الصيام وتقلص ساعات العمل في رمضان يخفضان الحركة الهاتفية أكثر من 15 %
توقعّت مصادر متطابقة في شركات الاتصالات الخلوية يوم أمس ان تشهد الحركة الهاتفية الخلوية خلال شهر رمضان الحالي انخفاضاً بنسبة من المتوقع ان تتجاوز الـ 15 %، وذلك لدى المقارنة بالحركة الهاتفية الخلوية المسجلة في الايام العادية، وهو الامر الذي تحاول الشركات الخلوية تعويضه من خلال تقديم خدمات اضافية وعروض للصوت والإنترنت توائم استخدامات الأردنيين في الشهر الفضيل.
وقالت المصادر نفسها بأن نسبة الانخفاض هذه ترجع الى اختلاف كلي في سلوكيات المستخدم لخدمات الاتصالات الخلوية، الذي يخفف من مكالماته الخلوية ويخفض من وقتها، نتيجة لانشغاله بصيامه والانسجام مع اجواء وطقوس الشهر الفضيل في جميع اوقات اليوم الرمضاني، الا ان نسبة الانخفاض تزيد وتظهر جلية وقت الافطار، والسحور.
وذكرت المصادر بأنّ نفسية الصائم واداءه لبعض النشاطات الرمضانية قد تخفض ايضا من الحركة الهاتفية، وخصوصا الانشغال بالزيارات واقامة الولائم والافطارات المتبادلة بين الاهل والمعارف، الى جانب اشغال جزء من الوقت في متابعة المسلسلات والبرامج الرمضانية خصوصا تلك التي تستحوذ على اهتمام جماهيري كبير، وزاد على ذلك خلال فترة الاسبوعين الماضيين تزامن دخولنا بشهر رمضان مع بدء مباريات كأس العالم والتي استقطبت اهتمام ووقت شريحة واسعة من مستخدمي الخلوي خصوصا الشباب منهم.
والى جانب ما سبق ذكره من اسباب، اجمعت المصادر كذلك على ان انخفاض ساعات العمل خلال شهر رمضان في المؤسسات الحكومية او القطاع الخاص يسهم ايضا في تراجع الحركة الهاتفية خلال شهر رمضان ، حيث عادة ما تحرك امور العمل ومجرياته الحركة الهاتفية عبر شبكات الخلوي في الايام العادية.
وتختلف ساعات ذروة الحركة الهاتفية في رمضان عن الايام العادية، حيث تتركز ساعات الذروة للحركة الهاتفية الخلوية في اليوم العادي في وقتين : من 10 الى 11 صباحا ، و8 مساء، واما في اليوم الرمضاني فساعة الذروة تتركز في الوقت ما بعد صلاة التراويح أي بين 10.30 و11 مساء.
وتظهر آخر الارقام الرسمية الصادرة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بان قاعدة اشتراكات الخدمة الخلوية توسعت لتضم مع نهاية الربع الأول من العام الحالي قرابة 10.5 مليون اشتراك بنسبة انتشار ارتفعت الى 157 % من عدد السكان، فيما تظهر ارقام رسمية اخرى بان الخدمة الخلوية دخلت بيوت 98 % من الأسر الأردنية في المملكة، فيما تظهر ارقام غير رسمية بان نسبة انتشار الهواتف الذكية تتجاوز الـ 50 % من قاعدة اشتراكات الخدمة الخلوية في المملكة.
ولم يعد مستخدمو الاجهزة المتنقلة يعتمدون على خدمات الاتصالات التقليدية في الايام العادية أو في رمضان، حيث اسهم انتشار الهواتف الذكية في زيادة اعتماد الأردنيين على تطبيقات التراسل الفوري مثل " الواتس اب" و " التانجو" و" الفايبر" وخدمات شبكات التواصل الاجتماعي مثل " الفيسبوك" و " تويتر" للتواصل خلال الشهر الفضيل او لبث وتبادل التهاني وتبادل المحتوى الديني والترفيهي عبر هذه المنصات الاجتماعية الإلكترونية المجانية.
الى ذلك قال نائب الرئيس التنفيذي في شركة " اورانج" رسلان ديرانية بان مستخدمي الخلوي والإنترنت في رمضان تختلف أولوياتهم بشكل كامل، كما وتختلف طبيعة ووقت استخدامهم للخلوي ايضا، فضلا عن اختلاف المحتوى الذي يهتم به هؤلاء المستخدمون حيث يبدا الناس بالاهتمام بالمحتوى الديني والترفيهي اكثر ما يمكن.
واوضح ديرانية بان الصيام واهتمام الناس بالالتزام بشعائر الشهر الفضيل تجبرهم على التخلي عن الهاتف الخلوي لعدد من الساعات كساعة الإفطار وما بعدها وقت صلاة التراويح، وهي اوقات تنخفض فيها الحركة الهاتفية وبشكل لافت.
وقدّر ديرانية نسبة التراجع في الحركة الهاتفية الخلوية خلال شهر رمضان بأكثر من 15 % مقارنة بالحركة الهاتفية في الايام العادية، مشيرا الى ان رمضان الحالي يشهد ايضا تراجعا في حركة البيانات تقدر بنحو 7 %، مقارنة بالايام العادية.
واشار ديرانية ايضا الى انخفاض ساعات العمل والدوام في المؤسسات الحكومية او القطاع الخاص والتي لها دور كبير في تراجع الحركة الهاتفية في رمضان حيث تعتبر الحركة الهاتفية خلال العمل او لتسيير امور العمل واحدة المحاور الاساسية للحركة الهاتفية بالمجمل.
وفي نفس السياق، قال مسؤول هندسي في شركة خلوية رئيسية بان نسبة التراجع في الحركة الهاتفية تصل الى 15 % في رمضان مقارنة بالايام العادية، مشيرا بان مباريات كأس العالم لم تحدث ذلك التأثير الملحوظ في تراجع الحركة الهاتفية حيث يعمد متابعو هذه المباريات في العادة لتعويض مكالماتهم بعد انتهاء المباريات او ما بين الشوطين.
وأكد بان بداية رمضان تشهد ارتفاعا في الحركة الهاتفية وحركة الرسائل القصيرة للتهنئة بحلول الشهر الفضيل، ومن ثم تبدأ الحركة الهاتفية في اليوم الثالث من رمضان بالانخفاض تدريجيا، لتعاود الارتفاع بشكل لافت آخر أيام الشهر الفضيل للتهنئة بعيد الفطر.