اليونيسيف: 5.5 مليون طفل متضررون من النزاع في سورية
طالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بضرورة وضع حد فوري للعنف في سورية، وزيادة الدعم للمتضررين، لافتة إلى تضرر 5.5 مليون طفل سوري جراء النزاع الدائر في ذلك البلد.
وقالت، في تقرير أصدرته أمس بعنوان "تحت الحصار - الأثر المدمر على الأطفال خلال ثلاثة أعوام من النزاع في سورية"، إن عدد الأطفال المتأثرين نتيجة الأزمة، "بلغ ضعف ما كان عليه قبل عام، وان عدد الأطفال الذين يتعرضون للأذى الأكبر بلغ مليونا داخل سورية عالقين في المناطق المحاصرة أو من الصعب الوصول اليها أو تقديم المساعدات الإنسانية لهم".
وبين التقرير "أن 1,2 مليون طفل سوري في الدول المضيفة أصبحوا يعيشون في خيام أو بمجتمعات مضيفة تعاني هي أيضاً من الضغط، وعدم امكانية وصول المياه النقية والطعام المغذّي لهم، فضلاً عن أن فرص التعليم محدودة للغاية".
ويقدر عدد الأطفال السوريين بالأردن بأكثر من ربع مليون، بحسب ارقام "اليونيسيف" التي أشارت إلى أن 92 ألفا منهم في سن الدراسة محرومون من التعليم.
وقال الممثل المقيم للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين أندرو هاربر إن المعدل اليومي للاجئين السوريين، الذين دخلوا المملكة خلال آذار (مارس) الحالي، يبلغ حوالي 600 يوميا، نصفهم أطفال".
وبين، في تغريده له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن نحو 10370 طفلا سوريا ولدوا في الأردن خلال العام الماضي، في حين ولد 3500 بمخيم الزعتري بمحافظة المفرق منذ افتتاحه في تموز (يوليو) 2012.
إلى ذلك، أفاد تقرير "اليونيسيف" أنه وبحسب استطلاع بمخيم الزعتري فإن "ثلث الأطفال يُظهرون عرضاً من أعراض السلوك العدواني وإيذاء الذات".
كما لفت إلى "أن العنف الأسري بازدياد، إذ يعتبره الأطفال مشكلة رئيسية خلال مقابلاتهم، فيما أفاد بعضهم عن تعرضهم للمعاملة القاسية من قبل سوريين أو اطفال محليين".
وذكر التقرير أن الذين بطور الانتقال لمرحلة المراهقة، "قد يلجأون إلى استراتيجيات خطرة، فمعدلات التسرب المدرسي هي الأعلى بين الأكبر سناً، فضلاً عن أنهم معرضون لخطر الانجراف في الجريمة والإدمان والعنف"، مشيراً إلى "أن العصابات الإجرامية تعمل على تجنيد المراهقين مقابل المال". وفيما تقدر "اليونيسف" بأن 2 مليون طفل بـ"حاجة لدعم نفسي وعلاج"، يتساءل المدير التنفيذي للمنظمة انثوني ليك "بالنسبة لأطفال سورية فإن الثلاثة اعوام الماضية كانت الأطول في حياتهم، هل عليهم تحمل عام آخر من المعاناة؟". ويحذر التقرير من أن مستقبل 5.5 مليون طفل داخل سورية ولاجئين بدول الجوار "معلق في الهواء، بينما يتسبب العنف وانهيار الخدمات والضيق النفسي وتدهور الوضع الاقتصادي بتدمير جيل كامل".
وتشير منظمة "اليونيسف" إلى "أن واحداً من بين كل عشرة أطفال يعمل الآن، وأن من بين كل خمس حالات زواج بين اللاجئات بالأردن واحدة لطفلة تحت الـ18 عاماً". ويقول ليك "على هذه الحرب أن تنتهي، ليتمكن الأطفال من العودة إلى بيوتهم وإعادة بناء حياتهم الآمنة".