هل يعترف ترامب بدولة فلسطين ..؟؟

في خطوة قد تعيد ترتيب الشرق الأوسط، يتصدر اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حديث العالم بعد تسريبات تتحدث عن احتمالية اعترافه بدولة فلسطين، إذ يُعَدّ هذا التحول، الذي يأتي بعد سنوات من الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيل، خطوة مفاجئة تطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل القضية الفلسطينية وحل الدولتين.
رئيس لجنة فلسطين النيابية، سليمان السعود، أكد أن الحديث عن إعلان مرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يأتي في توقيت مهم، قبيل زيارة ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل وضع ضاغط وصعب تمر به القضية الفلسطينية، مع تنامي طروحات التهجير واستمرار حرب الإبادة والتوحش في غزة، والتطهير العرقي في الضفة الغربية.
وأكد السعود أن ترامب يقدم مصلحة الولايات المتحدة دومًا، وينظر للأمور من منظور تحقيق مكاسب بلاده، مؤمنًا بشعار "أمريكا أولًا"، ولذلك، فإن تلويحه بإعلان مرتقب يأتي لإيصال رسالة إلى حلفائه في المنطقة العربية، قبيل الزيارة، مما يعكس المسعى الأمريكي الذي يشير أيضًا إلى أن ترك الحبل لنتنياهو لن يكون إلى ما لا نهاية، فهناك مصالح للولايات المتحدة في المنطقة، واستمرار الحرب يحرجها أمام شركائها الاستراتيجيين.
وأشار السعود إلى وجود تقارير إعلامية تفيد بأن العلاقة بين ترامب ونتنياهو أصبحت أقل متانة، ويتضح ذلك من إعفاء ترامب لمستشاره للأمن القومي، الذي كان يتمتع بعلاقة وطيدة مع نتنياهو.
وأوضح أن هذا التطور قد يعزز الأمل في حدوث تغيير، ولو طفيف، في الموقف الأمريكي تجاه وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع المنكوب، ومن ثم الدفع لاحقًا بحل الدولتين.
وأضاف السعود قائلاً: "باختصار، فإن غياب المشروع العربي الذي يواجه مخططات الآخرين يجعلنا مثل الغريق الذي يتمسك بالقشة. ولذلك، ننظر بتفاؤل لمثل هذه التصريحات، لكن الواجب فعليًا هو توحيد الجهد العربي والإنصات لصوت الحكمة، الذي يجسده جلالة الملك عبد الله الثاني في الدعوة الدائمة لإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، وتأكيده بأن غياب الحل العادل للقضية الفلسطينية واستمرار الحرب على غزة من شأنه أن يقود المنطقة إلى الفوضى.
من جانبه، أوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أيمن الحنيطي أن القراءات الأولية للفترة الأخيرة تُظهِر تفاعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ما يطرحه العرب بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنهاء الحرب في غزة، مما يتيح فرصة كبيرة.
ورجّح الحنيطي أن يفاجئ ترامب الجميع بالموافقة على ما سيطرحه العرب حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، خاصة في ظل الإعداد لمؤتمر مشترك بين فرنسا والسعودية للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حزيران المقبل، وهو ما يعتبر فرصة ذهبية لتحقيق السلام في المنطقة، وهو الهدف الأساسي الذي يسعى إليه ترامب، الذي يطمح للحصول على جائزة نوبل للسلام.
وعن تأثير هذا الاعتراف على الديناميكيات الإقليمية، وخاصة على العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، أشار الحنيطي إلى أن الجانب الإسرائيلي سيشهد هزة كبيرة، خاصة داخل الائتلاف الحاكم بزعامة نتنياهو ووزرائه المتطرفين، مثل بن غفير وسموتريتش، الذين يرفضون تمامًا فكرة الدولة الفلسطينية. وإذا تمكن ترامب من ممارسة الضغط عليهم، فقد يؤدي ذلك إلى حل الائتلاف الحاكم في إسرائيل وربما الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
أما على الجانب الفلسطيني، فقد بدأ الفلسطينيون بالتحرك نحو تحقيق حل شامل للقضية الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال التعديلات الأخيرة التي أجراها الرئيس محمود عباس، كتعيين حسين الشيخ نائبًا له، والتحرك الدولي والعربي لدفع المنظمات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكد الحنيطي أن هذه الخطوة، إن تمت، ستكون حافزًا لعدد كبير من الدول للاعتراف أيضًا بالدولة الفلسطينية، خاصة وأن ترامب يسعى لحل جميع القضايا العالقة، بدءًا من الملف الأوكراني الروسي، وصولًا إلى تهدئة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وفيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، أوضح الحنيطي أن العلاقة بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو في أسوأ حالاتها، نظرًا لامتعاض الإدارة الأمريكية من أداء نتنياهو، الذي يسعى إلى إطالة أمد الحرب في المنطقة للحفاظ على حكومته.
واختتم الحنيطي حديثه مرجحاً أن يخطو ترامب باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتبني مبادرة السلام العربية، إذا ما طُرحت عليه من قبل المملكة العربية السعودية، حيث تعتبر زيارة ترامب المرتقبة إلى السعودية فرصة ذهبية يجب استثمارها بالشكل الأمثل.