غرايبة : زمزم بعيدة عن تفكير الغارقين في التعصب المقيت ووحل الإقليمية
هوا الأردن - قال القيادي الاسلامي أحد أهم مهندسي مبادرة "زمزم" د.ارحيل غرايبة في مقالة نشرها الاحد في يومية العرب اليوم ان المبادرة "بعيدة كل البعد عن مربع الاختلاف ووهم الانشقاق الذي يجد ضالته عند الذين يعانون من ضيق الأفق وضحالة الفكر، والذين يشوّهون كل ما هو حسن وجديد، ويعجزون عن مناقشة الأفكار، ويسعون إلى نشر الاشاعات وإثارة الشبهات".
وتاليا نص المقالة :
لقد أوضحت مبادرة "زمزم" رؤيتها بكل صراحة ودون تلكؤ أو تلجلج، عندما قالت: "نحو مجتمع متراحم، ودولة قوية راشدة"؛ هذه الرؤية المتقدمة تشير إلى منطلق المبادرة ومبادئها ومآلاتها وغاياتها المقصودة بدقة. فهي تسعى لأن يصبح المجتمع الأردني مجتمعاً متمكناً. بمعنى أن يكون مستقلاً في قراره، وقادراً على استثمار موارده بكفاءة ذاتية وإدارة حصيفة بسواعد أبنائه الأكفياء الأمناء القادرين على تطوير ملكاتهم واستثمار طاقاتهم بطريقة تعاونية وتشاركية وعقلية جمعيّة تستمد قيمها من الاسلام العظيم، الذي يشكل الهوية الجامعة للأمة والإطار الحضاري الكبير الذي يستوعب كل مكونات الأمة بلا استثناء و دون تمييز عنصري أو ديني أو مذهبي أو جهوي أو إقليمي.
مبادرة "زمزم"؛ فكرة وطنية اجتماعية قيمية سامية، تتعالى على التعصب المذموم، وتدعو إلى التحرر من الانغلاق وضيق الأفق، والتبعية الذيلية، والتقليد الأعمى للأشخاص، وتدعو إلى تحطيم الأغلال والقيود والقفز فوق الحدود التي تحد من الانطلاق الفكري وتحول دون الانجاز الحضاري الراقي.
المبادرة تسعى إلى تجميع الطاقات واستثمارها في إطار وطني واسع بمنهجية تعاونية تشاركية على أساس المواطنة والكفاءة والقوة والأمانة والعدالة، وتسعى إلى طرح البدائل والأفكار العمليّة الخلاقة من أجل الاسهام في بناء الأردن الحديث، المزدهر والآمن القوي.
المبادرة تتبنى منهج البحث عن مساحات التوافق المجتمعي بين كل العاملين المخلصين على الثرى الأردني، من أجل إيجاد المرجعية الوطنية العليا التي تشكل المظلة الواسعة لكل الأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية الفاعلة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما تسعى في الوقت ذاته إلى امتلاك القدرة الجمعية على إدارة الخلافات الموجودة بروح وطنية عالية، وبروح المسؤولية والانتماء الحقيقي الذي يحول دون الانقسام المجتمعي ويحول دون الانزلاق إلى دوامة العنف والفوضى.
تتبنى المبادرة ذلك المنهج الذي يجمع بين الروح الوطنية والقيم الاسلامية، وتتبنى الفهم الواسع للاسلام، الذي يشكل الهوية الحضارية الجامعة للأمة بكل مكوناتها، والذي يقدس الحريات ويحترم الأقليات، ويساوي بين الرجل والمرأة في التكريم وأصل الخلقة والخطاب التكليفي العام وفي الحقوق والواجبات على الجملة.
تنزع المبادرة إلى فكرة الوحدة العربية الكبرى، التي تشكل النواة الصلبة لوحدة الشعوب الاسلامية في سبيل حمل رسالة الرحمة والهداية والحرية لكل شعوب الأرض، من أجل العيش بسلام وتعاون وتراحم وتسامح ومحاربة كل أنواع الإثم والعدوان، والتخلص من آثار الاستعمار والوصاية، بكل أشكالها وبكل معانيها وتبعاتها، والمبادرة ترى أن الاسلام عامل وحدة ونهوض وليس سبباً في الفرقة والجمود.
فكرة مبادرة "زمزم" واسعة جداً، أوسع بكثير من تفكير الغارقين في التعصب المقيت، ووحل الإقليمية السقيم، وبعيدة كل البعد عن مربع الاختلاف ووهم الانشقاق الذي يجد ضالته عند الذين يعانون من ضيق الأفق وضحالة الفكر، والذين يشوّهون كل ما هو حسن وجديد، ويعجزون عن مناقشة الأفكار، ويسعون إلى نشر الاشاعات وإثارة الشبهات.
يمكنكم التعليق عبر صفحتنا على الفيس بوك