افتتاح المؤتمر الشبابي "الانتخابات طريقنا الى المشاركة والتغيير"
هوا الأردن - مندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني رعى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في قصر الثقافة امس مؤتمرا شبابيا تحت شعار «الانتخابات طريقنا للمُشاركة والتغيير» الذي نظمته وزارة التنمية السياسية بالتعاون مع ملتقى شباب من أجل الديمقراطية» .
ووقع رئيس الوزراء والشباب المشاركون في المؤتمر وعددهم حوالي ألفي شاب يمثلون مجالس اتحادات الطلبة في الجامعات والكليات وهيئة شباب كلنا الأردن والأحزاب السياسية ومؤسسات مجتمع مدني واندية رياضية وهيئات شبابية على جدارية حول مفهوم المواطنة ، ووزعت خطابات جلالة الملك حول قضايا الإصلاح السياسي، وعرضت مسرحية عن الانتخابات.
والمؤتمر الذي يموله برنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP ) شارك فيه شباب اعمارهم بين سن (18 – 35) عاماً يمثلون مجالس إتحادات الطلبة في الجامعات والكليات وهيئة شباب كلنا الأردن والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والأندية الرياضية والهيئات الشبابية والكشافة والمرشدات والمبادرة الشبابية (غير مسجلة).
وقال وزير التنمية السياسية وزير الشؤون البرلمانية بسام حدادين في كلمة في افتتاح المؤتمر ان جلالة الملك ابدى منذ توليه مسؤولياته الدستورية اهتماما استثنائيا موصولا بالشباب والاستثمار بهم لانهم قادة المستقبل وبناة الاردن الجديد الذي نتطلع اليه جميعا .
وقال اننا نحث الخطى نحو استكمال برنامج الاصلاح الوطني الديمقراطي الذي رسم معالمه وحدد محطاته جلالة الملك ومر بمراحله الدستورية واصبح واقعا لافتا الى انه وبعد اقل من ثلاثة اسابيع سيصل هذا البرنامج الى محطته المفصلية في اجراء انتخابات نيابية مبكرة تتوج المسار الاصلاحي الراهن بمجلس نواب جديد سينتخب باعلى مقاييس النزاهة والحيادية وباشراف وادارة مباشرة من الهيئة المستقلة للانتخاب ورقابة دولية ومحلية مشهود لها .
وأوضح أن الحكومة لا تذرّ الرماد في العيون عندما تتحدث عن الاصلاحات السياسية التي تحققت ولا تقول إن ما تحقق هو نهاية مطاف الاصلاح وهذا ما اكده جلالة الملك في كل مداخلاته السياسية في الآونه الأخيرة.
واكد ان طريق الاصلاح بدأ وسيستمر وسيتواصل بعد محطة الانتخابات النيابية القادمة مشيرا الى ان البرلمان القادم سيكون ميدانا للحوار وذراعا للتواصل مع كل القوى السياسية داخل البرلمان وخارجه للوصول لاوسع توافق وطني لدفع مسيرة الاصلاح السياسي نحو افاق جديدة « وسوف يكون ممكنا وربما مطلوبا فتح قانون الانتخاب من جديد واجراء مراجعة ثانية للدستور « .
كما أكد «أنه ثبت لجميع الاردنيين ان نظامنا السياسي النيابي الملكي الدستوري مرنٌ ومؤهلٌ لاستيعاب طموحات شعبنا في تحديث وتطوير اساليب الحكم وادارة البلاد وفق ارادته ومحددات مصالحة الوطنية».
وشدد على «أنه ثبت للقاصي والداني ولكل ذي عينين بصيرتين، أن جلالة الملك يتحسس نبض شعبه وطموحاته ويعمل في سياق مبادرات متدرجة تمليها مسؤولياته الدستورية كرأس للدولة ومظلة لجميع الاردنيين بكل مكوناتهم وتطلعاتهم الفكرية والسياسية والاجتماعية وانه قوة دفع ايجابية للتقدم نحو الاصلاح الديمقراطي الذي يقوم على الحداثة والعصرنة لأنه يريدنا ان نتلاقى مع روح العصر مع الحفاظ على موروثنا الحضاري، وثقافتنا العربية والأسلامية» .
وأشار إلى أن الاصلاحات الدستورية التي استقرت رسخت الفصل بين السلطات وعززت سلطة البرلمان واعطته دفعة قوية ليمارس صلاحياته الدستورية في التشريع والرقابة والتمثيل السياسي.
كما أشار إلى أن الخطاب السياسي الإصلاحي المتجدد لقائد الوطن يبشر بوضوح إلى أن الأردن على اعتاب مرحلة سياسية جديدة؛ تبدأ مع تشكيل البرلمان القادم، تستند لقواعد عمل سياسية وبرلمانية جديدة في ادارة الدول وشؤون الحكم، تعتمد المؤسسية الدستورية سبيلاً .
ولفت حدادين إلى «أننا في الأردن سنغادر الاسلوب القديم في تشكيل الحكومات ورحيلها وسيُجري جلالة الملك استشارات نيابية تُفضي إلى تكليف رئيس وزراء وحكومة تستمر ما دامت تحظى بأغلبية نيابية وسيكون للمعارضة البرلمانية والسياسية دورها الوطني المأمول باعتبارها شريكاً اصيلاً في العملية السياسية بمجملها من خلال دورها السياسي والتشريعي والرقابي».
واكد ان المدخل الديمقراطي الاساسي لتجذير الاصلاحات وتطوير التشريعات هو البرلمان القادم الذي يصنع فيع التغيير لافتا الى ان هذا هو المسار الديمقراطي المعتمد في الدول الديمقراطية « اما النزعة الفوق برلمانية واخلاء القبة البرلمانية فهو خيار انعزالي سلبي وتخل عن حق دستوري « .
وقال «يخطئ الحساب من يظن ان الدولة الأردنية ضعيفة ويمكن ان تخضع للضغوط بغض النظر عن مصدرها؛ أو من يظنّ انه يملك الكرت الأحمر وحق «الفيتو»؛ ومن لا يأخذ بنظر الاعتبار المخاطر الإقليمية المحدقة في الوطن سياسياً وامنياً واقتصادياً، فالوطن يحتاج إلى وحدتنا وديمقراطيتنا وتضافر جهودنا جميعاً بكل أطيافنا فلا مصلحة تعلو على مصلحة الوطن».
وحث حدادين الشباب على المشاركة بالانتخابات وقال «لا تسمحوا لأحد ان يصادر حقكم في الاقتراع والتغيير، لأن التصويت في الانتخابات هو الطريق للمشاركة في صياغة شكل ومضمون البرلمان القادم والحكومة القادمة ايضاً» .
وقال رئيس المجلس الأعلى للشباب الدكتور سامي المجالي ان المجلس التقط الرؤى الملكية السامية نحو قطاع الشباب وترجمها الى برامج وانشطة لدعم الشباب وتعزيز مشاركتهم في صياغة مستقبلهم لا سيما في تعزيز مشاركتهم في الانتخابات النيابية المقبلة وافراز مجلس نيابي قادر على مواجهة التحديات .
واكد ضرورة تسليط الضوء على مشاركة الشباب كقيمة عليا وهدف ينبغي العمل على تحقيقه واحترامه ولمساعدة الشباب على تحقيق تطلعاته واطلاق طاقاته الابداعية وزيادة مساحات الحرية الحقيقية التي يستحقها وخلق البيئة المناسبة لتعزيز مشاركته في الحياة السياسية .
ولفت الى ان المجلس الاعلى للشباب ينظر باهتمام الى جهود كافة الشركاء لبناء جسور حقيقية من الحوار والتواصل والتفاعل الخلاق مع الشباب لرفع سوية الوعي لديهم وصقل مهاراتهم وتمكينهم من التفاعل الايجابي مع التحديات الراهنة .
وقال رئيس اللجنة التحضيرية لملتقى شباب من اجل الديمقراطية والاصلاح عماد نصير ان مشاركة الشباب في هذا المؤتمر من جميع محافظات المملكة تاتي ايمانا منهم باهمية المشاركة في الانتخابات النيابية لايصال من يستحق الى اهم منصة للتشريع والرقابة وصنع السياسات التي تفي بمتطلبات هذا الوطن الديمقراطية والتنموية .
وأكد نصير ان الجميع أمام استحقاق دستوري ووطني وهو استحقاق هام في مسيرة الاصلاح السياسي الذي نريده ناجزاً بهمة الجميع ومشاركة القوى الحية بل ومشاركة جميع أطراف العملية السياسية لنبني توافقاً وطنياً جامعاً يقر بالاختلاف ويحترم الرأي والرأي الآخر.
وفي كلمة باسم الشباب المشاركين نوهت اسراء الشياب بالقيادة الهاشمية المستندة الى الشرعية الدينية والاخلاقية والتاريخية التي وفرت للشباب ولجميع الاردنيين فرص العدالة والمساواة والتعددية الفكرية والاجواء المناسبة للسير والتقدم بعملية الاصلاح الشامل .