سلامة: المحافظة على المياه الجوفية مسألة وطنية مهمة

هوا الأردن -
مع ارتفاع العجز المائي الذي تشهده المملكة ووضعها على قائمة الدول الأكثر شحا بالمياه، باتت الدعوات تتجدد بضرورة البحث عن حلول مبتكرة لتجاوز أزمة الصيف المقبل.
ويدعو مختصون وخبراء إلى ضرورة تطبيق مفهوم الحصاد المائي القائم على تخزين أكبر كمية ممكنة من مياه أمطار الشتاء بطرق بسيطة وقليلة التكلفة.
ودعت دراسة أعدتها وزارة المياه والري بالتعاون مع الجامعة الأردنية إلى تطبيق نظام الحصاد المائي لتجميع مياه الأمطار من أعلى أسقف المباني والمسطحات الصخرية والترابية، وأكدت على أن المياه التي يتم تجميعها من خلال الحصاد المائي يمكن استخدامها في توفير مياه الشرب للإنسان والمواشي وري المزروعات.
وأوضحت الدراسة أن المياه الناجمة عن الحصاد المائي توفر كميات إضافية مجانا للمنازل والمساجد والمدارس وتخفض قيمة فاتورة المياه والاستفادة من مردود المشاريع الزراعية التي تروى من مياه الحصاد في دعم السكان خصوصا في التجمعات السكانية الكبيرة.
وقال أمين عام وزارة المياه والري الدكتور جهاد المحاميد: إن الأردن يعد واحدا من الدول الفقيرة مائيا والرائدة في إدارة موارد المياه عالميا خاصة حصاد مياه الأمطار، فقطاع المياه يسعى دوما إلى ابتكار أفضل الحلول لمواجهة معضلة نقص المياه وتوفيرها للمواطن لمواجهة التغيرات المناخية وتراجع المصادر المتاحة».
ويتابع:«عمدنا إلى التوقيع لبدء مشروع حصاد مياه الأمطار في مناطق الأزرق والمفرق ووادي الأردن الشمالي لتعزيز تنمية مصادر المياه من خلال زيادة الحصاد المائي في جميع مناطق المملكة وتبني مشاريع حصاد مائي على مستوى الأحواض والحقل وتوفير مصادر بديلة ».
ويلفت إلى أن قطاع المياه يسعى بكل إمكانياته لتوظيف الموارد المائية بالشكل الأمثل سعيا لتحقيق أعلى درجة في الاستخدامات المختلفة وتوفير كافة الحلول اللازمة دون أي معيقات، خاصة وأنه تم انجاز العديد من مشاريع الحصاد المائي والسدود والحفائر المائية لتأمين الاحتياجات لكافة الاستخدامات وخاصة الزراعية وخدمة التجمعات المحلية وتعظيم عوائد الجوفية والمحافظة عليها.
ويقول المدير التنفيذي للشبكة الإسلامية الدولية لتنمية وإدارة الموارد المائية الدكتور مروان الرقاد: إن تغير المناخ في الأردن يجعل هطول الأمطار أكثر كثافة مع مدة أقصر، ما يؤدي إلى حدوث الفيضانات والتسبب في فقدان المياه العذبة الثمينة، ولهذا نحن بحاجة إلى اعتماد تقنية 3RS وهي إعادة الشحن والاحتفاظ وإعادة الاستخدام لمكافحة تأثيرات تغير المناخ وتمكين المجتمعات المحلية اقتصاديا من خلال حصاد المياه.
ويشيد الرقاد بمشروع حصاد المياه، قائلا «ستكون المجتمعات المحلية في تلك المناطق قادرة على الاستفادة من أعمال المشروع».
وقال الناطق الإعلامي في وزارة المياه والري عمر سلامة: إن الأردن يعتمد على المياه الجوفية كمصدر رئيسي لإمدادات المياه خاصة وأن المحافظة على المياه الجوفية تعد مسألة وطنية مهمة، والاستغلال المفرط لموارد المياه الجوفية وخاصة في ظل تغير المناخ سيؤدي الى تدهور النظام البيئي، كما أن التوسع الحضري والنمو السكاني أدى الى زيادة الضغوطات على موارد المياه الجوفية المتضائلة.