سؤال محير : هل انتهت حقبة برشلونة الذهبية؟
هوا الأردن - هناك في عالم كرة القدم أسئلة نخشى ان نطرحها… أسئلة نتطلع الى تفاديها… لأن أجوبتها قد تكون مؤلمة أو ملغمة أو مخيفة… في هذه الفقرة سنفتح الباب على مجموعة من الهواجس لنتناقشها بتفصيل بسيط وقد نصل الى نتيجة تكون مرضية للجميع… مجرد محاولة لجعل الامور المحيرة تبدو بسيطة ومنطقية…
هزيمة ثقيلة اعتاد برشلونة ان يذيقها لمنافسيه، لا ان يكون ضحيتها… هزيمة بطعم العلقم أمام العدو التقليدي في عقر الدار… رحلت ذكريات السداسية والخماسية ضد هذا العدو… ضد هذا المدرب الحاقد… لكن ماذا حصل مع برشلونة؟ ماذا حل بهذا الفريق التاريخي المرعب؟ هل هي النهاية؟ هل هي المحطة الأخيرة لحقبة ذهبية عاشت جماهيره أحلى أيامها في السنوات الاربع الاخيرة؟
من المبكر اعتبار الحقبة الذهبية انتهت بعد هذه الخسارة… انها فقط سوء حظ وسوء تحكيم!
ربما، وهذا ما يتمناه كل أنصار النادي الكتالوني، لكننا هنا لا نتحدث فقط على خسارة مباراة في الكأس وفقدان اللقب، بل الخسارة أمام الغريم التقليدي بثلاثية في عقر الدار، وأيضاً اخفاق آخر مصاحب لخيبة الخسارة امام الميلان، وأيضاً مع العديد من العروض المتواضعة والمخيبة في الآونة الاخيرة، ما يعني ان المؤشرات موجودة، وأن الأسوأ كان متوقعاً في هذه الفترة الصعبة، وهناك عدد من الأسباب لهذا الانهيار المفاجئ والمقلق وقد يقود الى نهاية حقبة ذهبية.
حسناً… وما هي هذه الاسباب؟
أولا عدم وجود موجه او مدرب، وفي الواقع فان اللاعبين لا يفتقدون المدرب فيلانوفا بقدر ما يفتقدون غوارديولا… دعنا نتفق ان من سوء حظ الفريق ان خوردي رورا توجب عليه قيادة اللاعبين في فترة حاسمة وصعبة من الموسم، فبات الفريق على عتبة الخروج من مسابقتين، فبعد فقدان لقب كأس الملك، فان فرصة ميلان ارتفعت بعد الاداء المخيب امام الريال، لكن حتى مع وجود فيلانوفا، فانه حقيقة لم يختبر امام الفرق الكبيرة في مباريات حاسمة، او حتى انه لم ينجح في أي منها، فهو اول ما فعله كان خسارة الكأس السوبر امام الريال في افتتاح الموسم، ورغم النتائج الساحقة في الدوري، الا انها لم تعكس اختبارات حقيقية، وحتى في دوري الابطال لم تكن العروض مقنعة، وسمعنا جرس الانذار يقرع بعد لقاءي سيلتك، فحقيقة ان رورا غير مؤثر غطت على عيوب فيلانوفا أيضاً، لان هؤلاء اللاعبين حقيقة هم أبناء بيب غوارديولا.
حسناً، وماذا أيضاً؟
خطة الفريق باتت مكشوفة ولها حلول… في السابق كان يعلم الجميع كيف يلعب برشلونة لكن لا يعرفوا كيف يعطبون هذا الآلة الرهيبة ويوقفونها، لكن الان تغير الحال، فمنذ نجح روبرتو دي ماتيو مع تشلسي باطاحة البارسا من نصف نهائي التشامبيونزليغ، ادرك الجميع ان هناك حلول ناجعة، فنجح الريال في بداية الموسم في ايجاد حلول، مثلما فعل سيلتك لاحقاً، لكن ميلان أثبت للجميع ان هناك معادلة سحرية، تحرم ميسي ورفاقه من تهديد مرماهم وأيضاً بالتسجيل بتخطي دفاعهم، اذاً العامل المشترك كان خطي دفاع يحكمان الرقابة على الطرفين وقراءة البينيات، مع تأمين وجود مهاجم مهاري سريع، مثل رونالدو ووات والشعراوي… اذاً هنا لم يتفطن برشلونة لايجاد خطة بديلة او “بلان بي” في حال فشل خطة الاستحواذ العالي والبينيات السريعة او التيكي تاكا.
وماذا عدا عن المدرب وخطة اللعب؟
هذا هو الموسم الاول منذ سنوات طويلة التي نسمع عن وجود مشاحنات وخلافات بين اللاعبين، فمن الصعب جداً استخراج الافضل مما في جعبة نجوم يدركون انهم على وشك الرحيل وان ادوارهم مهمشة أمثال فالديز وفيا وسانشيز، عدا عن الاعتماد شبه الكامل على ميسي الذي قاده تلقائياً الى التوتر العلني مع زملائه في الملعب، مثل حادثتي فيا وتيو، فهل تشبع النجم الارجنتيني منذ فوزه بالكرة الذهبية الرابعة، وبات يفقد الشهية؟
الخلاصة: من حسن حظ برشلونة ان لديه فرصة سريعة السبت المقبل لرد الاعتبار… هذه المرة ستكون لاسترداد الكرامة والكبرياء واثبات ان حقبته الذهبية لم تنته، وانه ما زال على القمة، واذا خسر مرة أخرى، فان الانهيار قد يبدأ بعنف.
يمكنكم التعليق عبر صفحتنا على الفيس بوك