"وسط البلد".. القلب النابض في رمضان

هوا الأردن -
رغم انتشار الأسواق وتعددها في عمان إلا أن أسواق "وسط البلد" تبقى "القلب النابض" للعاصمة، فهي المكان الذي ما يزال يعد الأكثر رونقا وعراقة في وجدان كثير من الأردنيين.
وفي رمضان، يعيش الناس في أسواق وسط البلد أجواء خاصة، ما يجعلها المقصد الأول فمنذ بداية الشهر الفضيل يعج المكان بالنشاط التجاري قبل الإفطارز
ويتركز النشاط التجاري للعمانيين خلال ساعات المساء في المقاهي ومحال الحلويات والمرطبات خاصة العريقة منها، التي تجتذب المواطنين باستمرار.
"وسط البلد" حنين رمضاني
الخمسيني" أبو مثنى"، يؤكد أنه يصطحب عائلته لصلاة التراويح في المسجد الحسيني، رغم سكنه في منطقة "أم أذينة"، ومن بعدها يتجولون في "البلد".
ويؤكد "أبو مثنى "، أنه يفضل قضاء سهراته الرمضانية في "البلد"، كما يتسوق هو وأبناؤه ليلا، كشراء البهارات والمكسرات، والحلويات الرمضانية، واحتياجات السحور.
المواطن أحمد النهار يقول، زرت "وسط البلد" منذ بداية رمضان مرتين، إذ أقصدها مع الأصدقاء بعد صلاة التراويح، مبينا أن لزيارته غايتين، الأولى: التسوق لشراء حاجات العائلة الرمضانية خاصة من الحلويات، والغاية الثانية لتقضية بعض الوقت مع الأصدقاء.
ويضيف أحمد الذي يقطن في مدينة الزرقاء، إن "وسط البلد" متنفس ترفيهي ووجهة يقصدها المواطنون من كل محافظات المملكة، معتبرا أن لها سحرا خاصا، تجعلك تدمن على زيارتها باستمرار.
ويقول المواطن حسام نايف: "الحنين هو الذي يشدني دائما إلى قضاء أمسياتي الرمضانية في "البلد"، حيث أستذكر أنا وأصدقائي ليالي رمضان الشبابية وجلساتنا في المقاهي".
ويواصل، قصدت " البلد" أنا وزوجتي في اليوم الأول من الشهر الكريم، وتفسحنا في أسواقها ليلا، وفي اليوم الرابع زرتها مع الأصدقاء.
نشاط ليلي ملحوظ
من جانبه، أكد مالك أحد المقاهي الكبرى في منطقة "وسط البلد" حسن الخطيب، على وجود نشاط ملموس منذ بداية شهر الحالي، حيث ارتفعت الحجوزات لدى أغلب المحال في القطاع.
وأوضح الخطيب، أن شهر رمضان يمثل فرصة لكثير من المقاهي التي يزداد خلالها النشاط التسوقي لدى أغلب الأسر.
واتفق مالك أحد محال الحلويات المعروفة في العاصمة عمان، على وجود نشاط كبير منذ بداية شهر رمضان، يزيد بنحو 75 % عن النشاط خلال الأوقات خارج رمضان، مبينا بأن الإقبال كثيف خلال الفترة الصباحية والمسائية.
إنفاق الأردنيين في رمضان
بدوره قال الخبير الاقتصادي حسام عايش: "إنفاق الأردنيين خلال شهر رمضان يتضاعف لدى كثير من الأسر، إذ يتضاعف 4 مرات لدى فئات منهم عن مستوى الإنفاق المعتاد خلال أشهر السنة العادية والتي يصل حجم إنفاقها إلى نحو 32 % من إجمالي الدخل الشهري".
وبين عايش، أن كثيرا من الأسر تعد التسوق نشاطا ترفيهيا خلال رمضان، لذا تذهب الكثير من العائلات للتسوق بشكل جماعي خلال المساء.
وأوضح عايش، أن تزايد إقبال الأردنيين على الأسواق في رمضان الحالي يعود إلى أن كثيرا منهم لم يعش أجواء رمضان العام الماضي نتيجة حرب غزة، والتي أثرت معنويا على رغبتهم الشرائية والترفيهية، عدا عن حلول شهر رمضان الحالي مع موعد صرف الرواتب الشهرية، إضافة إلى صرف الرديات الضريبية، إذ انعكس ذلك كله على تحفيز النشاط الاستهلاكي للمواطنين.
ويشار إلى أن بيانات مسح نفقات ودخل الأسرة الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة للعام 2017/2018، وهو آخر مسح نفذته الإحصاءات حول النفقات ودخل الأسر، كانت قد أظهرت أن متوسط الإنفاق السنوي للأسر الأردنية على السلع الغذائية وغير الغذائية والخدمات قد بلغ حوالي 12519 دينارا؛ حيث شكل الإنفاق على السلع الغذائية ما نسبته 32.6 % من مجموع الإنفاق الكلي، وبلغ متوسط إنفاق الفرد السنوي منه على الغذاء نحو 843 دينارا. الغد