بالأسماء .. استقالات شبابية من تنفيذي المدني الديمقراطي

أعلن عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للحزب المدني الديمقراطي ( وهو المجلس الذي يعتبر اعلى سلطة في الحزب و ينتخب الامين العام) – والمنتخبين عن فئة الشباب في المؤتمر العام الأخير – استقالتهم الجماعية من مواقعهم القيادية، في خطوة وصفوها بأنها "لحظة صدق مع النّفس والاكثر تصالحاً مع الفكرة التي حملناها"، مؤكدين أنّ استقالتهم لا تعني انسحابًا من المعنى بل حفاظًا عليه، (و تأتي هذه الاستقالات بعد موجه استقالات سبقت من المجلس المركزي للحزب قبل فترة وجيزة).
وقال الأعضاء المستقيلون في بيانٍ مطوّل حمل طابعًا فلسفيًا ووجدانياً، إنهم دخلوا الحزب "تحت راية الأمل والتجديد"، حاملين آمال جيلٍ يتطلع إلى ممارسة السياسة في النور لا في الظل، وإلى مؤسسيةٍ تحمي القرار من الفردية، لا لتكريسها، وبحثاً عن حوارٍ مفتوح يحفظ الاختلاف المشروع، لا لتصفية الحسابات، لكنهم اكتشفوا – بحسب البيان – أن الواقع كان غير ذلك تماماً ضبابية تفتقر إلى البوصلة، حيث تُختزل التعددية إلى فردٍ، ويُحاصر الصوت الحر بين جدران الحسابات الشخصية.
وأضاف البيان: "ما قيمة البقاء إذا صار البقاء مجرّد توقيعٍ على بياض؟ وما جدوى الموقع إن غابت عنها روح الفكرة التي من أجلها وُجدت؟ إن الاستقالة بالنسبة لنا ليست تخليًا عن المسؤولية، بل أداءً لها بوجهٍ آخر، نغادر الموقع، لكننا لا نغادر الفكرة".
وشدّد المستقيلون على أن الفكرة بالنسبة لهم "أوسع من الحزب"، وأنّ الحزب حين يضيق على الفكرة "يفقد حقّه في أن يكون بيتها"، مشيرين إلى أن الوفاء الحقيقي يُقاس بالقدرة على قول "لا" حين يتحوّل البقاء إلى خيانة للمعنى، لا بالتمسّك بالموقع.
وختم البيان بالقول: "نكتب استقالتنا هذه شهادةً للتاريخ، بأننا اخترنا الفكرة على الموقع، وبأنّ الأمل الذي دخلنا به سيبقى الزّاد في طريقٍ أرحب، حيث تظلّ الحرية بوصلة، والعدل غاية، والإنسان مركز كل معنى".
إن الاستقالات المتتالية، وعلى رأسها استقالة اللون الشبابي الحالية كل من فيصل البشير ورامز مدانات من المكتب التنفيذي للحزب المدني الديمقراطي، واستقالة مساعد الامين العام لشؤون الاعلام ينال الدبّاس صباح اليوم ليست سوى المؤشر الأول لسلسلة استقالات أوسع قادمة من الهيئة العامة، وتُقدَّر بالمئات، وهو ما ينذر بفراغ خطير سيصيب جسد الحزب في مواقع حيوية، من المكتب التنفيذي إلى المجلس المركزي وصولًا إلى الهيئة العامة، الأمر الذي يضع مستقبل الحزب على المحك، ويهدد استمراره في ظل نزيف داخلي غير مسبوق.