رسالة نقيب المعلمين الى الملك
رفع نقيب المعلمين حسام مشة، رسالة الى الملك عبدالله الثاني تناول فيها ملف الاعتداء على المعلمين، الذي أصبح ظاهرة مؤرقة، داعيا الى النظر لهذا الملف بعين الاهتمام، و إيلائه دراسة مستوفاة تحمي المعلم وتغلظ العقوبة في حق المعتدين.
ودعا مشة إلى ضرورة تضافر الجهود لعقد مؤتمر وطني لإصلاح التعليم برعاية ملكية خاصة لإعطائه الزخم الحقيقي و إيلائه عنايته الملكية الخاصة، لما لجلالته من رؤية ثاقبة حريصة على الإصلاح التربوي، والتي ظهرت جليا في رسالته السامية للنقابة ...
وتاليا نص الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين – حفظه الله و رعاه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
فإنه يطيب لنقابة المعلمين الأردنيين ممثلة بمجلسها و هيئتها المركزية و عموم منتسبيها التقدم من جلالتكم بأسمى آيات التهنئة و التبريك بمناسبة عيد الاستقلال، الذي نقل الأردن من حالة الوصاية و التبعية للاحتلال إلى حالة التشكل السياسي ذو القرار المستقل المستمد من الإرادة الحرة للشعب الأردني، وذلك لبناء الدولة النموذج في التطور والتسامح المستند إلى إرث حضاري عربي إسلامي ...
حضرة صاحب الجلالة ...
لقد جاءت رسالتكم السامية ، والتي وجهتموها لنقابة المعلمين الأردنيين والمؤرخة بتاريخ 21/أيار/2012م والتي اعتمدتها النقابة المرجعية الأولى في رؤيتها ورسالتها، غاية في الشمول ودقة في الوصف لطبيعة الدور الوطني والتربوي و النقابي لهذه النقابة الوليدة ، و التي جاءت (أي النقابة) كما عبرتم جلالتكم كترجمة حقيقية لإرادة المعلمين بالتنظيم المهني و النقابي و بلورة الرؤى و الخطط و البرامج للارتقاء بمهنة التعليم و رسالة المعلم و تطويرها و المحافظة على تقاليدها ، لا سيما الحفاظ على حقوق المعلم و كرامته ، و رفع مستواه العلمي و الثقافي و الاجتماعي و تمكينه من تحقيق أهداف العملية التعليمية و ترجمتها إلى واقع ملموس بحيث يتجسد فيها إرثنا الوطني و تتواءم مع متطلبات الحداثة و التطوير .
و لأن نقابة المعلمين الأردنيين هي الجيش الثاني و التي تعلم النشء الولاء و الانتماء لهذا الوطن الحبيب ، و هي بذلك تعد اكبر رافعة وطنية للإصلاح الحقيقي ، و حيث أن التعليم هو الأولوية الأولى للنقابة ، فأن تجسيد هذه الرؤية يتطلب دعم النقابة في كافة المجالات، الأمر الذي أكدتم عليه جلالتكم في رسالتكم السامية، والذي يتطلب ضرورة تعديل التشريعات الخاصة بالوظيفة و المهنة و أمن و حماية المعلم و تحسين خدمات التأمين الصحي و تحقيق الأمن الوظيفي و النفسي و تعديل نظام الخدمة المدنية الجديد ، إلا أن ذلك ما زال حبيس الأدراج.
حضرة صاحب الجلالة ...
إن الاعتداءات على المعلمين اليوم أصبحت ظاهرة مؤرقة ، يجب أن تغلظ لها العقوبة ، لذا يستلزم (و كما أمر جلالتكم) تعديل التشريعات، والتي أصبحت جدر صد تمنع النقابة أن تؤدي رسالتها على أتم وجه.
حضرة صاحب الجلالة
إن نقابة المعلمين وانطلاقا من رسالتكم السامية تؤكد حرصها وفخرها بمسيرة التعليم في الوطن وضرورة الارتقاء بها كما ونوعا ، وعلى حق أبنائنا الطلبة في تعليم مدرسي متميز قادر على إعدادهم أكاديميا و مسلكيا وغرس قيم الانتماء والتسامح واحترام الآخرين وآرائهم ، الأمر الذي يتطلب ضرورة تضافر جهود كافة المؤسسات المعنية بالشأن التعليمي والتربوي لعقد مؤتمر وطني برعايتكم السامية لوضع خطة إستراتيجية وطنية للنهوض بالقطاع التربوي والتعليمي .
وفق الله جلالتكم وسدد على طريق الحق خطاكم
نقيب المعلمين الأردنيين
حسام مشة
25/5/2014م