مهرجان الخبيزة .. الاحتفاء بجمال الطبيعة ووفرة خيراتها
في إطار فعالياتها التنموية المتنوعة، أطلقت مؤسسة "أبناء الوادي" في ربيع عام 2016 الدورة الأولى لـ "مهرجان الخبيزة" في الشونة الجنوبية، والذي دأبت سنوياً على تنظيمه احتفاء بجمال الطبيعة ووفرة خيراتها ضمن حزمةٍ متنوعةٍ من الفعاليات البيئية والمجتمعية والثقافية التي تهدف إلى تعزيز الإنتماء لقيم العطاء والتشارك والإبداع.
ساهمت في فعاليات المهرجان الذي يتواصل على مدار خمسة أسابيع من كل عام في الفترة الممتدة ما بين 14 شباط (فبراير) وحتى 21 آذار (مارس) العديد من القطاعات الرسمية والأهلية، إضافة إلى قطاعات المجتمع المحلي من أبناء الغور والشونة الوسطى والعاملين في المنتجات النباتية والحيوانية من مختلف مناطق المملكة.
شهدت دورات المهرجان السبعة السابقة تشاركات واسعة مع الجمعيات الخيرية من لواء الشونة وخارجه، وبلدية الشونة الوسطى، ووزارة السياحة، وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة الزراعة. كما سبق لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وبرنامج "إرادة" التابع لوزارة التخطيط، وعدد من صناديق دعم المرأة، المشاركة في دورات المهرجان.
الفعاليات المتنوعة التي حفلت بها الدورات السابقة للمهرجان "ساهمت في زيادة الوعي بأهمية كنوز الأغوار الزراعية التي تشكل سلة الغذاء الأردني، وهو ما يشير إليه زيادة عدد الزوار والمشاركين باضطراد سنوي" بحسب مدير المهرجان ورئيس "جمعية أبناء الوادي للتدريب" محمد عطية الذي أشار إلى الدلالة التي ينطوي عليها موعد انطلاق المهرجان وموعد اختتام فعالياته، مبيّناً أن الموعدين مرتبطان مباشرة بدورة الفصول وحكايات الشعوب وتقاليدها؛ فيوم "14 شباط هو يوم الحب و21 آذار هو عيد الأم وانطلاق الربيع ويوم الكرامة، وهي جميعها مناسبات تدعونا للإحتفاء بها وتقدير رمزيتها. وأشار عطية إلى أن إطلاق اسم الخبيزة على المهرجان، جاء للدلالة على سخاء منتجات الأرض ووفرت خيراتها.
دأب المهرجان في دوراته المتتالية على تخصيص كل يوم جمعة وسبت طوال أسابيعه الخمسة، لإقامة بازار للحرف اليدوية ومنتجات المنطقة النباتية والحيوانية، خاصة منتجات الجمعيات النسائية وربات البيوت في المنطقة. كما يخصص كل يوم ثلاثاء من كل اسبوع ورشة فنية لطلبة مدارس المنطقة والمدارس المحيطة بها، بمشاركة "المتحف المتنقل" التابع للجمعية الملكية للفنون الجميلة، بينما تخصص أيام المهرجان الأخرى لفعاليات ثقافية وفنية متنوعة ومفتوحة على أجواء الطبيعة الخلابة التي يمتاز بها وادي الأردن في فصل الشتاء.
يسعى المهرجان إلى تحقيق حزمة من الاهداف التنموية والثقافية والاجتماعية، فهو يسلط الضوء على المنتج الثقافي والتراثي المحلي وتحقيق التنمية المستدامة في منطقه وادي الأردن.
ومن أهداف المهرجان الأساسية، تعريف المواطنيين على المنتجات الطبيعية العضوية وتشجيعهم على شرائها من المصدر وصولاً إلى تقليص المسافة وتقريبها بين المنتج والمستهلك، ليصبح الوصول للسلعة مباشرة من دون وسطاء. إضافة إلى خلق حالة من التفاعل والتشارك في فعاليات المهرجان بين أبناء المنطقة والزوار من مناطق المملكة المختلفة، ما يساهم في تنشيط السياحة الداخلية والوافدة والتي عمل المهرجان على تشجيعها وتوسيع رقعتها في دوراته السابقة بمشاركة مبادرة "يا الله معنا.. أردننا جنة" التي اطلقها سمو ولي العهد الأمير حسين بن عبد الله.
لم يقتصر المهرجان في دوراته السابقة على المشاركات المحلية، بل تخطاها غرب نهر الأردن صوب "الجارة" مدينة أريحا التي سبق لها المشاركة في فعالياته على المستويين الرسمي والشعبي تجسيداً لوحدة تراب ضفتي النهر، وترجمةً لوثيقة التوأمة بينها وبين بلدية الشونة الوسطى ومؤسسة "أبناء الوادي" التي أطلقت مبادرة "جيران" في العام 2016.
مؤسسة "أبنا الوادي للتدريب" التي تُنظم المهرجان تُعنى بتدريب شباب وفتيات الأغوار على مهن زراعية وتسويقية جديدة، تضمن لهم توفير فرص عمل إنتاجية داخل بيئتهم التي يقطنونها، خاصة أن مناطق الأغوار تُعدّ من أكثر المناطق التي تتوفر فيها فرص العمل في القطاع الزراعي أكثر من أي قطاع آخر.