دول عربية نفذت أبشع عمليات التعذيب لصالح (CIA)
من المنتظر أن يُحدث نشر تقرير 'سري للغاية' حول عمليات التعذيب: التي قامت بها الـ CIA حول العالم، ضجة مدوية في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد أن يتم الاتفاق مع الكونغرس والـ CIA حول الأجزاء التي سيتم نشرها.
إلا أنه لا يعلم بعد متى سوف يتم نشر التقرير، الذي يمر في حالة تجاذب بين الإدارة الامريكية والـ CIA من جانب، والكونغرس الامريكي من جانب آخر، حيث إن الخلاف يتمحور حول المواد التي سيتم نشرها، والدول التي سوف يتم ذكرها كدول مشاركة في عمليات التعذيب نيابة عن الـ CIA .
وحاولت إدارة الرئيس اوباما الاسبوع الماضي والـ CIA الدفع باتجاه شطب أسماء الدول الحليفة، التي شاركت في عمليات التعذيب، وخصوصا العربية منها من أجزاء التقرير المزمع نشره من أجل حماية هذه الدول من ردود الفعل ضدها.
التقرير سوف يثبت للمرة الأولى قانونيا بأن الـ CIA قامت بإنشاء نظام تعذيب ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر– ليس في الولايات المتحدة- بل في دول متعددة حول العالم، وفي عدة دول عربية لأشخاص متهمين بالإرهاب أو أعضاء في تنظيم القاعدة.
وليس سرا أن الـ CIA تقوم باستخراج معلومات من قيادات القاعدة المعتقلين لديها عن طريق أساليب مصنفة حسب القانون الأمريكي «تعذيب» كتغطيس رأس المتهم بالماء ليشعر بأنه في حالة غرق، وهذا الأسلوب في التعذيب بالذات تمت ممارسته مع المتهمين خالد الشيخ محمد وأبو زبيدة.
التقرير المنتظر، الذي استغرق الكونغرس الأمريكي 4 سنوات وكلف 40 مليون دولار في التحقيق حول ممارسات الـ CIA في التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان، من المتوقع أن ينشر منه جزء صغير فقط، هو عبارة عن الملخص والنتيجة، اللذين يقعان في 480 صفحة، من أصل 6400 صفحة هي مجمل التقرير الكلي، الذي سوف يبقى سريا، إلا أن هذا لا يعني أنه ليس هناك تسريبات تكشف الكثير من محتواه.
فالتقرير يدور حول إنشاء الـ CIA مواقع سوداء، اقيمت في عدة دول عربية كمراكز احتجاز وتعذيب منها، الاردن والمغرب وسورية ومصر وليبيا والامارات والسعودية واليمن والصومال والمغرب بالإضافة لتركيا ودول أخرى كبولندا ورومانيا وتايلند، حيث تقوم الـ CIA بإرسال المتهمين بالإرهاب، أو أعضاء كبار في منظمة القاعدة اليها، لتقوم هي بتعذيبهم واستخراج المعلومات منهم بالنيابة عن الـ CIA ، التي لا تستطيع القيام بذلك حسب القانون الأمريكي.
ويقود التحقيق حول عمل الـ CIA السيناتور دايان فاينستاين من الحزب الديمقراطي، ورئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، التي اتهمت الـ CIA بالتجسس على أعضاء الكونغرس، الذين يحققون حول انتهاكاتها، وأما بالنسبة للدول العربية فقد ذكرت تقارير سرية وغير سرية بأن الدول المذكورة كانت جزءا من الحرب السرية التي تقوم بها الـ CIA على القاعدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فالمغرب وسورية، والاردن ومصر كانت محطات للتحقيق وتعذيب المتهمين ضمن برنامج يدعى 'رنديشن' ، وهو برنامج سري للغاية تم ايقافه في عام 2005، فسورية كما ذكرت تقارير هنا كانت من أبشع محطات التعذيب للمعتقلين وذلك لحساب الـ CIA وكذلك مصر وليبيا.