آخر الأخبار
ticker بورصات أوروبا تنهي تداولاتها اليوم مع خسائر تجاوزت 4 % ticker الحنيطي يؤكد الاستمرار بتزويد الواجهات الحدودية بالأجهزة والمعدات اللازمة ticker أمين عام الخارجية يلتقي وفدا أوروبيا ticker افتتاح مبنى دوريات الجنوب وساحة الترفيق الجمركي في السلطاني ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة ticker العيسوي يلتقي وفدا شعبيا من محافظة الزرقاء ticker الأشغال تتسلم 19 آلية إنشائية جديدة ticker البنك الأردني الكويتي يفوز بجائزة "أفضل بنك في مجال خدمة العملاء في الأردن لعام 2025" من مجلة الأعمال الدولية ticker بالصور .. كتلة المقاول الأردني تلتقي "مقاولي الكرك" وتبحث التحديات وسبل تعزيز مكتسبات قطاع الانشاءات ticker افتتاح المؤتمر العربي التحضيري للنقابات العمالية في عمان ticker الأوقاف تحدد المدة بين آذان الفجر والإقامة بـ 30 دقيقة ticker الفايز يلتقي مقرر لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي ticker الأردن يشارك باجتماع "الاقتصادي والاجتماعي" العربي على المستوى الوزاري ticker الهيئة الخيرية الهاشمية تواصل دعم الغزيين رغم محاولات عرقلة المساعدات ticker دائرة الأراضي تطلق الهوية البصرية الجديدة ticker العبداللات: الرؤية الملكية رسخت للنهوض بالقطاع الصحي وحقوق الإنسان ticker الأمن العام: السرعة وتغيير المسرب أبرز مسببات الحوادث ticker المومني: استقرار الأردن وثباته يمثل نموذج يحتذى به ticker حسان يترأس اجتماع الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين ticker الفريحات تشارك في إجتماع الوفد الألماني في بلدية غرب اربد

المصري يوجه نداء: الوجود العربي في مهب الريح

{title}
هوا الأردن -

وجه رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري نداء إلى ساسة الأمة العربية ومفكريها وحكمائها، وكل من هو معني بمصيرها، لمحاولة وقف الانهيار العربية المريع، بجهد جماعيّ جاد، كي لا يكون مصير الأمة هو التلاشي في عالم جديد لا يرى غير القوة أساساً لاستحقاق البقاء.

وأكد المصري في مقال نشره اليوم الاثنين، إن التوحد مجددا على مستوى العرب لم يعد شعارا أو خيارا أو ترفا بل"إحتياج بقاء" في زمن كسرت فيه كل قواعد القانون الدولي وبدأ يتصرف على أساس "الأطماع والإستهداف الإستعماري".

وقال إن علينا الإجابة على سؤال صغير: كيف ننجو وسنعيش في العالم الجديد؟.

واعتبر المصري أن الوجود العربي في كل تعبيراته القطرية والقومية أصبح في مهب الريح وكذلك مؤسسات العمل العربي المشترك وأنماط التجمع الإقليمي العربي وعلى رأسها جامعة الدول العربية، في مواجهة تراتبية مشهد الإبادة البشعة في قطاع غزة والضفة الغربية والتي تتواصل منذ أكثر من عام ونصف.

وأضاف الرئيس الاسبق في خلاصة مقاله، أن الأحداث والوقائع تزداد تعقيداً، في منطقتنا، ومعها يتواصل القتل والإبادة البشرية وتخريب العمران، وكل إمكانيات العيش البشري، في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والسودان وغيرها؛ كما ترتفع وتيرة امتداد هذه الحرب الهمجية إلى مساحات أخرى من منطقتنا، ومن دون أن يكون هناك أية بارقة أمل في وقفها، أو إنهاء المقتلة المتواصلة أو منع إمتدادها منذ أكثر من عام ونصف.

وبين أننا في لحظة بالغة الخطورة على الإقليم كله، وأن أوهام النجاة القُطرية، من مفاعيل ومخاطر ما يحدث، بالصمت أو بالتسويف عن مواجهة تلك المخاطر بجدية، لن تنجي أحداً.

وتابع: "الإقليم وصلت درجة سيولة تغيير خرائطه الاستراتيجية إلى حدودها القصوى، وهنا حصرا لا يقيم الأقوياء اعتباراً لغير مصالحهم وأطماعهم المباشرة، وهو ما نراه اليوم من حروب إبادة همجية وحشية، لم تقم اعتبارا لا لقوانين أو قيم أو معاهدات دولية أو إنسانية؛
لا تتوقف حدود تأثير هذه الحروب المدمرة عند ساحاتها الملتهبة والمشتعلة فقط، بل تمتد مفاعيلها المتوقعة إلى كل جوارها القريب والبعيد، وهو ما ينبغي أن تراه عين السياسة العربية بوضوح شديد".

وأشار إلى أن مقاله لا يطمح إلى تكريس حالة إحباط موجودة، ولا إلى الانحياز إلى ما هو كارثي في عالَم العرب اليوم، سياسةً وصراعات. كما أنّ صاحبه يدرك كلّ المعوقات والصعوبات التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه. غير أنّ ضميره ووجدانه يمنعانه من الصمت أمامَ ما يرى ويسمع ويحسّ، وبعد أن أصبح الصمت العربيّ، حول قضايا بقائنا ووجودنا، مدوياً في ضجيجه كالرعد، فيما البعض يراه فضيلة سياسية..!

وتاليا مقال المصري:

ربما، لم يحدث أن عبّرت قوّى هذا العالم، في تاريخنا المعاصر، عن نفسها وعن مصالحها، بهذه الفجاجة التي يسمعها العالم اليوم على لسان رئيس الإدارة الأمريكية ، دونالد ترامب , وبكل تلك"الخشونة الهجومية السياسية" التي يرددها مساعدوه ومستشاروه.

اليوم يمكننا القول: أن الاستعمار لم يتوقف يوماً في التاريخ القريب، بل بقي قاسيًا وبشعاً في كثير من الأحيان، فضلاً عن أنه لم يكن دوماً مجرد استغلال ناعم أو مقنّع فالخطاب المتفاعل يثبت إستراتيجية وفلسفة" الإستعمارالمباشر" بكل ما تحمله الكلمة من معنى في أحيان كثيرة، وإن تستر أحيانا بمفاهيم إنسانية لإخفاء طبيعته الحقيقية.

لعلّ من أبسط النتائج لهذا الشكل من تعبيرات القوة الأمريكية عن نفسها أن أصبح الحديث عن جريمة الإبادة لشعب أمراً عاديا ومألوفا، كما أصبح التهجير الكامل للفلسطينيين من قطاع غزة خيارًا مطروحًا للنقاش وعلى الطاولة، بل والدعوة علنا وبصفاقة إلى الاستيلاء الأمريكي على قطاع غزة والتعاطي مع معاناة أهل غزة واهلنا بصيغة" صفقة عقارية" يدعي المروج لها أنها يمكن أن تتحول إلى "ريفيرا" .

الجديد ان تلك "الوصفة الإستعمارية المباشرة" أصبحت خطّة يمكن تداولها والتوافق أو الاختلاف بشأنها، أو تقديم بدائل لها!

قد يكون من الصعب توصيف الأحوال الاستراتيجية العربية الراهنة، فقد استنفدت أحوالنا وأحوال الأمة كل مفاهيم ومفردات العجز والضعف وحالة"التشظي" التي آلت لها الوضاع الراهنة في الوطن العربي ومعه الإسلامي تعززت كدليل وقرينة على نتائج وخيمة للبقاء في منطقة الإستكانة والعجز .

عمليا في مواجهة تراتبية مشهد الإبادة البشعة في قطاع غزة والضفة الغربية والتي تتواصل منذ أكثر من عام ونصف يمكن القول بأن الوجود العربي في كل تعبيراته القطرية والقومية أصبح في مهب الريح وكذلك مؤسسات العمل العربي المشترك وأنماط التجمع الإقليمي العربي وعلى رأسها جامعة الدول العربية.

حالة العجز الرسمي والشعبي، التي مورست أمام هول كارثة الإبادة المستمرة، لا تُنبيء بأي خير أو أمل في تدارك ما تبقى من مصالح العرب ووجودهم، في هذه المرحلة من السيولة الاستراتيجية، التي يمرّ بها العالم، ناهيك عن المرحلة التي ستلي انقشاع الكارثة بتوافقات دولية وإقليمية بين ما يتبقى من قوى متصارعة في عالم اللحظة الراهنة حيث منحنيات خطرة ومزالق تاريخية في الدرب الأن تستدعي منا كل طاقة وجهد للإنتباه أولا ولمحاولة التصرف ثانيا دفاعا عن الذات والبقاء.

على مسمع ومرأى من سحق القوانين الدولية وكل أشكال علاقات السياسة الدولية وقيمها المعاصرة وفي رصد للإصطدام المباشر بالحائط الواضح لنا أن العالم الإسلامي لم يحقق أي درجة من التماسك أو الوحدة أو التنسيق المشترك، مما يجعله غير قادر على التأثير بشكل حقيقي على الساحة الدولية، الأمر الذي يجعل السعي الفوري وبدون تردد للتكتل مجددا أو تشكيل تكتلات جديدة صلبة تقاوم"موجات الإستعمار التي لم تعد مغلفة" مهمة وطنية وقومية وإنسانية ملحة جدا ومطلوبة فورا لأغراض "البقاء" وتجنب التلاشي.

إذا صحّ القول بأن موجة الربيع العربي، قبل نحو عقد ونصف شكلت إطارا يحاول إيقاف تكرار سياسات عقيمة في دنيا العرب، فإن من الأصح القول بأن اللحظة الراهنة هي انكشاف العرب...كل العرب ومعهم بعض الدول الإسلامية، في العراء حيث تدمير غزة بالكامل، والخسائر الفادحة في صفوف قادة حزب الله، وقوته الاستراتيجية، والإطاحة بالنظام السياسي في سوريا وانهيار الدولة فيها وحلّ الجيش، ومغادرة القوات الإيرانية و مطاردتها لا بل ضربها في عقر دارها خلافا لضرب مقدرات الشعب اليمني مما أدى إلى تقويض محور المقاومة في الشرق الأوسط بشكل شبه كامل.

كلّ ذلك يعني تغييرات جذرية في الإقليم، ناهيك عن ترابط هذه التغييرات، بتحولات استراتيجية أخرى في أماكن مختلفة من العالم كأوكرانيا وأوروبا وبعض أقاليم إفريقيا وغيرها.

قد يكون من المفيد التذكير بالرؤية الأمريكية الاستراتيجية السابقة لهذه اللحظة، وهي رؤية عادة ما تضعها مؤسسات الدولة العميقة هناك، بصرف النظر عن الإدارة الحاكمة؛ ففي تشرين الأول/ أكتوبــر

2022، أعلنت الإدارة الأمريكية استراتيجية الأمن القومي الخاصة بها، التي تقع في 48 صفحة، وهي مقسّمة إلى ثلاثة محاور:

#- تصوّر الإدارة الأميركية للتحدّيات والتهديدات التي ينبغـــي مواجهتها، وتحديد كيفية الاستثمار في بناء عناصر القوّة الأميركية.

#-الأولويات الأميركية حول العالم.

#- وأخيراً رؤية الإدارة الأميركية للعالم بحسب الأقاليم/القارّات.

في تلك الاستراتيجية، تبدّت اللحظة العالمية في جملة من العناوين، أبرزها؛ «انتهاء حقبة ما بعد الحرب الباردة»، و«العالم أصبح أكثر انقساماً واضطراباً وتنافساً»، ويقف «عند نقطة انعطاف لناحية المواجهة مع الصين وروسيا والتحدّيات المشتركة»، و«تزايد مخاطر الصـــراع بين القوى الكبرى»، و«اشتــــداد المنافسة بيـــن النمــــاذج الديموقراطية والاستبدادية»، و«الارتفاع العالمي في معدّلات التضخّم»، و«اشتداد التنافس على التكنولوجيا المتقدمة لتوظيفها أمنياً واقتصادياً».

كذلك «تراجع التعاون الدولي في التحدّيات الوجودية للبشرية». إضافة إلى التكرار المستمر في أدبيات الإدارة الأمريكية لمصطلح «العَقد الحاسم»، ما يشير إلى تصوّرها حول «حراجة الحقبة الحالية» بشكل جليّ وواضح، كما يشير إلى «الاستجابة لهذا الأمر متاحة ضمن نافذة زمنية محدودة». وهي عناوين ثبتت، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، صحة العديد منها، وخصوصا في تداعيات الصراع الروسي الغربي في أوكرانيا وما نراه اليوم من تداعياتها.

ما الذي يعنيه كل ذلك من إنعكاسات على منطقتنا؟..هل طرحنا بتعقل وخبرة هذا السؤال؟.

ثمة شكوك في أننا فعلنا أو نفعل على مستوى النظام الرسمي العربي على الأقل لكن بإزاحة الفجاجة، التي يعبّر فيها الرئيس ترامب عمّا يعتقد أنها مصالح الإمبراطورية الأمريكية، يمكن القول بأن لحظة الرئيس ترامب هي اللحظة السياسية الحاسمة، لكل ما سبق ذكره من عناوين وتحديات استراتيجية أمريكية.

العلاقات الروسية الأمريكية تشهد إنعطافا جذريا حول وقف الحرب في أوكرانيا، عبّرت عنها اجتماعات الرياض بين الطرفين؛ كما تشهد العلاقات الأمريكية الأوروبية انحلالا وتهتكا غير مسبوق، ينذر بتفكك الناتو ذاته وتصعب رؤية وفهم ما حدث في سوريا من دون توافقات، ولو بالحدّ الأدنى، بين روسيا وأميركا؛ بل وأكثر من ذلك، فإن تصريح الرئيس الروسي بوتين حول استعداده للعب دور الوسيط بيـــــن أمريكا وإيران، يشير إلى تحولات إقليمية مقبلة كبرى، ذلك أن فك التحالف الإيراني الروسي، الذي تمّ مؤخراً، هو أحد الأهداف الاستراتيجية الأمريكية الحيوية في الإقليم.

الخلاصة:

الأحداث والوقائع تزداد تعقيداً، في منطقتنا، ومعها يتواصل القتل والإبادة البشرية وتخريب العمران، وكل إمكانيات العيش البشري، في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والسودان وغيرها؛ كما ترتفع وتيرة امتداد هذه الحرب الهمجية إلى مساحات أخرى من منطقتنا، ومن دون أن يكون هناك أية بارقة أمل في وقفها، أو إنهاء المقتلة المتواصلة أو منع إمتدادها منذ أكثر من عام ونصف.

نحن في لحظة بالغة الخطورة على الإقليم كله، وأوهام النجاة القُطرية، من مفاعيل ومخاطر ما يحدث، بالصمت أو بالتسويف عن مواجهة تلك المخاطر بجدية، لن تنجي أحداً.

الإقليم وصلت درجة سيولة تغيير خرائطه الاستراتيجية إلى حدودها القصوى، وهنا حصرا لا يقيم الأقوياء اعتباراً لغير مصالحهم وأطماعهم المباشرة، وهو ما نراه اليوم من حروب إبادة همجية وحشية، لم تقم اعتبارا لا لقوانين أو قيم أو معاهدات دولية أو إنسانية؛
لا تتوقف حدود تأثير هذه الحروب المدمرة عند ساحاتها الملتهبة والمشتعلة فقط، بل تمتد مفاعيلها المتوقعة إلى كل جوارها القريب والبعيد، وهو ما ينبغي أن تراه عين السياسة العربية بوضوح شديد.

أعود وأقول ما كنت أكرره دائما: لا تطمح هذه الكلمات إلى تكريس حالة إحباط موجودة، ولا إلى الانحياز إلى ما هو كارثي في عالَم العرب اليوم، سياسةً وصراعات. كما أنّ صاحبها يدرك كلّ المعوقات والصعوبات التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه. غير أنّ ضميري ووجداني يمنعاني من الصمت أمامَ ما أرى وأسمع وأحسّ، وبعد أن أصبح الصمت العربيّ، حول قضايا بقائنا ووجودنا، مدوياً في ضجيجه كالرعد، فيما البعض يراه فضيلة سياسية..!

التوحد مجددا على مستوى العرب لم يعد شعارا أو خيارا أو ترفا بل"إحتياج بقاء" في زمن كسرت فيه كل قواعد القانون الدولي وبدأ يتصرف على أساس "الأطماع والإستهداف الإستعماري" وعلينا أن نجيب على سؤال صغير: كيف ننجو وسنعيش في العالم الجديد؟.

يا ساسةَ الأمةِ، ويا مفكّريها، ويا حكمائها، ويا كلّ مَن هو معنيّ بمصيرها...، هذا نداءٌ لي ولَكم، لمحاولة وقف هذا الانهيار المريع، بجهد جماعيّ جاد.. مجرّد محاولة، كي لا يكون مصيرنا هو التلاشي، في عالم جديد لا يرى غير القوة أساساً لاستحقاق البقاء.

الّلهمّ فاشهد.
تابعوا هوا الأردن على