بالصور .. تحت الرعاية الملكية إفتتاح المؤتمر العام لاتحاد الجامعات ال
افتتتحت تحت الرعاية الملكية اليوم الثلاثاء الدورة الـ(47) للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية (دورة فلسطين) ، التى تسلمت رئاستها جامعة الشرق الاوسط لمدة عام.
ودعا مندوب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى ان يتبنى المؤتمر "انشاء سوق عربية لترجمة مصادر العلم خلال أيام لغاية خدمة البحث العلمي وخدمة الباحثين" في العالم العربي.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور امين محمود إن "الاوان آن لنقيم مسيرة التعليم ومعرفة أين نقف اليوم"، متسائلا :" كيف استطاعت دول مثل الصين وكوريا ان تحقق مكانة متميزة بجامعات متميزة في وقت نعيش فيه أزمة في التعليم، والتعليم العالي تحديدا".
وأضاف إن تميز الجامعات "لا يقاس بالكم بل بجودة التعليم"، مشددا في هذا الصدد إلى ضرورة إعادة الاعتبار للغة العربية فـ"فلن تقوم لنا قائمة في البحث العلمي مالم نعد إحياء اللغة العربية من جديد".
وفي هذا السياق بين الحاجة لجامعات متخصصة على غرار الجامعات الاميركية "لا جامعات بمثابة نسخ كرتونية لا تركز على المضمون"، مشيرا إلى توجه الاردن نحو التعليم المهني والتقني لتلبية احتياجات سوق العمل.
من جهته ثمن رئيس وزراء دولة فلسطين الدكتور رامي حمدالله إطلاق اسم "فلسطين على الدورة الحالية للمؤتمر الذي يتضمن رسالة دعم وتضامن مهمة للشعب الفلسطيني الذي حالت ممارسات الاحتلال الاسرائيلي دون عقد المؤتمر في فلسطين".
وقال أن "مضامين الرسالة صريحة في أنه رغم الممارسات الاسرائيلية والحصار والجدار والحدود سنظل وحدة واحدة واتحادا لا يزول، وستبقى فلسطين جزءا أصيلا من وطننا العربي، وستبقى نابضة في قلب وضمير كل عربي مسلم ومسيحي".
وشدد على انه رغم التحديات والضغوط " لن نفرط بشبر من أرضنا ولن نقبل إلا بدولة فلسطينية مستقلة مترابطة وكاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وغزة والاغوار قلبها النابض بالحياة ، ولن نقبل بأي وجود عسكري أو استيطاني على أرضها".
وتابع :" لن يستند أي حل سياسي إلا على قرارات الشرعية الدولية لا على اعتراف بدولة يهودية، فأرضنا ومواردنا ومقدراتنا هي حق تاريخي لشعبنا لن نتنازل عنه".
وفي هذا الصدد ناشد الدكتور حمدالله العالم "حماية الوجود الفلسطيني في الداخل ورفض اية مشاريع أو مقترحات لترحيلهم عن أرضهم، وإيجاد حل عادل ومشرف لقضية اللاجئين وعلى أساس القرار الاممي 194 واتخاذ خطوات جادة وعملية لضمان عملية انسحاب اسرائيل الكامل من الاغوار التي تشكل حوالي 25% من مساحة الضفة الغربية"، مبينا قبول فكرة وجود قوات دولية في الاغوار.
وعودة إلى المؤتمر، دعا الدكتور حمدالله إلى إعادة صياغة المنظومة التعليمية ومكوناتها والمواءمة بين العالمين الافتراضي والحقيقي، ووضع أسس تعليمية بديلة وتطوير البرامج والمناهج التعليمية عبر خطاب تربوي تنموي مستنير ومنفتح على كل هذ التطورات، مشيرا إلى ضرورة "هندسة النظام التعليمي الجامعي من خلال استحداث برامج تعليمية مرتبطة باحتياجات المجتمع.
وعرض الدكتور حمدالله لتحديات النهوض بواقع التعليم في فلسطين" فالاحتلال والتعليم مفهومان متناقضان بنيويا، فالاحتلال يسعى إلى الهدم والمصادرة وإضعاف مقومات وجود الانسان، بينما التعليم يهدف إلى بناء الانسان وتحريره".
من جهته قال الامين العالم لاتحاد الجامعات العربية الدكتور سلطان أبوعرابي العدوان ان التعليم في الجامعات العربية يواجه العديد من التحديات تتمثل في ضعف الانتاجية للبحث العلمي وقلة التمويل المخصص، فمجموع الانفاق على البحث العلمي في الولايات المتحدة يقدر بـ35% من الانفاق العالمي، وفي الدول العربية لا يتجاوز الـ0.3% من الانفاق العالمي مقابل 1% في اسرائيل أي ما يساوي أربعة أضعاف ما ينفقه العالم العربي".
وأشار إلى تحدي قلة الباحثين وهجرة العقول العربية فـ"54% من العرب يدرسون في أوروبا وأميركا لا يرغبون في العودة إلى بلدانهم، و34% من الاطباء العاملين في بريطانيا هم من أصل عربي أومسلم"، لافتا إلى "انشاء الصندوق العربي لدعم البحث العلمي قبل عامين والذي يسعى الاتحاد لتوفير تمويل له يقدر بنحو 140 مليون دولار".
إلى ذلك بين الدكتور أبوعرابي العدوان عن تحد متمثل بضرورة خلق 50 مليون وظيفة بحلول عام 2020 حسب تقرير للبنك الدولي.
ومن المقرر أن يتنبى الاتحاد في هذا المؤتمر ثلاث مبادرات هي ، بحسب الدكتور أبوعرابي العدوان، مشروع معايير اختبار الكفاءة اللغوية في اللغة العربية –التنال العربي – وهو مشروع عربي تربوي شامل على غرار المناهج العالمية في مقاربة اللغات والاطار الاوروبي المرجعي المشترك لـ(ICDL, TOFEL). مبينا أن هذا المشروع يعد اختبارا معياريا في اللغة العربية موجها للناطقين بها في المرحلة الاولى، ولغير الناطقين بها في المرحلة الثانية. لأغراض تتعلق بالقبول الجامعي ، والحقل الوظيفي.
أما المبادرة الثانية، بحسبه، تدريس مساق القدس في الجامعات العربية "لترسيخ عروبة المدينة المقدسة في أذهان وقلوب الطلبة العرب"، بينما المبادرة الثالثة مبادرة جامعة الشرق الاوسط لصياغة نموذج موحد لحوكمة الجامعات العربية من أجل تعزيز قدراتها التنافسية.
وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الاوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين أن" الجامعة ستعمل من خلال المبادرة على وضع إطار مفاهيمي للحوكمة في الجامعات العربية وسنحدد المعوقات التي تواجهنا وتحديد المتطلبات المستقبلبة لبناء نظام حوكمة متناغم مع الفضاءات الوطنية والقومية والدولية".
واضاف إن" حوكمة الجامعات تحتاج إلى إدارة التغيير وليس التغيير بحد ذاته بهدف تفعيل ما هو موجود من موارد متاحة مع الاستفادة من تجارب بعضنا البعض والجهود التي تقوم بها الدول العربية والساعية لتعديل التشريعات وفقا لمباديء الشفافية والمساءلة والمشاركة في اتخاذ القرار ومراقبة الاداء".
وتابع إن "المبادرة من شأنها وضع قاعدة متينة لتطوير أدائنا وتفعيل دورنا في رقي الامة والنهوض بها من خلال نموذج موحد لحوكمة الجامعات في وقت يشهد فيه العالم تغيرات وتطورات نحو عملية إصلاحية متكاملة يشكل قطاع التعليم العالي فيها الاساس في بناء العقول والافكار الابداعية التي تقود المجتمعات إلى التقدم والازدهار".
من جهته قال رئيس جامعة الشرق الاوسط الاستاذ الدكتور ماهر سليم إن هذا المؤتمر " يسعى لاحداث التغيير المنشود من خلال التعاون والتنسيق وتقديم المبادرات التي تنمحنا القوة على تمتين موقفنا وتوثق تعاوننا في إطار اتحادنا الذي يضمنا في واحد من أهم فضاءات العمل العربي المشترك المنفتح على الفضاء الدولي والمنسجم مع توجهاته في هذا القطاع الحيوي خدمة للانسانية جمعاء".
وتسلم الاستاذ الدكتور ماهر سليم علم الاتحاد من رئيس الدورة الـ(46) رئيس جامعة صلاح الدين – اربيلاقليم كردستان العراق الدكتور أحمد انور دزه يي، لتبدأ فعاليات رئاسة جامعة الشرق الاوسط للدورة الحالية (47) لمدة عام كامل.
بدوره شدد الدكتور أحمد انور دزه يي على ضرورة أن تسهم الجامعات في إشاعة ثقافة التسامح واحترام الاخر والايمان والتعددية والتنوع لا سيما وأن" الارهاب الذي رافق الربيع العربي أظهر من دون شك أن ثمة خللا في مناهجنا التربوية والتعليمة".
إلى ذلك اقترح الدكتور دزه يي تطوير عمل مؤسسات الامانة العامة للاتحاد وإعادة هيكلتها وتعيين مدير عام في الأمانة العامة للاتحاد يخصص للامور الادارية والقانونية والمالية، في حين يتفرغ الامين العام ومساعديه لشؤون نشاطات الجامعات العربية وجنعياتها المختلفة.
و عقب جلسة الافتتاح،عرض ممثلو المنظمات العربية والدولية، ومنها مكتب اليونسكو للتربية، والمجلس الدولي للغة العربية، لبرامجهم وأهدافهم. وجرى انتخاب رئيس الدورة ،رئيس جامعة الشرق الاوسط الاستاذ الدكتور ماهر سليم، ونائبي الدورة، والمقرر العام للدورة الـ(47)، كما جرى تسمية اللجان الفرعية ومنها العضوية، والادارية، والمجالس، ومقرريها.
ونظم على هامش المؤتمر معرض لأبرز اصدارات أعضاء هيئة التدريس في جامعة الشرق الاوسط ودور النشر، وجمعية الفنادق وهيئة تنشيط السياحة، كما عرضة مجموعة لمعهد فسيفساء مأدبا بعضا من مشغولاتهم اليدوية.