت تنادي به في عيد استقلالها الـ 75 مستذكرة بطولات رجالات أسسوا الدولة وقامت عليهم.
وسام مئوية الدولة الذي أنعم به جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم على كوكبة من ابناء وبنات الأردن، رغم أن من تسلمه معظمهم من رجالات الدولة الحديثين، إلا أنه كان لمؤسسيها قبل 100 عام، مرورا بمراحل التحول في تاريخ الأردن، وشمل رجالا أقروا مواثيق الدولة ودستورها، فكان هو الانجاز الأهم..
وفاء واستذكار، هكذا هو الأردن لا يفرط بقادته ولا ينسى مؤسسيه ومن كان لهم صولات وجولات في السياسة الداخلية والخارجية، ورسم حدود الدولة وصناعة هيبتها، وساهموا في اعلاء شأنها حتى اصبحت للمنطقة مرجعا.
الدولة ليست حديثة النشئ كما يريدها البعض، وأنظمتها غير قابلة للعبث، بل راسخة رسوخ الجبال، تحكمها القوانين والمواثيق الشعبية، منذ زمن كان فيه للرجال كلمتهم فيتشكل الموقف وعليه وتسير القافلة، وصولا إلى دولة الأمن والآمان، بقيادة هاشمية حكيمة.
التكريم الملكي اليوم، لم يشمل المؤسسين وحدهم، بل راح الى من كانوا في عمر الدولة أعلاما وضعوا بصمتهم في مسيرتها، وتوارث عنهم ابنائهم بصمات..
لم يكرم الملك اليوم شبابا سجلوا انجازات حديثة كما جرت العادة، لكنه ذهب الى تكريم من رسم لهم الخارطة وهيأ الطريق، لتختصر رحلة الانجاز، فتتاح الفرصة أمام الابداع والمبدعين، فحاز على الوسام اصحاب الانجازات الاوائل.
قد لا يعرف معظم الأردنيون اليوم صور من حصلوا على وسام المئوية، لكن اسمائهم كانت حاضرة على السنتهم دوما، ينادون بها في اوقات الازمات والمحن، ويريدون لرجال الدولة الحاليين أن يكونوا على شاكلتهم، قادة مخلصين اوفياء رسموا ملامح التاريخ منذ التأسيس.
وسام المئوية الذي وزع على 140 شخصية اليوم، كان لمن مثل الأردن خارجه نصيب كبير فيه، علماء، واقتصاديون، وخبراء، وفنانون، من كافة مكونات المجتمع الأردني الواحد، وكم من هذه الاسماء ساهم في رفع اسم الأردن عاليا..
لم ينته تكريم المئوية بعد، ففي الأردن رجال أكثر..