أخر عروض ايران المغرية للأردن .. النفط والغاز مقابل اليورانيوم
هوا الأردن - اطلق السفير الإيراني في عمان مصطفى زاده إبتسامة ناعمة لا تخلو من الدهاء الدبلوماسي عندما وجه له رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الأردني الجديد الدكتور محمد عشا الدوايمة السؤال التالي: سعادة السفير.. ما الذي تريدونه من الأردن مقابل عروضكم النفطية السخية علما بان لديكم أزمة إقتصادية؟
بعد صمت قصير جدا أجاب الدكتور زاده: بإختصار .. نريد من الأردن بضاعة وتجارة وتعاونا ونحن مهتمون ببعض بضائعكم.
الدوايمة من جهته إلتقط الرسالة بحدة وذكاء وأصدر تعليقا سريعا قال فيه: بالتأكيد لا تقصدون الفوسفات.. أنتم مهتمون باليورانيوم.. أليس كذلك؟
لم يعترض سفير طهران في عمان على الإستنتاج الأخير فاللقاء الذي جمعه مع الدوايمة من حيث المبدأ كان محصلة لجولة إستكشافية سريعة يقوم بها الرئيس الجديد لملف الطاقة في مؤسسة البرلمان الأردني الوليدة.
لكن مضمون الإستنتاجات عبر هذا اللقاء السريع والخاطف يجيب على تساؤلات معلقة في وجدان الرأي العام الأردني حول أسباب ومبررات الحنان الإيراني المفاجىء الذي ظهر عبر عدة عروض إختراقية قدمها السفير الإيراني النشط في العاصمة الأردنية.
قبل ذلك أوضح زاده ببساطة وعلنا أن بلاده تقدمت بعدة عروض للأردن في محاولة واضحة لإستغلال أزمة الإقتصاد والنفط الأردنية أهمها مشروع مد أنبوب لنقل الغاز الإيراني عبر العراق إلى الأردن.
وفي الأفق مشروع آخرعرضته طهران وهو إقامة خط سكة حديد ناقلة وعابرة للعراق نحو الأردن وهو خط سيوصل حسب زاده الأردن بقارة آسيا.
مشاريع إيران المغرية نوقشت بطريقة غريبة في مؤسسة القرار الأردنية فقد إستمع لها بعض المسؤولين ولم يقفلوا الباب لكنهم لم يفتحوه بنفس الوقت، الأمر الذي أبلغ الدوايمة 'القدس العربي' بأنه مهتم بمتابعته والتوصل لكل القراءات الوطنية بخصوصه.
في وقت مبكر من أزمة الحراك الشعبي الأردني قدمت إيران عرضا مغريا مختلفا أيضا وهو نفط بأسعار تشجيعية لمدة 30 عاما مقابل فتح الباب أمام السياحة الدينية لمقامات بعض الصحابة الشيعية في جنوب الأردن.
مسألة السياحة الدينية في الأردن خط أحمر من الصعب القبول به وفقا لمصادر أمنية أردنية رغم أن السفير زاده إمتدح ما إعتبره خاصية الإعتدال الأساسية في الأردن وتحدث عن وقوف طهران مع عمان في التصدي للإرهاب والتطرف في المنطقة.
ما لا يقوله السفير الإيراني لضيوفه الأردنيين وعددهم قليل جدا دوما أن بلاده معجبة بموقف القصر الملكي الأردني الخاص برفض الإستقطاب في المنطقة على صعيد طائفي فقد إنتقد الملك عبدلله الثاني عدة مرات سعي بعض الأطراف لإقامة هلال سني في مواجهة هلال شيعي في المنطقة معتبرا ذلك من الإتجاهات الخاطئة لموقف بعض الدول العربية وتركيا.
طهران يعجبها هذا الكلام لكن عمان تحرمها حتى من فرصة إظهار الإعجاب والتعاون والسفير زاده إشتكى مؤخرا من 'تجاهل' المؤسسات الأردنية الرسمية لعروض بلاده أولا ولحفل السفارة الإيرانية الأخير الذي قاطعته عمليا وبإمتياز الشخصيات المهمة في المؤسسة الأردنية خلافا حتى للأعراف الدبلوماسية.
لكن مضمون اللقاء الإستكشافي الذي حصل بين الدوايمة والسفير زاده يكشف عمليا عن نوعية البضاعة التي تهتم بها إيران وهو اليورانيوم الأردني الذي تقول الدراسات أنه موجود بكثافة في الصحراء الأردنية وبكميات تجارية وأنه قد يكون إذا ما أحسنت عمان إستثماره بمثابة نفط الأردن.
في السياق ثمة ما يوحي بأن عدة اطراف في العالم تبدي إهتماما بإستخراج وإستيراد اليورانيوم الأردني.. مؤخرا عبرت مؤسسات إماراتية عن إهتمامها بالموضوع لكن يعتقد بأن الإهتمام الإماراتي هنا هدفه مناكفة الطموح الإيراني بالحصول على أولوية التبادل التجاري عبر اليورانيوم الذي يقال بأنه من أفضل الأنواع في نسخته الأردنية.
القدس العربي
يمكنكم التعليق عبر صفحتنا على الفيس بوك