48% من سكان الجنوب بدناء
أظهرت دراسة اجرتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع المركز الوطني للعناية بصحة المرأة في مناطق جنوب المملكة انتشار ظاهرة السمنة والبدانة في هذه المناطق بشكل لافت وخاصة في اوساط النساء وبنسبة 48 بالمئة من مجموع سكان هذه المناطق كحالة اعتبرتها المنظمة مقلقة ما يستدعي التصدي لها ومعالجة اسبابها كونها السبب في شيوع الكثير من الامراض السارية كامراض القلب والسكري وضغط الدم وامراض الشرايين، وربطت هذه الدراسة مابين السمنة البدانة وظاهرة البطالة خاصة في محافظتي الكرك والعقبة.
هذا ما قالته ممثلة منظمة الصحة العالمية في الاردن ميرندا الشامي متحدثة في ورشة عمل حول الموضوع ممولة من الحكومة الكندية واقيمت في مدينة الكرك الاربعاء تحت عنوان " نحو مجتمع صحي" برعاية محافظ الكرك عبدالكريم الرواجفة بحضور نائبة رئيس مجلس ادارة المركز الوطني للعناية بصحة المراة الدكتوره رويدا المعايطة وامين المجلس الصحي العالمي الدكتور هاني بروسك وبمشاركة ممثلين عن المؤسسات الرسمية ذات العلاقة في المحافظة وقادة مجتمعيين محليين من محافظتي الكرك والطفيلة.
وبينت الشامي ان عوامل البدانة والسمنة تتزايد بشكل كبير في اوساط البالغين في عموم مناطق اقليم شرق المتوسط ممن تتراوح اعمارهم مابين 15 عاما فمافوق ولاسيما في دول مصر والبحرين والاردن والكويت والسعودية والامارات المتحدة حيث تتراوح نسبة البدانة والسمنة في هذه الدول من 74 الى 86 بالمئة بين النساء وبنسبة 69 الى 77 بالمئة بين الرجال.
وحذرت الشامي من تصاعد مستويات الوزن والسمنة بين الاطفال والمراهقين باعتبار ذلك يشكل مصدر قلق لارتباطه بالامراض في مرحلة البلوغ الامر الذي قالت الشامي انه دعا المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية في اقليم شرق المتوسط الى اطلاق وثيقة عمل تحث على تبني الاستراتيجية العالمية بشان النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة في الاقليم.
نائبة رئيس مجلس ادارة المركز الوطني للعناية بصحة المراة الدكتوره المعايطة اشارت في كلمة لها الى ماتحقق في الاردن من خطوات كبيرة في مجال خدمات الرعاية الصحية للمواطنين بيد انها اعتبرت ان هناك المزيد مما يمكن عمله في هذا المجال ولاسيما معالجة ماقالت انه الفجوات في الخدمات الصحية المتكاملة الموجهة للمراة في مختلف مراحلها العمرية، لافتة الى ان هذا الواقع دفع باتجاه انشاء المركز الذي تراس مجلس ادارته الاميره عائشة بنت الحسين والذي كان اول مبادراته انشاء اول مركز متخصص بصحة المراة على مستوى المملكة في محافظة الطفيلة يعني باجراء دراسات في محافظات الجنوب للوصول الى الاليات المناسبة التي تمكن المجتمعات المحلية من تبني انماط معيشية تسهم في تجنب السمنة وزيادة الوزن.
بدوره دعا محافظ الكرك عبدالكريم الرواجفة كافة من يعنيهم الامر رسميين واهليين للتوسع في اقامة حملات التوعية والتثقيف الصحي التي تتصدى لظاهرة السمنة والبدانة لخطورة افرازاتها على صحة المواطنين، مؤكدا استعداده لدعم اية انشطة من هذا القبيل بمايساعد في تعميم الثقافة الصحية خاصة في مناطق الاطراف التي تعاني ظروفا اقتصادية صعبة تجد معها الامراض بيئة خصبة.
الاختصاصية الدكتوره اروى عويس عرضت التوصيات التي خلصت اليها الدراسة والتي تؤكد على ضرورة ادخال تغييرات في انماط الحياة السلبية للمواطنين، اضافة الى تحفيز اسباب النشاط البدني من حيث ايجاد بيئات ومرافق مناسبة تشجع على ممارسة النشاط الرياضي وكذلك تعميم ثقافة غذائية ملائمة باتباع نظام غذائي سليم .