هيئة شباب كلنا الأردن تطلق مبادرة "تعلّم معنا لدعم طلبة المدارس"

في ظل الرؤية الوطنية لتعزيز العدالة التعليمية ودعم شباب الوطن، تطلق هيئة شباب كلنا الأردن الذراع الشبابي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية مبادرة "تعلّم معنا لدعم طلبة المدارس – طلبة الثانوية العامة"، التي تهدف إلى تقديم دروس تقوية مجانية في المواد الأساسية (اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، والرياضيات)، ضمن بيئة تعليمية محفزة، وبإشراف نخبة من المعلمين المتقاعدين والمتطوعين المؤهلين.
مبادرة "تعلّم معنا لدعم طلبة المدارس – طلبة الثانوية العامة"، كخطوة استراتيجية في مسيرة التمكين المجتمعي والتكافل الوطني. تنطلق هذه المبادرة من رحم الحاجة، لتكون ضوءًا يُنير درب الطلبة الذين يحلمون بتجاوز التحديات وتحقيق التميز، وتفتح أبواب الأمل أمام الأسر التي أثقلت كواهلها الظروف الاقتصادية، وتُعيد رسم مشهد التعاضد الأردني الأصيل بين مختلف مكونات المجتمع.
وتنبع فكرة المبادرة من جوهر إنساني يعيد تعريف التعليم كمسؤولية جماعية لا كعبء فردي. حيث تسعى المبادرة لتقديم دروس تقوية مجانية في المواد الأساسية—اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، والرياضيات—بما يخدم طلبة الصفين الأول الثانوي والتوجيهي في مختلف المحافظات، وبأيدي معلمين متقاعدين ومتطوعين جامعيين مؤهلين وضعوا خبراتهم في خدمة الوطن. ستُعقد الجلسات التعليمية في بيئة محفّزة داخل مقرات الهيئة المنتشرة في المملكة، ليشعر الطالب بأنه ليس وحيدًا في ساحة الامتحان، بل مُحاطٌ بكتف المجتمع وسنده.
ولم تأتِ هذه المبادرة لتكون إجراءً ظرفيًا، بل رؤية مستدامة تتطلع إلى إرساء منظومة تعليمية قائمة على روح التطوع. إذ تهدف إلى إحياء طاقة العطاء لدى الفئات المؤثرة من المتقاعدين والشباب الجامعي، وغرس مفاهيم العون والمشاركة كجزء من هوية الفرد الأردني. فالمبادرة لا تصب فقط في صالح الطالب، بل تُعيد ترتيب أولويات المجتمع نحو دعم العلم وإعلاء قيم المسؤولية المجتمعية بروحٍ تفاعلية ومُلهمة.
وتوجّه المبادرة بوصلتها إلى فئة تستحق أن نكثّف الجهد من أجلها: الطلبة من الأسر ذات الدخل المحدود والمناطق المهمشة، الذين غالبًا ما تغيب عنهم فرص التعليم النوعي بسبب الظروف الاقتصادية. فتأتي هذه الخطوة لتعكس معاني العدالة التعليمية الحقيقية، حيث يُعاد توزيع الفرص لا بحسب الموارد، بل بحسب الحلم والعزيمة. إنها مبادرة تقول لكل طالب وطالبة: "أنت لست وحدك، ووطنك معك."
أما عن الأثر المنتظر، فهو عميق ومتشابك، يتغلغل في أعماق الأسرة والمجتمع. فمن جهة، تمنح الطالب فرصة للتميز وتعزز من ثقته بذاته. ومن جهة أخرى، تطمئن الأسرة بأن هناك من يشاركها همها ويسير معها في طريق بناء مستقبل أبنائها. ومن زاوية أوسع، تنهض بالمجتمع كمجموع، وتعيد تفعيل أدواره في مشهد وطني جامع لا يُبنى إلّا بروح الفريق الواحد.
وبهذه المبادرة، تثبت هيئة شباب "كلنا الأردن" أنها ليست مجرد مؤسسة شبابية، بل صدى حقيقي لنبض الشارع الأردني وهمومه وآماله. إنها صفحة جديدة في كتاب العطاء الوطني، عنوانها "العلم أولًا، والتكافل دائمًا، والشباب هم قلب المعادلة". فـ"تعلّم معنا" ليست فقط مشروعًا تعليميًا، بل حكاية نهوض، تُروى بعرق المتطوعين، وصبر الأهالي، وشغف الطلبة، لتُعلّمنا جميعًا أن الأوطان تُصان بالفكر والعمل، لا بالشعارات.
تُسطّر مبادرة "تعلّم معنا" فصلًا جديدًا في حكاية الوطن، عنوانه العزم والعطاء والإيمان بأن لكل شابٍ الحق في فرصة تصنع مستقبله. إنها ليست مجرد مبادرة تعليمية، بل نداء وطني يعيد توجيه البوصلة نحو القيم الأصيلة: العلم، التكافل، والانتماء الصادق. ففي كل ساعة يُمنح فيها طالب دعمًا، وفي كل لحظة يمد فيها متطوع يده بالعطاء، يُعاد ترميم جسور الثقة، ويزهر الوطن من جديد بسواعد أبنائه. هذه المبادرة لا تنتهي عند مقاعد الدراسة، بل تمتد أثرًا في النفوس، وإلهامًا في العقول، ورسالة للأردنيين جميعًا: أن الوطن لا يُبنى إلا إذا تكاتفنا، وأن كل درس يُقدَّم اليوم هو حجر أساس في مستقبل لا يُضيّع، بل يُصنع بشغفنا، بصدق نيتنا، وبإيماننا بأن ما نزرعه اليوم من خير، سنحصده أمنًا وكرامة ونورًا في الغد.