عميد كلية الخوارزمي لـ"هوا الأردن" : التعليم العالي في خطر ولا بد من جر
حاوره - د. إسلام العياصرة
قال عميد كلية الخوارزمي الدكتور حسن زيادة ان مستقبل التعليم العالي في الأردني اصبح في خطر وانه لا بد من وضع خطط مدروسة لإنقاذه للحفاظ على السمعة العلمية والأكاديمية التي يحظى بها الأردن والتعليم فيه ولابد من الإلتفات الى مسالة إغراق سوق العمل بالخريجين المتعطلين عن العمل مشيرا الى ضرورة الإلتفات الى مطابقة إحتياجات سوق العمل مع أعداد الخريجين وضرورة التنبه الى فتح التخصصات التقنية لما لها من فوائد كبيرة على الطالب وعلى الوطن باسره .
جاء ذلك خلال حوار موسع مع "هوا الأردن" التي قامت بزيادة الى كلية الخوارزمي للإطلاع على تجربتها كونها أصبحت احد اهم الكليات المجتمعية التي تنفرد بطرح تخصصات تقنية تواكب المستجدات العصرية وتكنولوجيا المعلومات وتحظى بسمعة مرموقة .
هوا الأردن التقت الدكتور زيادة وسالته عن نشأة كلية الخوازمي فأجاب :
تاسس الكلية عام 1978 بعد مسيرة طويلة من الصعاب وتخطي العقبات وتذليل الصعوبات للوصول الى ما نحن عليه اليوم حيث تحظى الكلية بسمعة طيبة ومرموطة بين نظرائها كونها تمتاز بعدد طلبتها وإنفرادها بطرح تخصصات تقنية تساعد الطلبة وتؤهلهم الى سوق العمل .
وبين الدكتور زيادة ان كلية الخوارزمي تمتاز عن غيرها من الكليات بنوعية التخصصات حيث تطرح 25 تخصص ويبلغ عدد طلبتها (1500طالب ) وقدرتها الستيعابية (2000 طالب) ، إضافة الى قدرة أعضاء هيئتها التدريسية البالغ عددهم نحو (80 عضو) وطاقمها الإداري والإمكانات المادية التي تستثمر فيها بالإضافة الى توفر وسائل الترفية والمختبرات التقنية عالية المستوى .
حيث توفر الكلية مسرح يتسع الى 600 مشاهد ومسبح نصف اولمبي إضافة الى صالة بلياردو كبيرة وعدد من الملاعب المتاحة امام الطالب بشكل مجاني بإستثناء المسبح فان الطالب يشترك به من خلال تخفيضات ورسوم خاصة للطلبة وهي رمزية ، ناهيك عن مركز لتدريب المتخصص والذي يقوم بتدريب نحو (500 متدرب شهريا) موزعين على مختلف الأجهزة الحكومية والأمنية حيث ابرمت إدارة الكلية إتفاقيات تعاون لتدريب 300 منتسب من قوات الدرك بمجال اللغات والحاسوب إضافة الى اتفاقية من الأمن العام لتدريب 150 متدرب وعدد كبيرة من الإجهزة الرسمية .
- كيف تقيم واقع التعليم العالي في الأردن حاليا ..؟؟
لا شك بان صورة التعليم العالي في الاونة الأخيرة قد إهتزت ، وكان معروف لدى الجميع ان العليم في الأردن كان في المستويات المتقدمة على صعيد الوطن العربي ، ولكننا وبكل مصداقية نجلد أنفسنا احيانا اكثر من اللازم خاصة عندما تحاول ان تتحكم الصحافة بأكثر من الصراحة ومثال ذلك ما نشر مؤخرا عن (الثانوية العامة) وما جرى خلال الإمتحانات من التهويل ونقل الإشاعات لا سميا وان الطالب وذويه يعيشون ضغط نفسي كبير او تناول موضوع (الفساد) بطرق مختلفة مما اسهم في تشويه صورة الوطن وفقدانه للعديد من الرتب المتقدمة على الصعيد الدولي والعالمي وهذه الأشياء يبالغ فيها بشكل كبير مما يسهم في فقدان الإستثمارات والإساءة الى الصورة المشرقة لواقع التعليم في الأردن .
وهنا يظهر القصور في وضع سياسات واضحة وشفافة بعيجة المدى بالنسبة للتعليم العالي حيث ان بعض الوزراء في العاجة يحاول (نسف) ما خطط له سابقيه والبدء من جديد عبر إستراتيجيات قد لا تكون اخذخ الوقت الكافي لدراستها ومدى ملائمتها للواقع ، كما ان سياسات القبول في جامعاتنا ليست بالسياسات الموفقة خاصة واننا حاليا في الأردن اصبحنا نعتمد على (كم) الدارسين وليس نوعيتهم .
- ما وجهة نظرك حول العنف الجامعي الذي تدور احداثه بشكل مستمر ومدى ارتباطه بأعداد الطلبة ..؟؟
العنف الجامعي موجود في العديد من دول العالم وجامعاتها وكلياتها وكذلك لا سيما وان المجمع الجامعي مجتمع مختلط الفئات والأعداد الهائلة للطلبة المقبولين في الكليات والجامعات تؤدي الى ما نراه من عنف ومن تجهيل في مستوى الخريجين والتجاوز على الإنظمة والقوانين في مسالة التعينات الخصاة بأعضاء هيئة التدريس يؤدي الى تدني مستوى الخريجين وظهور الأمية مجددا مع ان هذه النوع من الأمية اخطر على الوطن من أمية الأمس إذ ان امية اليوم وصلت الى قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا واخلاقيات أمتنا في حين كانت أمية الأمس بالقراءة والكابة فقط بوجود قيم وأخلاقيات متميزة ، وهذا الذي يؤدي اليوم الى عدم القبول بالراي الذي يدعي ان العنف في جامعاتنا بسبب العقلية العشائرية وهذا الكلام يخلو من المنطق تماما ، اذ ان القيم والعادات وأخلاقيات عشائرنا اسمى مما يدور في أذهان بعض الباحثين عن اسباب العنف الجامعي وإنني اكاد اجزم ان اسباب العنف في جامعاتنا يمكن تلخيصها في جملة بسيطة وهي (اشغال الطالب) لان الطالب يعاني من الفراغ الفكري والقيمي وفراغ زمني كبير يؤدي لى البحث عن المشاكل التي يشغل فيها وقته بدلاً عن اشغال وقته في المكتبات والمختبرات وهناك نظرية تقول (اشغل الطالب وإلا اشغلك) وهكذا يكون الطالب غير متفرغ الى اي احداث او مشاكل وانما ملتفت الى نشاطات تساهم في صقل مهاراته وتمكينه بعيدا عن المشاكل .
- حدثنا عن القبول في الجامعات وكيف تنظر له وانت تتمتع بهذه الخبرة الطويلة بالمجال الأكاديمي ..؟؟
الاعداد التي تقبل في كل عام غير منطقية وتتسبب برفع نسبة البطالة محليا ولو كنت صاحب قرار لا يمكن ان اسمح بقبول اكثر من 25 الف طالب في الجامعات الرمسية بدلا من العدد الحالي الذي يزيد عن 45 الف طالب وسيكون ما نسبته 70 % من هذا العدد في التخصصات التقنية والعلمية لمعالجة الازمة في توفير فرص العمل و 30 % من باقي المقبولين في التخصصات الإنسانية والأكاديمية ، إضافة الى تحديد القبول في الجامعات الخاصة بين 10 – 15 الف طالب وبمعدل لا يقل عن 65 % في حين امكانية قبول الطلبة الذين تتراوح معدلاتهم بين 55% – 65% في كليات المجتمع وبتخصصات تقنية ومن كان معدله اقل من 55% سيتم تحويلهم الى التدريب المهني لتأهيلهم وأحلالهم مكان العمالة الوافدة .
- هل تتبعون هذه السياسة في كلية الخوارزمي وكيف استبدلتم التخصصات ..؟؟
نعم اننا في كلية الخوارزمي نحاول في كل عام ان نتخلص من بعض التخصصات الإنسانية المشبعة وإستبدالها في التخصصات التنقنية وقمنا خلال الـ 4 سنوات الأخيرة بإستحداث التخصصات التقنية وخاصة البرنامج الهندسي ولدينا 8 تخصصات هندسية بالإضافة الى التخصصات الطبية وتكنولوجيا المعلومات ، ونتطلع في المستقبل القريب الى تحويل الكلية الى (كلية تقنية بالكامل) لتخريج حاجات سوق العمل من هذه التخصصات .
- كيف ترى تجربة تحويل الكليات المجتمعية الىى كليات جامعية كما فعلت جامعة البلقاء مثلا ..؟؟
اعتقد بان التجربة لم تنجح ولي مأخذ على البلقاء التطبيقية بانها حولت العديد من كليا المجتمع الى كليات جامعية نحن لسنا بحاجة لها خاصة وانها صبحت تمنح درجة البكالوريوس او الماجستير بمقدرا حاجتنا الى الدبلوم الجامعي المتوسطوهنا دعني اتسائل"ما فائدة برنامج البكالوريوس والماجستير في كلية عمان بجبل الحسين مثلا بالتخصصات المالية والإدارية وفي الوقت ذاته تمنح هذه التخصصات في الجامعة الأردنية ..؟؟ التي لا تبعد سوء بعض كيلو مترات وفيها من الكوادر ما يكفي ..!! وما قيمة ذلك في حين ان بعض الكليات غير مؤهلة لان تصبح كليات جامعية ونحن في الأساس بم نكن بحاجة الى جامعات في ذلك الوقت ..؟؟ ، وهذا يسبب بطالة وثقافة مختلفة وزيادة اعباء مادية على أولياء الأمور في الوقت الذي كان من الممكن ان نستبدل التخصصات بما يحقق الفائدة للوطن وللطلبة كما فعلنا في كلية الخوارزمي وما يتحلى به خريجي كليتنا هو اكبر دليل على نجاح تجربتنا وتميزهم وانضمامهم الى سوق العمل هو من يتحدث عن نفسه لا دول العالم الصناعية قامت على اكتاف خريجي التخصصات التقنية .
- هل تعتقد ان خريج الدبلوم قادر على ان يكون مؤهل بالشكل الكامل ..؟؟
خريج الدبلوم لا يقل شان عن البكالوريوس ولا منهما متسلح بالعمل والمعرفة واعتقد ان بعض خريجي الدبلوم سيكونون اقوى من حملة البكالوريوس ان اقترن تخصصهم بالتدريب والتطوير ومواكبة المستجدات ولا شك بان حامل درجة الدبلوم الجامعي المتوسط اقدر من حامل شهادة البكالوريوس في تدريب الصفوف الأولى لانه مؤهل مسلكيا اكثر من خريج الجامعة الذي يشعر بالحرج لقاء عمله في بعض التخصصات التي لا يعاني منها خريج الدبلوم وهو قادر على ذلك بشكل كبير .
وختم الدكتور زياده حواره معنا بالقول : اتمنى ان توضع إستراتيجية موزونة ومدروسة للتعليم العالي على المدى المتوسط والبعيد وان ارى الابحاث في جامعاتنا قابلة للتطبيق تخدم الوطن وقطاعاته المختلفة وليس ابحاث فقط اهدافها الترقية لان البحث العلمي في الوقت الحاضر لا قيمة له دون فائدة المجتمع منه وهو هدر للإمكانات المالية والطاقات البشرية .
وطالب زيادة بالغاء سنة التفرغ لأعضاء الهيئة التدريسية واستبدالها في ان يتم التفرغ في مكتبة الجامعة او احد معاهدها او كلياتها لا ان يذهب عضو هيئة التدريس للعمل في جامعة او كلية اخرى لضمان الحصول على ابحاث قابل للتطبيق .
وسجل الدكتور زياده عتبه في نهاية الحوار على مجلس التعليم العالي والذي يستثني الكليات المجتمعية من عضويته ولا الأخذ بارائها لتطوير العملية التعليمية قائلا : لسنا عناصر دخيلة على العلمية التعليمية واتمنى من الذين يتولون مهام المسؤولية ان يتقوا الله في انفهم وفي مستقبل الوطن وان يعمدوا الى دراسة إسراتيجياتهم ومدى أثرها على ثقافة المجتمع وقيمه وعلمه داعية الى تبني خطة واضحة المعالم تكون ملزمة للجميع وهادفة للحفاظ على قيمة التعليم العالي في الأردنفالتعليم العالي في خطر ولا بد من إجراء جراحة عاجلة له لضمان شفائه وديمومته بسمعته الطيبة .