تقرير يفتح ملف مثليي الجنسية في الاردن
يلجأ احمد 26 عاما وهو مثلي جنس من العاصمة الأردنية عمان إلى تكنولوجيا الهواتف الذكية 'لإيجاد صديق له' في مجتمع محافظ يرفض فكرة وجود المثلية الجنسية.
هذا الرفض المجتمعي لوجود مثليي الجنس 'صعّبَ عملية البحث' عليه؛ بسبب 'السرية التي يحيط بها مثليو الجنس أنفسهم خوفا من ردة فعل المجتمع' كما يقول أحمد.
و يجد أحمد -الذي يعمل بائعا في مركز للتسوق- في أحد التطبيقات على الهاتف الذكي ضالته، إذ يتيح له التطبيق الخاص بالمثليين إجراء مسح للمدينة التي يسكنها ليظهر له خارطة بأسماء المثليين مع صورهم، كما يتيح البرنامج إظهار أقرب مثلي له من حيث البعد الجغرافي ليتم التواصل من خلال الشات في البرنامج'.
يقول أحمد لـ'عربي 21' إنه تواصل مع أكثر من 12 شخصا من مثليي الجنس في عمان وحدها، ليُطرد فيما بعد من عمله بعد أن شك أصحاب العمل في سلوكه بعد وشاية زميله به.
أما رامي '20 عاما' فيقول إن بداياته مع المثلية كانت منذ الطفولة إذ اعتاد على ارتداء ملابس الفتيات ووضع مستحضرات التجميل، ليكتشف فيما بعد أن هذه الأفعال كانت تدل على ميول جنسية مختلفة، ويضيف بأنه 'يحب ممارسة الجنس مع الرجال كالمرأة تماما'.
وبين رامي أن مثليي الجنس الذكور مختلفون من ناحية الرغبة الجنسية؛ فمنهم من يفضل دور الرجل في العلاقة الجنسية (TOP) ومنهم من يفضل دور المرأة (Bottom) ومنهم من يتنقل بين الدورين(both).
أما رامي الذي صنف نفسه على أنه (Bottom) فيقول إن 'عائلته مازالت ترفض تقبل مثليته، وتعرض في إحدى المرات للاعتداء بالضرب من قبل زوج أمه على خلفية ضبطه صورا لصديقيه وهم يتبادلون القبل'.
صديق رامي يدعى فراس وهو الآخر مثلي جنس ويقيم في العاصمة الأردنية عمان، يقول إنه يلتقي بمثليي الجنس أيام الخميس في أحد المقاهي بشارع الرينبو في عمان، ويعتبر المقهى 'مقرا' وداعما لمثليي الجنس في العاصمة الأردنية.
يقول فراس إنه لا يشعر أبدا بانجذاب تجاه الفتيات، إنما الانجذاب الذي يتولد لديه هو تجاه الذكور فقط، رافضا اعتبار المثلية الجنسية شذوذا أو مرضا نفسيا.
'ناشطون عرب في الدفاع عن (حقوق) المثلية الجنسية'!
ويرى 'ناشطون عرب في الدفاع عن حقوق المثلية الجنسية' أن 'المجتمع المثلي بأطيافه يحتل نسبة أقلها 12% وأكبرها 25% من عدد سكان العالم'. كما تقول مجلة 'موالح' المتخصصة بقضايا المثلية الجنسية والتي يديرها الصحفي السوري محمود حسينو وهو مثلي أيضا.
يقول حسينو لـ'عربي 21': المثلية الجنسية في الجنس البشري ليست حالات فردية فهناك نسبة مئوية من البشر يولدون بميول جنسية مثلية، وتصل التقديرات في بعض الأحيان إلى أن 15% من الذكور على الأرض لديهم ميول جنسية مثلية، في حين تقدر النسبة بين الإناث بـ12%..'
ويضيف 'يمكن لمراقب جيد أن يرى أن هذه النسب تتفاوت من بلد إلى آخر، ولكنها تقفز إلى أرقام كبيرة في منطقة الشرق الأوسط إجمالا، والقارئ لكتب الأدب القديم من عربي وفارسي وتركي وغيرها يستطيع أن يستشف ذلك بشكل واضح' كما يقول حسينو.
وحول ميوله الجنسية يقول 'ميولي الجنسية هي أمر لم أختره، لكنني سعيد بتوجهي الجنسي وأعتبره جزءا من شخصيتي وليس كلها أو محورها، وبذلك تكون هويتي الجنسية هي ذكر مثلي الجنس. أما بالنسبة لشعوري تجاه هويتي 'الجندرية' فهو كشعور أي شخص آخر يشعر بأنه ذكر'.
ويتابع: 'أثبت العلم والطب أن الميول أو التوجه الجنسي للشخص يولد معه، وليس أمرا مكتسبا، لكن السلوك الجنسي لا يعكس التوجه الجنسي للأفراد، فهناك مثليون ومثليات متزوجون ومتزوجات ويمارسون الجنس مع غيرهم'.
و حسب المجلة ذاتها 'كان المثليون يعيشون حتى منتصف عام 1968 في الظل في مختلف أنحاء العالم، لكن حادثة إغارة الشرطة على نزل Stonewall في ولاية نيويورك الأمريكية، أشعلت فتيل غضب متراكم لسنوات وعقود قبلها، ليتحول ما عرف وقتها بأحداث شغب ستون وول Stonewall Riots، إلى بداية حركات التحرر المثلي حول العالم، وليصبح شهر حزيران الذي حدثت فيها تلك الأحداث هو شهر الفخر المثلي حول العالم'.
وخرج حسينو في شهر حزيران برفقة العشرات من مثليي الجنس العرب في مسيرة باسطنبول أطلقوا عليها 'مسيرة الفخر المثلي' بمشاركة مثليي جنس من دول عربية وغربية.
دفاع حسينو عن 'الحقوق المثلية' بدأ قبل انطلاقة المظاهرات السلمية في سوريا عام 2011، إذ كان يعمل مع بعض اللاجئين المثليين العراقيين في سوريا، ويستمع إلى قصصهم ورواياتهم عما كان يجري في العراق، ومع بداية المظاهرات في سوريا، بدأ تضييق الخناق على المثليين واستغلالهم بطرق بشعة.
وأثناء عمله الصحفي بدأ يرى ان سوريا قد تتحول بشكل أو بآخر إلى قبلة للجهاديين من مختلف أنحاء العالم، مما دفعه للتفكير بأن يكون لأصحاب وصاحبات التوجه المثلي في سوريا صوت ينقل ما يتعرضون له من أخطار إن تحول النزاع وقتها إلى حرب شاملة يقول 'أكبر خطر على المثليين في سوريا يأتي من المقاتلين الأجانب الذين قدموا إليها. في النهاية مجلة موالح هي صوت مثلي سوري يقول للمجتمع المثلي السوري أن هناك من يهتم به ويريد أن يبحث عن حلول لمعاناته، ويضع المعاناة المثلية في سوريا أمام الجميع.'
حديث حسينو يأتي في الوقت الذي تحدثت فيه منظمة هيومن رايتس ووتش عن عمليات تعذيب وتنكيل بحق مثليي الجنس من قبل النظام السوري وأفراد تابعين لفصائل إسلامية متشددة.
تقول المنظمة في تقرير لها: إنها قابلت 19 رجلا سوريا من مثلييّ الجنس لجأوا إلى لبنان 'بسبب صعوبة إيجاد أقران لهم في الثقافة السورية المنغلقة' وقدمت قصصهم لمحة عما يواجهه مثليّو الجنس من تعذيب على يد أفراد من النظام، بينما قال أحد الرجال، ويبلغ من العمر 26 عاما للمنظمة إن مجهولين قال إنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، قيدوا يديه إلى السقف وهو معصوب العينين، وحاولوا حمله على الكشف عن أسماء أصدقائه المثليين'.
من جهته يعرف خبير الأمراض المنقولة جنسيا الدكتور عبد الحميد القضاة الشذوذ الجنسي بأنه: 'الاستمتاع الجنسي بأي شكل كان بين أشخاص من الجنس نفسه'، مشيرا إلى أن الشاذ جنسيا هو 'الشخص الذي يستمتع جنسيا مع أناس من نفس جنسه'.
ويحذر من أي شكل من أشكال التهاون مع 'المثليين' ويقول: 'حماية هذه الممارسات المحرمة الخطيرة المدمرة تحت اي ذريعة مهما كانت، جريمة نكراء بحق الدين و المجتمع والجيل وفوق ذلك مجلبة لغضب الله وعقوبته العاجلة والآجلة' .
وعن مدى انتشار مثل هؤلاء، أوضح القضاة في كتابه 'الشباب والشذوذ الجنسي: قوم لوط في ثوب جديد' بالقول: 'قدر لي أن أشتغل مع فريق كبير، في مجال وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيا، في العديد من الدول العربية؛ وقد هالنا ما تجمع لدينا من وقائع وأخبار، عن بدايات انتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي في بلادنا، زاد من أخطارها الجهل الكبير في ما يترتب عليها من آثار صحية واجتماعية وأسرية مدمرة'.
سبق للقضاة أن أرسل رسالة وسائل الإعلام ردا على محاولة لترخيص جمعيه للشاذين في الأردن، ومما جاء فيها قوله: 'إذا نسي كل الناس مساوئ الشذوذ الجنسي فكيف ننساه نحن المسلمين، الذين نقرأ القران الكريم صباح مساء ، وفيه تكرارٌ معجزٌ مقصودٌ لقصة قوم لوط ( ذكرت في اكثر من ثلاثة عشر سورة في القران الكريم)، لا بل كيف ننساه نحن في الأردن ونحن نعيش بالقرب من مكان خسفهم وتدميرهم'.
وقال إن 'الثورة الجنسية قد بلغت ذروتها، وأصبحت الممارسات الجنسية علنية بحجة حقوق الإنسان والحرية الشخصية، وقاد الغربُ حملات عالمية لتشجيع الشذوذ الجنسي والزنا'.
التشريعات العربية والمثلية الجنسية
التشريعات العربية التي تجرم المثلية الجنسية جاءت متفاوتة من بلد لآخر، ونصت قوانين بعض البلدان صراحة على تجريم كل من مارس علاقات جنسية 'خلاف الطبيعة'.
رئيسة لجنة الحريات في نقابة المحامين الأردنيين نور الإمام قالت لـ'عربي 21' إن قانون العقوبات في الأردن مثلا لم ينص صراحة على تجريم المثلية واستعاض عنها ببنود تتعلق بالآداب العامة كخدش الحياء العام أو إفساد علاقة زوجية'.
بينما ينص قانون العقوبات في لبنان بالمادة 534 على أنّ 'كلّ مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس حتى سنة واحدة'.
وتجد نفس البند في قانون العقوبات السوري بينما يستخدم قانون العقوبات البحريني مصطلح 'الاعتداءات المخالفة للطبيعة'، و في المغرب تنصّ المادة 489 من قانون العقوبات على تجريم 'الأفعال المخالفة للطبيعة مع شخص من نفس الجنس، في الوقت الذي تجرم فيه قوانين دول عربية أخرى كالإمارات و قطر والكويت اللواط فقط دون ذكر السحاق'.
ويبدو الوضع أكثر تشددا في السعودية التي تطبق حكم الإعدام على مثليي الجنس، بينما تلاحق مصر المثليين و تكيف العقاب لهم حسب بنود تتعلق بالآداب العامة بشكل عام.
واقع المجتمعات العربية والمثلية
يرى الناشط في 'الحراك المثلي' محمود حسينو أن 'معظم الدول العربية التي اجتاحها الاستعمار غيرت من تعاملها مع المثليين والنظرة تجاه المثليين بالمجمل للأسوأ، فبلد مثل تركيا كان أول بلد في العالم يلغي تجريم المثلية من قوانينه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أثناء حكم السلطنة العثمانية، في حين كانت المثلية الجنسية أمرا مقبولا في الدول العربية وحتى التعامل مع أدوار النوع الاجتماعي كان أكثر انفتاحا مقارنة بالدول الغربية، ففي مصر على سبيل المثال اشتهرت واحة سيوة بزيجات مثلية، كما اشتهرت سيوة بقبولها التوجه المثلي الثنائي.
يتابع 'في عموم مصر، كانت كلمة 'خول'، تعني الراقصين الذكور الذين يرتدون ملابس رقص نسائية، والذين كان دور نوعهم الاجتماعي مقبولا من الجميع، حتى أن أحد الطوابع المصرية القديمة يحمل صورة أحدهم، وبعد الدور الاستعماري في مصر، أصبحت كلمة 'خول' كلمة سباب وشتيمة للرجال الذين يمارسون الجنس المثلي'.
و'لكن المشكلة في الدول العربية ليست في التشريعات' كما يعتقد حسينو 'بل في طريقة التعاطي مع حقوق المواطنين والأفراد، ففي دول تحترم حقوق الفرد، يمكن للحراك المثلي أن يلغي أي استغلال أو تطبيق مسيء للقانون بوسائل حقوقية وقانونية معروفة وواضحة، لكن قمع حريات جميع الأفراد، يؤدي بشكل أساسي إلى خلل في الأنظمة وطرق تطبيق القانون والمساءلة، ويمنع الجميع، مثليين وغيريين، من الحصول على حقوقهم'. على حد قوله.
يقول حسينو ' في العموم، لم يتمكن المثليون والمثليات في المنطقة العربية من تشكيل مجتمع مثلي حقيقي كما في دول أخرى بسبب ضغوطات القانون والمجتمع، أما في سوريا تحديدا فكانت هناك نواة لتشكل مجتمع مثلي متميز قوبلت بهجمات من قبل السلطات في سوريا منذ عام 2008، وعلى الرغم من ذلك تحولت دمشق إلى قبلة للزائرين المثليين في المنطقة بسبب الانفتاح الكبير الذي ميز عددا كبيرا من المثليين السوريين قبل الحرب في سوريا'.
ويتابع 'في دول أخرى، كالأردن الذي سكنت فيه بين عامي 2001 و2004، كانت فترة تحول لدى المثليين العرب بالمجمل بسبب تطور الإنترنت وتعرفهم إلى وسائل تواصل جديدة، وعلى الرغم من ذلك، يمكن القول أن المثليين في سوريا كانوا أجرأ من أقرانهم الأردنيين في محاولة كسر سطوة الخوف التي فرضتها مجتمعاتهم عليهم'.
هل المثلية الجنسية شذوذ؟ ام مرض نفسي؟ أم أقلية جنسية؟
الاستشاري والمختص النفسي باسل الحمد يعرف المثلية الجنسية على أنها 'تفضيل جنسي' ولا يعتبرها مرضا أو اضطرابات عقلية، منبها من الخلط بين المثلية الجنسية ومتغيري الجنس وبعض السلوكيات الجنسية التي تصنف كمرض نفسي.
وبين الحمد لـ'عربي 21' تعريف المثلية عند العلماء إذ 'صنفها عالم التحليل النفسي النمساوي فرويد أحيانا على أنها انحراف جنسي وأحيانا أخرى كمرض نفسي'.
بينما عرف 'تصنيف الاضطرابات النفسية الأمريكي' المراحل الأولى من المثلية الجنسية على أنها 'اضطراب نفسي' وبعد تطور حركة حقوق المثلية، يقول الحمد 'أصبح هنالك ضغط على دوائر علم النفس، و تراجعت عن تصنيف المثلية كاضطراب أو مرض نفسي، وبالتالي تم إيقاف الجهود لمعالجة المثلية الجنسية بعد ذلك'.
وحسب الحمد 'كان الأطباء يعالجون المثلية بأساليب الترغيب والترهيب والصدمة، ولم تكن نتائج الاستجابة للعلاج كما يطمح الأطباء إذ بلغت النسب التي تحقق واستجابة للعلاج كانت بين 15-20% فقط'.
ولا يؤمن المختص النفسي بتصنيف المثلية الجنسية كمرض قائلا: 'لا يمكن تصنيفها على أنها جنس ثالث' بل هي ' تفضيل جنسي مغاير عن كل الناس' فالجميع يولد ثنائي الجنس لكن الأغلب يكون غيري جنس بينما تجد نسبة معينه من مثلي جنس في العالم'.
'نسميها تفضيلا جنسيا ومع ذلك فإن الشخص لا يستطيع اختيارها بإرادته كونها مرتبط بعوامل فسيولوجية وكيميائية وعوامل سلوكية لها علاقة بالتربية المبكرة للطفل والأدوار الجنسية التي تعود عليها والخبرات الجنسية المبكرة التي تؤثر على الشخص وميوله الجنسية اللاحقة'. حسب الحمد
ويقول ان مثليي الجنس الذكور مثلا يشعرون بانجذاب جنسي للذكور بسبب التفضيل الجنسي وكذلك الأمر لمثلييات الجنس من الإناث.
يتابع الحمد 'أما الحديث عن جنس ثالث هو فيه مزج بين المثلية الجنسية ومتغير الجنس، وهنا يكون هنالك اضطراب عضوي مثلا شخص أعضاؤه الظاهرة ذكورية والداخلية أنثوية وبالتالي تظهر المشاكل الفسيولوجية النوع الآخر من ميول الجنس، ويصنف كمرض نفسي كأن يكون شخص ذكر ويقرر التحول إلى أنثى بمحض إرادته ويصنف في علم النفس بـ'اضطراب الهوية النفسية'.
ويخوض مثليو الجنس صراعا سياسيا اجتماعيا قانونيا عندما يطالبون بتشريع زواج المثليين، إذ يحاولون نقل تعريف العلاقة المثلية من علاقة غير مقبولة اجتماعيا إلى مقبولة اجتماعيا وقانونيا.
ويعتقد الحمد أن تطور قبول المثلية الجنسية كأمر واقع مرتبط بالازدهار الاقتصادي للدولة و يدلل بأن المجتمع الغربي قبل 50 سنة لم يكن يقبل المثلية الجنسية، بينما نشطت في المجتمعات التي حقق رفاه اقتصادي كالبرزايل وتركيا، ويقول 'كل ما اتجه المجتمع نحو حقوق اقتصادية اتجه أكثر إلى حقوق الإنسان وقبول الآخر، فعبر التاريخ وفي فترة الازدهار العربي مثل العصر الأموي والعباسي نشطت المثلية في قصائد أبو النواس على سبيل المثال إذ له قصائد وحكايات جنسية مثلية وعندما تنمو الدول لا تدقق بسلوك الأفراد'.
إلا أنه يقول إن البيئات المحافظة قد تطور أشكالا أخطر من المثلية الجنسية حيث تظهر 15% من حالات المثليين في البيئات المغلقة بالكامل كالسجون والسفن والجيوش'.
وكشفت إحدى الدراسات البحثية الحديثة أن المثلية الجنسية قد تحدث بسبب الحمض النووي للإنسان، مما يجعل صفة المثلية الجنسية صفة بيولوجية وليست اختيارية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية، فقد ركزت الدراسة التي أجراها باحثون بجامعة شيكاغو، على دراسة 400 زوج من المثليين الجنسيين على مدار عدة سنوات، وقد كشفت الدراسة عن وجود جزأين في الحمض النووي مرتبطين بالمثلية الجنسية.
إجماع ديني
وعن رأي الدين في المثلية الجنسية أجمعت المذاهب الأربعة في الإسلام على تجريم المثلية الجنسية ومعاقبة مرتكبها. ولا تعتبر قضية المثلية الجنسية أمرا قابلا للنقاش.
أما عن نظرة الكنيسة الكاثوليكية للمثلية الجنسية فوجه البابا الأسبق بندكيت السابع عشر رسالة، تحدث خلالها عن الجنس قائلا إن بعض الممارسات الجنسية انحرفت في رأيه عن الدور المركزي للجنس وجوهره المحترم، دون أن يسمي المثلية الجنسية بشكل مباشر، ووجد البابا أنه على الكنيسة أن تقوم بحماية الإنسان من تدمير نفسه.
أما البابا الحالي فرانسيس الأول فوقف مدافعا عن تعاليم الكنيسة الكاثوليكية حول المثلية الجنسية قائلا: 'إنّ الله خلق الإنسان، رجلا وامرأة، وأعدهما جسديا الواحد للآخر، في نظام قائم على العلاقة المتبادلة، يثمر في وهب الحياة للأولاد، لهذا السبب لا توافق الكنيسة على الممارسات المثلية'.
كما تدين اليهودية المثلية الجنسية،و تعتبر ممارسة السلوكيات المثلية فاحشة وخطيئة كبيرة يجب الامتناع عنهاوعقوبة المخالف هي القتل.
وقد ذكرت في العهد القديم قصة هلاك مدينتا 'سدوم' و'عمورة' بسبب خطايا أهلها، ومنها سلوكهم المثلي كما هو في سفر التكوين، إذ دمرها وأحرقها الله بالكامل بسبب عدم توبتهم عن خطاياهم. (محمد العرسان - عربي 21)