جعفر حسان .. الرهان على النتائج في الميدان
هوا الأردن - كتب : الدكتور اسلام العياصره
لاشك ان الكثير من الملفات التي سيحملها على عاتقه رئيس الوزراء المكلف الدكتور جعفر حسان على الصعيد المحلي والدولي والاقليمي لمواجهة التحديات وتعزيز التنمية الشاملة من جهة ودفع العجلة الاقتصادية نحو النمو المتسارع من جهة ثانية مما ينعكس على الشأن الداخلي وهو ما يراهن عليه المواطنين الى جانب الملفات الخارجية ، الا ان فرصة الرجل بالنجاح باتت تتوضح من نهج يعرفه مقربين منه لإصراره على اذابة المعيقات وخلق الفرص وهذا ما يبدو جليا في نهجه منذ توزيره اول مرة وصولا الى قيادته للفريق الحكومي اليوم وهو المعروف عنه اصراره على مواجهة الايدي المرتجفة وخلق الانجاز وتحويل التحديات الى فرص كترجمة حقيقية لتوجيهات جلالة الملك بان الرهان على الميدان وخاصة في الملف الاقتصادي و تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، التي تخضع للمتابعة والتقييم المستمرين، من خلال الآلية التي تم إنشاؤها في الديوان الملكي الهاشمي وبمتابعة شخصية من جلالة الملك ، وفق برامج تنفيذية واضحة ومعلنة بسقوف زمنية محددة، لإطلاق الإمكانات وتحقيق النمو الشامل المستدام، الذي يكفل مضاعفة الاستثمار وزيادة فرص التشغيل لأبناء الوطن كافة .
حسان ومنذ اول زيارة ميدانية له حمل في راحته دفتر ملاحظاته وهو ذات الدفتر الذي كان يحمله بمعية جلالة الملك حينما كان مديرا لمكتب جلالته وبوصلة الترجمة الاولى لتوجيهاته في مشروع التحديث الشامل وكاتم اسراره ، هذا الدفتر الذي بدأت اولى صفحاته بخط يده يحمل في طياته العديد من المعيقات والملاحظات التي لم ينجح الخصاونة في ادارتها او التعاطي معها بالشكل المطلوب وهنا لا ننتقص من عزيمة الاخير وانتماءه وانما كانت نتائج استراتيجياته الاقتصادية لسنوات طويلة مخيبة للآمال ولا ترقى لمستوى الطموح الشعبي الى جانب تنفيذ مشاريع وبرامج أساسية ضمن رؤية التحديث الشاملة ، والتي لا بد من البناء عليها والإسراع بإنجازها وضمان بقائها في مسارها السليم ، وهذا ما يسعى حسان منذ يومه الاول الى ترميمه وصيانته من خلال مراجعات شاملة والعمل على ترجمة التوجيهات بعناية فائقة من خلال الميدان فليس غريب ان تشاهد الرئيس في الاغوار وفي يوم اخر تشاهده في المفرق ومن بعدها في صمد ليضع المسؤولين امام حقيقة مهامهم في السعي لإذابة التحديات واتخاذ القرارات اللازمة لتطوير البيئة الاستثمارية والبناء على المنجز بإنجازات ترقى الى مستوى الطموحات .
حسان لمن لا يعرفه والذي يبدأ مسيرة عمله منذ ساعات الفجر وعبر اللاب توب الخاص يتفقد كل شاردة وواردة وهو المرهق لطاقمه في متابعاته حيث انه لا يغفل عن اي ملاحظة وانما يمنح بطاقات الفرصة الاولى والاخيرة لأي متقاعس واعتقد ان سلوكه لم يتغير على الاقل منذ توليه منصب نائب رئيس الوزراء ووزير دولة للشؤون الاقتصادية في 2018 حيث كان الميدان في مقدمة أولوياته وكان يقف على راس المشاريع المتعثرة ليحقق منها انجازا ولعل في مشروع المدينة الصناعية في جرش خير مثال على ذلك وهو من انقذ مشروعا متعثرا وحوله الى مدينة سياحية متخصصة بعد دراسة ميدانية لجوانب تعثره وكلفه الباهظة وهو المتوقع ان يرى النور قريبا .
واليوم يعود حسان على راس فريق وزاري متجانس نوعا ما ويضم عددا لا باس به من وزراء الميدان وخاصة وزير الإدارة المحلية والذي يبدو انه سيتولى زمام المتابعة الى جانب وحدة المتابعة والتنسيق في مكتب الرئيس حسان بعد ان ظهر في الزيارات الغير معلنة الى جانب الرئيس مرتين ، خاصة وان المتطلب الملكي للفريق الوزاري اناط بحسان معايير واضحة لاختياره في ان يكون طموحا ومؤمنا برؤية التحديث، وعلى قدر من الكفاءة والمسؤولية الوطنية والجرأة والمثابرة في اتخاذ القرارات وإيجاد الحلول التي تخدم المواطنين لتجاوز العقبات، ويجب أن تكون مهام الوزراء واضحة ومحددة بأهداف سنوية قابلة للقياس، تخضع للمتابعة والتقييم المستمرين وفق رؤية التحديث الشاملة، لا يعيقها تردد أو توجهها مصالح، سوى مصلحة الوطن، ولا ينقصها عزم أو جهد أو إرادة في تنفيذها، ويلمس المواطن آثارها الإيجابية.
حسان لا يكل ولا يمل وانما يسعى الى ايجاد الحلول وخلق التفاهمات واذابة المعيقات وتعزيز الثواب والعقاب وهنا تكمن سر الوصفة التي ستظهر تبعاتها في قادم الايام بمختلف القطاعات التي تواجه اخطارا عدة مثل اعادة المراجعة الشاملة لاستراتيجيات مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص واستمرار قطاع التعدين والمقاولات وتمكينهما من مواجهة التحديات وصيانة التعليم والتدريب المهني التقني الى جانب ملفات الصحة والمياه والامن الوطني ومشاريع التحول الرقمي وتحديث الادارة العامة والعديد من الملفات التي ستشكل تحدياً حقيقيا في وجه حسان وفريقه خاصة وان لهذا الرجل متابعة شخصية لكل الملفات ، ولعل الخلوة الحكومية شاهدة على اصرار الرجل في تحقيق المنجز وصيانة المكنون الوطني والبناء عليه وايمانه بان من لا يستطيع ابتكار الحلول او تقديم العمل على المعيقات لا يستحق البقاء وهذا ما سيربك الكثيرين من اصحاب الايدي المرتجفة التي بدأت تتحسس رؤوسها خشية الاطاحة بها بعد الاشارة الملكية في ضرورة تكريس نهج المساءلة للمقصرين في واجباتهم تجاه المواطن، لأن مفهوم الخدمة العامة يفرض تقديم الحلول لا وضع العراقيل الى جانب تعزيز المسؤوليات في تكثيف التواصل الميداني المباشر مع المواطنين والاشتباك مع قضاياهم وأولوياتهم، والاستماع إلى آرائهم ومشاركتهم التوجهات والرؤى، بحيث يتم التعامل مع التحديات والاحتياجات والتطلعات وإيجاد الحلول الممكنة والبناء على الفرص المتاحة.
حسان امام رهان وهو النتائج في الميدان .. ومن المتوقع ان تكون الايام القادمة حبلى بالزيارات المفاجئة والعديد من القرارات الميدانية والتي ستطال كل مقصر وهي الميدان يا حسان .