الملك : نعمة الأمن والاستقرار بالأردن لم تأت بالصدفة
بحث جلالة الملك عبدالله الثاني، في العاصمة السنغافورية الثلاثاء، مع رئيس وزراء جمهورية سنغافورة لي هسين لونغ، العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها، إضافة إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وجهود تحقيق السلام، ومستجدات الأزمة السورية.
وشدد جلالته ورئيس الوزراء السنغافوري، خلال اللقاء، على أهمية العمل على تطوير الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والبناء عليها بما يسهم في دفع مسيرة التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية.
وأكد جلالته، في هذا الإطار، أن الاقتصاد الأردني يوفر بيئة استثمارية آمنة ومستقرة وحوافز في شتى الميادين، لافتا إلى أهمية الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في مجالات الطاقة، والمياه، والنقل، والسياحة والخدمات، والتعليم والصناعات الدوائية والموقع الاستراتيجي للمملكة، والذي يشكل بوابة إلى الأسواق الإقليمية.
من جانبه، عبر لونغ عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات مع الأردن، خصوصا في الجانب الاقتصادي، والاستفادة من موقع المملكة الجاذب للاستثمار، مؤكدا أن سنغافورة تتطلع إلى تعزيز شراكتها مع المملكة في مختلف المجالات، ومعربا عن قناعته بأن الأردن يعد نموذجا يحتذى في منطقة الشرق الأوسط في مساعيه لتعزيز التنمية الشاملة، ويشكل واحة أمن واستقرار.
وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، شدد جلالته، على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، يشكل مصلحة إستراتيجية أردنية عليا، كما أنها مصلحة إقليمية ودولية.
وحول مستجدات الأزمة السورية، جدد جلالته التأكيد على موقف الأردن الداعم للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، يوقف معاناة الشعب السوري ويحفظ وحدة وسلامة أراضيه.
وأشار جلالته إلى الأعباء المتزايدة التي يتحملها الأردن على موارده نتيجة لاستضافته العدد الأكبر من اللاجئين السوريين.
ونوه رئيس الوزراء السنغافوري بجهود جلالته في العمل على تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وبالخدمات الإغاثية المقدمة للاجئين السوريين، مشيرا إلى ضرورة دعم المجتمع الدولي للأردن في هذا المجال.
وحضر المباحثات، سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفير الأردني المعتمد غير المقيم في سنغافورة.
من جهة أخرى، التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، بنخبة من القيادات في الشؤون السياسية والفكرية والأكاديمية في معهد سنغافورة لدراسات الشرق الأوسط، حيث تناول اللقاء آخر مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة جهود تحقيق السلام، وتداعيات الأزمة السورية.
ولفت جلالة الملك إلى أهمية دعم مساعي تحقيق السلام الشامل في المنطقة، مبينا أن بديل ذلك هو عدم الاستقرار وزيادة حدة التوتر والعنف.
وأكد جلالته أن الأردن، الذي يدعم جهود تحقيق السلام المبذولة من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، يرى أن حل الدولتين، الذي يحظى بالتوافق الدولي، هو السبيل الوحيد لإنهاء عقود من الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط.
وبين جلالته أن المصالح الأردنية العليا هي في مقدمة الأولويات عند الحديث عن قضايا الوضع النهائي.
وأشار جلالته إلى الجهود التي يبذلها الأردن لاستضافة اللاجئين السوريين، وما يفرضه ذلك من ضغط كبير على موارده المحدودة، وعلى المجتمعات المحلية المستضيفة، ما يدعو المجتمع الدولي إلى مساعدة المملكة وتمكينها من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين السوريين.
واستعرض جلالته، خلال اللقاء، الخطوات الإصلاحية التي قام بها الأردن، ومساعيه ليكون نموذجا في الإصلاحات السياسية، والتي بدأت بالتعديلات الدستورية، التي رسخت مبدأ الفصل والتوازن بين السلطات، واستحداث مجموعة من المؤسسات الدستورية والرقابية مثل المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخاب، وإجراء انتخابات نيابية وبلدية ناجحة.
وأكد جلالته أن التحديات الإقليمية في المنطقة لن تكون ذريعة لعدم المضي قدما في الإصلاحات السياسية والاقتصادية، لافتا إلى أن نعمة الأمن والاستقرار في الأردن لم تأت بالصدفة، بل جاءت نتيجة لوعي المواطن، ومؤسسات الدولة الأردنية لما فيه خير الوطن.
واستعرض جلالة الملك الخطط والبرامج المستهدفة زيادة المشاركة الشعبية في صنع القرار، ودور المرأة الأردنية ونماذج نجاحاتها، كشريك أساسي في بناء الوطن، وتنشئة أجيال المستقبل.
وتناول جلالته التحديات التي تواجه الأردن خصوصا الاقتصادية منها، والمرتبطة لحد كبير بقطاع الطاقة.
وردا على سؤال حول الربيع العربي، بين جلالته أنه شكل حافزا للمملكة للمضي بالإصلاح وتسريع وتيرته، وأن الأردن يسعى دائما ليكون ربيعه مزهرا، وبما يحقق طموحات أبناء وبنات الوطن في حاضر ومستقبل أفضل.
بدوره، أعرب مدير معهد سنغافورة لدراسات الشرق الأوسط، البروفسور بيتر سلوغليت، خلال اللقاء، عن تقديره والقائمين على المعهد، لهذه الفرصة الكبيرة للاستماع إلى قائد عربي يحظى باحترام ومكانة دولية، حول رؤيته لمختلف القضايا العالمية الرئيسة، والاطلاع على موقف الأردن منها.
وأبدى المشاركون في اللقاء، إعجابهم بدور الأردن وقيادته في التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه المنطقة، وجهوده لتحقيق السلام والأمن العالميين، وبناء مستقبل أفضل لشعوب الشرق الأوسط، إضافة إلى جهود المملكة الكبيرة في تقديم الإغاثة للاجئين السوريين.
وحضر اللقاء سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفير الأردني المعتمد غير المقيم في سنغافورة.