منتخب السلة يأمل استعادة ذكرياته السعيدة أمام الصين تايبيه
ضمن منافسات الدور التكميلي المؤهل إلى ربع نهائي كأس آسيا

يستعيد المنتخب الوطني لكرة السلة، ذكريات عزيزة على قلوب جمهور اللعبة محليا، عندما يخوض مواجهة مصيرية أمام منتخب الصين تايبيه، عند الساعة الثانية من عصر اليوم، ضمن منافسات الدور التكميلي المؤهل إلى ربع نهائي بطولة كأس آسيا 2025 المقامة حاليا في مدينة جدة السعودية.
وانتقل المنتخب الوطني إلى الدور التكميلي، بعدما حل في المركز الثالث بالمجموعة الثالثة، برصيد 4 نقاط من انتصار واحد وخسارتين، ليقابل الصين تايبيه التي قدمت عروضا جيدة في الدور الأول، لتحتل المركز الثاني في المجموعة الرابعة برصيد 5 نقاط من انتصارين وخسارة وحيدة.
وتعيد مواجهة اليوم إلى الأذهان، المباراة الأخيرة بين الفريقين في الدور التكميلي أيضا من كأس آسيا 2022، عندما كانت الصين تايبيه متقدة بفارق كبير قبل دقيقة واحدة على النهاية، قبل أن ينتفض المنتخب الوطني ويسجل عودة تاريخية، ويحسم اللقاء بثلاثية قاتلة من فريدي إبراهيم صوبها من منتصف الملعب، وسط فرحة هستيرية من زملائه.
لكن الفريق الحالي مختلف بشكل كبير عن ذلك الفريق الذي وصل إلى نصف نهائي البطولة ذاتها قبل 3 أعوام. صحيح أن فريدي ما يزال في قلب التشكيلة إلى جانب المجنس دار تاكر، بيد أن أسماء عديدة من التشكيلة التي شاركت في النشخة السابقة، تغيب عن البطولة الحالية لأسباب مختلفة، حيث أبعدت مرحلة التعافي من الإصابة والظروف العائلية أحمد الدويري، فيما يغيب أمين أبو حواس بانتظار معرفة العقوبة المتوقعة بحقه بعد سقوطه في فحص للكشف عن المنشطات، ويبتعد سامي بزيع أيضا بسبب عقوبة موقعة بحقه للسبب ذاته، كما فضل الجهاز الفني عدم استدعاء محمد شاهر الذي يعاني من آثار إصابات متتالية، وأعلن زيد عباس اعتزاله بعد نهائيات كأس العالم 2023.
في ظل هذه الغيابات، يشارك المنتخب الوطني بقيادة مدربه الكندي الجديد روي رانا، بهذه البطولة بشكل مختلف جزئيا عن النسخة السابقة، خصوصا مع الاستعانة بلاعبين جدد، يفتقرون لخبرة المشاركة على المستوى الدولي.
واعترف رانا ضمنيا، أن الهدف من المشاركة حاليا، هو توفير الاستعداد الأمثل للاعبين، قبل انطلاق تصفيات كأس العالم المقبلة، لافتا إلى أن ظروفا عديدة لا تضع فريقه ضمن كوكبة المرشحين للمنافسة على المراكز المتقدمة.
وقال رانا في المؤتمر الصحفي الذي تلا مباراة الفريق الأخيرة أمام الصين أول من أمس: "أولا وقبل كل شيء، نتعرف على لاعبينا، لدينا العديد من اللاعبين الجدد واللاعبين الشبان، وهذه أول تجربة لي شخصيا على مستوى قارة آسيا دوليا، حيث سبق لي أن دربت في الأميركيتين وفي أوروبا وفي إفريقيا، لكنني أدرب دوليا للمرة الأولى على مستوى المنطقة الآسيوية، ولذلك فإنني أتعرف أيضا على المنتخبات الأخرى في القارة".
وأضاف: "إنه منحنى تعليمي مهم بالنسبة إلينا بهدف المضي قدما للدور التالي من البطولة، وآمل أن تساعدنا هذه التجربة في الاستعداد لتصفيات كأس العالم المقبلة".
على الورق، تبدو ظروف الصين تايبيه أفضل للانتقال إلى الدور ربع النهائي، خصوصا وأن عامل الثأر سيفرض نفسه قبل اللقاء، لكن المنتخب الوطني ورغم كثرة الغيابات، يملك الكثير من الأسماء التي تجعله قادرا على مجاراة العديد من المنافسين في البطولة، شريطة أن يكون جميع اللاعبين في أفضل مستوياتهم، والابتعاد عن المزاجية والتذبذب في الأداء من مباراة أخرى، تماما كما حدث مع فريدي الذي قدم أمام الصين مباراة للنسيان.
ومن المتوقع أن يقود فريدي صناعة ألعاب المنتخب الوطني أمام الصين تايبيه، بإسناد من الخبير تاكر، على أن يتواجد عبدالله أولاجوان كلاعب "سمول فوروورد"، مقابل أن يشغل هاشم عباس المركز رقم 4، كمساند لمركز لاعب الارتكاز الحائر بين خالد أبو عبود ويوسف أبو وزنة، في ظل عدم رضا المدرب عن أداء الإثنين في المباراة الأخيرة.
وقد يلجأ رانا إلى إشراك المخضرم أحمد حمارشة منذ البداية، دون الاعتماد على لاعبين طوال القائمة تحت السلتين، لكن المشكلة في طريقة اللعب هذه تتمثل في عدم وجود لاعبين يتمتعون بنسب تصويب مستقرة من المسافات البعيدة المتوسطة، رغم حضور فريدي ويزن الطويل.
ومن أجل الفوز بلقاء اليوم، يتوجب على المنتخب الوطني تجنب البدايات السيئة، كتلك التي حدثت في المباراة الأخيرة أمام الصين، عندما تخلف بنتيجة 0-17، قبل أن يبذل جهود واضحة لتذليل الفارق، بفضل شجاعة تاكر الذي قال عنه رانا بعد اللقاء: "بدأنا المباراة بطريقة سيئة وكنا نحاول اللحاق بهم معظم الوقت. أشكر دار.. أعتقد أنه أبقانا في أجواء اللقاء لوحده، ثم لسوء الحظ نفذ وقودنا قليلا في الربع الأخير".
وسئل رانا عن سبب البداية السيئة، وعما إذا كانت ستغير من طريقة تحضيره للمباراة المقبلة، فأجاب: "لا أعرف ولا أملك الإجابة لهذا السؤال، لكن لا أعتقد أن أستعدادنا للمباراة المقبلة لن يتغير عن استعدادانا بهذه المباراة. لا أعتقد أن الأمر متعلق بعدم تحضرينا للقاء جيدا، كل ما في الأمر أننا بدأنا بصورة سيئة، ولم نحضر النوع المطلوب من الطاقة معنا، لكن آمل أن نكون جاهزين للمباراة المقبلة لأنها إقصائية ويجب أن نكون مستعدين لها".
من جانبه، أكد تاكر أن التأثر بالخسارة الأخيرة أمام الصين، لن يكون صائبا، وقال: "كانت مباراة صعبة ولا أعتقد أننا قدمنا كرة السلة التي اعتدنا على تقديمها، لكننا سنعيش يوما جديدا، ولذلك علينا الاستعداد للمباراة المقبلة وهذا ما سنفعله، لا نستطيع البكاء على اللبن المسكوب".
ومع ختام الدور الأول، تصدر تاكر ترتيب أفضل المسجلين في المنتخب الوطني، بمعدل 20.3 نقطة في المباراة الواحدة، متفوقا على فريدي إبراهيم (17.7 نقطة في المباراة الواحدة)، وهاشم عباس (12 نقطة).
ويحتل تاكر أيضا صدارة أفضل المتابعين في صفوف المنتخب الوطني، بمعدل 6.7 متابعة في المباراة الواحدة، مقابل 6 متابعات في المباراة الواحدة لهاشم عباس، و4.3 متابعة لفريدي، الذي يتصدر قائمة أفضل الممررين الحاسمين بالفريق، بمعدل 5 "أسيست" في المباراة الواحدة، مقابل 3 لمالك كنعان.