الأردن ينفي مشاركته في أي عملية عسكرية ضد «داعـش»
نفى مصدر حكومي أردني تحدث لـ«القدس العربي» أي مشاركة للجيش الأردني في أي عمليات عسكرية ضد «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، فيما أكد شهود عيان لــ «القدس العربي»، أن طيرانا حربيا مجهول المصدر، قام في ساعة متأخرة من مساء امس الأول، بإنزال مظليين على معسكر تدريبي تابع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، في منطقة «العكيرشي» شرقي محافظة الرقة السورية.
وقال الشهود إن المدينة شهدت إنزال مظليين من مروحيات ليلة امس الأول، سبقه تحليق كثيف لطيران «الميغ» الحربية، حيث تمّ إنزال مظلي من حوّامة لا صوت لها في منطقة العكيرشي بالقرب من المعسكر التدريبي المعروف بمعسكر الشيخ «أسامة بن لادن» التابع لتنظيم الدولة.
وقال الشهود: «قسم من الجنود قاموا بقطع طريق الرقة المؤدي إلى المعسكر، بتغطية من طائرات حربية استعدادا لمهاجمة أي رتل يتوجه لمكان المعسكر في حال طلب المساعدة، وكذلك قاموا بتفتيش المنازل في القرية القريبة من المعسكر».
وأكد الشهود، أن عناصر القوات التي اقتحمت المعسكر كانوا يتحدثون الإنكليزية، وبدأوا الهجوم على المعسكر بعد الساعة الثانية ليلاً، حيث استهدفوا في بداية العملية جميع المضادات الأرضية في المعسكر، ومن ثم المعركة التي استمرت لأكثر من نصف ساعة، التي أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر «داعش»، بالإضافة إلى عدد من الجرحى.
وعرف من بين القتلى «أبو البراء التونسي»، و»أبو محمد التونسي» الذي يعمل مدربا في التنظيم، وهم من أصل تونسي، كذلك تم العثور على بقايا ثياب للجنود المُهاجمين، وزعم الشهود أنهم رأوا عليها شعارات أمريكية وأردنية مؤكدين حصول إصابات في صفوف المهاجمين. والمعروف أن المعسكر هو منشأة نفطية عمل تنظيم «داعش» على جعلها أحد أهم مراكز الاعتقال والتحقيق للأسرى لديه، حيث يقع جنوبي قرية العكيرشي بــ20 كم.
يذكر أن التنظيم يمتلك العديد من السجون في مواقع مختلفة من المحافظة، أهمها مبنى المحافظة وهو المقر الرئيسي للتنظيم، ومبنى المحكمة العسكرية في مدينة الرقة، بالإضافة إلى سد البعث الذي يعتبر من المعتقلات السرية، وسجن في منطقة المنصورة، وسجن في منطقة تل أبيض الحدودية، ومبنى الملعب البلدي، ومعسكر الطلائع عند مدخل المدينة، وفي مناطق أخرى من محافظة الرقة.
ويقبع الكثير من المعتقلين في سجون تنظيم «داعش» من قادة الحراك الثوري، والناشطين الإعلاميين، وقادة عسكريين في الجيش الحر، بالإضافة لقادة من الفصائل الإسلامية. ورجح مراقبون أن تكون عملية إنزال المظليين جاءت رداً على العرض العسكري الذي أقامه التنظيم في شوارع مدينة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم، الذي جاء كاحتفال بإعلان التنظيم قيام «الخلافة الإسلامية»، وتنصيب عبد الله إبراهيم عواد الملقب بـ»أبو بكر البغدادي» خليفة للمسلمين في 29حزيران/يونيو2014.
وشمل العرض العسكري عربات مصفحة أمريكية من نوع «همر» غنمها التنظيم من الجيش العراقي مؤخراً وتم إدخال بعضها عبر الحدود لدعم التنظيم في سوريا، بالإضافة إلى دبابات ومدرعات ومدافع ثقيلة وصاروخ «سكود» محمول على شاحنة مثبت عليها منصة إطلاق.