لوف يجد الحل لمشكلة الهجوم.. توماس مولر
عندما اختار مدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف تشكيلة رسمية مؤلفة من 23 لاعبا ولم تتضمن سوى مهاجم صريح واحد هو المخضرم ميروسلاف كلوزه (36 عاما)، ارتفعت أصوات بعض النقاد والنجوم السابقين لتعرب عن قلقها إزاء هذا القرار الغريب خصوصا بأن المنتخب الالماني اعتمد على مهاجمين وهدافين كبار في نهائيات سابقة في كأس العالم لعل أبرزهم المدفعجي غيرد مولر، وأوفي زيلر وكارل هاينتس رومينيغه ويورغن كلينزمان.
لقد قرر لوف عدم استدعاء ماريو غوميز أو كيفن فولاند أو ماكس كروز أو حتى شتيفان كيسلينغ، لكنه جدد الثقة بكلوزه الذي عانى موسما صعبا مع لاتسيو من ناحية الاصابات ولا يبدو في كامل لياقته البدنية في الوقت الحالي وخير دليل على ذلك بانه لم يشركه في المباراة الأولى ضد البرتغال على الرغم من أن فريقه ضمن الفوز قبل نصف ساعة على النهاية بعد أن تقدم بثلاثية وكان يلعب في مواجهة 10 لاعبين اثر طرد المدافع بيبي.
ولم يتردد نجم السبعينيات اوفي زيلر في أن يعرب عن قلقه إزاء هذا الامر بقوله “لا أعتقد بان كلوزه كاف وحده، كما انه أصيب أكثر من مرة في الآونة الأخيرة. أنا متشائم، إنها مخاطرة كبيرة من قبل لوف”.
لكن لوف أخرج من جعبته المفاجأة وكان اسمها توماس مولر الذي ضرب بقوة في أول مباراة لمنتخب المانيا بتسجيله ثلاثية في مرمى البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو ليقوده إلى فوز صريح برباعية نظيفة.
وبات مولر سادس ألماني يسجل ثلاثية في النهائيات بعد ادموند كونن في مرمى بلجيكا (5-2) العام 1934، ماكس مورلوك في مرمى تركيا (7-2) العام 1954، غيرد مولر في مرمى بلغاريا (5-2) والبيرو (3-1) العام 1970، كارل-هاينتس رومينيغه في مرمى تشيلي (4-1) العام 1982، وميروسلاف كلوزه في مرمى السعودية (8-0) العام 2002.
احتاج مولر إلى 10 دقائق فقط لكي يعلن عن نفسه، عندما مرر كرة باتجاه ماريو غوتزه التي جاء منها ركلة جزاء فقام الأول بترجمتها إلى الهدف الأول للمانشافت، ثم أبان مولر عن حس تهديفي كبير عندما أضاف الهدفين الثالث والرابع في الشوط الثاني مستغلا خطأين دفاعيين.
واغلب الظن بأن مولر سيقود هجوم ألمانيا في مباراتها المقبلة ضد ألمانيا وحتى نهاية البطولة علما بأنه توج هدافا للنسخة الماضية في جنوب افريقيا وهو بعمر العشرين فقط عندما شغل مركزا على الجهة اليمنى.
ورفع مولر رصيده إلى 8 أهداف في النهائيات في 7 مباريات خاضها حتى الآن، واذا استمر عل هذا المنوال، فانه سيحطم الرقم القياسي للبرازيلي الشهير رونالدو أفضل مسجل في النهائيات برصيد 15 هدفا، لأن مولر مرشح لخوض نسختين إضافيتين من كأس العالم كونه ما يزال في الرابع والعشرين من عمره.
لعب مولر دورا مهما في بلوغ فريقه الدور نصف النهائي، لكن ألمانيا افتقدت جهوده في الدور نصف النهائي عندما خسرت أمام اسبانيا 0-1 قبل ان تتوج الأخير باللقب.
وشاء القدر ان تخرج المانيا في نصف نهائي كأس اوروبا 2012 امام ايطاليا بعد أن قرر لوف عدم إشراك مولر لدواع تكتيكية لكنه خسر الرهان هذه المرة، لأن ماريو بالوتيلي سجل هدفين رائعين ليقود الأزوري إلى المباراة النهائية.
واشاد مدرب ألمانيا بمولر بقوله: “لا يقوم بالتسجيل فقط في صفوف منتخب المانيا بل مع بايرن ميونيخ ايضا. دائما ما يتواجد في المكان الذي يمكنه تشكيل خطورة على الفريق المنافس، ويسدد عندما لا يتوقع احد ذلك كما فعل لدى تسجيله الهدف الرابع للفريق”.
وتابع: “انه يقظ تماما داخل المنطقة ومن الصعب جدا مراقبته. انه لاعب يتصرف بطريقة مختلفة دائما، وأنا كمدرب أجهل تماما التحركات التي يقوم بها، انه يملك فكرة واحدة في رأسه.. تسجيل الأهداف”.
ويعتبر لوف بأن مولر الذي خاض أول مباراة دولية له ضد الأرجنتين في آذار (مارس) 2010، ورقة رابحة في صفوف المنتخب الالماني وقال: “يجد مدافعو المنتخبات المنافسة صعوبة كبرى في قراءة طريقة لعب توماس، فهو يعدو في ظهر الدفاع، ويسرع نحو الهدف، هذا أمر يجيده بطريقة رائعة”.
إذا، الحل بالنسبة غلى هجوم المانيا هو قديم-جديد: يكفي استدعاء مهاجم يدعى مولر ويرتدي القميص رقم 13 كما كانت الحال عامي 1970 و1974 بقيادة “المدفعجي” الشهير: غيرد مولر.