ضبط سرقات مياه تكفي لسقاية لواء كامل

 أسفرت حملة مكثفة لوزارة المياه والري/ سلطة المياه، عن "ضبط اعتداءات على عدة خطوط مياه، ومحاولات حفر آبار مخالفة في مناطق أخرى، تقدر كميتها بأكثر من 30 ألف م3 يوميا، وهي كمية تتحمل السلطة ملايين الدنانير سنويا لتأمينها ومعالجتها"، وفق مصدر مسؤول في الوزارة.
وقال المصدر، في تصريح صفحي أمس، إن كميات المياه التي تم "وقف الاعتداء عليها خلال الحملة التفتيشية المشددة بمرافقة أمنية في بعض المواقع خلال الأسبوع الماضي، تكفي لسقاية لواء كامل من ألوية المملكة"، مبينا أن الفرق التفتيشية "ضبطت عدة اعتداءات في مناطق الغبية وأم العمد والجيزة جنوب عمان، وكذلك في الرمثا، ودير الكهف وشويعر والأزرق وفي منطقة الإرسال من مناطق البادية الشمالية في محافظة المفرق، تقوم بسرقة المياه وبيعها لشركات مقاولات عاملة في المناطق القريبة".
وأوضح المصدر أن الوزارة "مستمرة بحملتها المشددة لترسيخ سيادة القانون وتطبيق تعليمات وأحكام القانون الجديد"، مشددا على أن العقوبات الجديدة بالحبس لمدة تصل لخمسة أعوام، وغرامة بآلاف الدنانير ستطبق على المعتدين".
وفي التفاصيل، بين المصدر، أنه "تم ضبط اعتداء في منطقة شويعر على الناقل الرئيسي قطر 24 إنشا من محطة الأزرق يغذي محافظة الزرقاء ومحافظات الشمال وأجزاء من العاصمة، ومعسكرات الجيش في المنطقة باحتياجاتها من المياه النقية الصالحة للشرب، حيث يتم سحب المياه بطاقة تصل الى 250م3/ ساعة الى أحد مجاري الأودية لتشكل سيلا مائيا ممتدا لعدة كيلو مترات، ومشكلا بركا مائية يقوم مجاورون بالاستفادة منها لري مزروعات رعوية وسقاية المواشي".
وأضاف أنه تم وقف "الاعتداء وإعادة تصويب الخط وإصلاحه، وقامت الآليات بإعادة ردمه وإعداد ضبوطات بالواقعة والبدء بالتحقيق لكشف الفاعلين".
وأضاف: "في المنطقة المجاورة لمحطة ضخ الأزرق، تم ضبط اعتداء آخر لمسافة تبعد عن المحطة حوالي 500م، على خط الـ washout قطر 6 إنشات، حيث تبين أن مجهولين قاموا بتخريب الخط عبر إطلاق عدة عيارات نارية عليه وثقبه في عدة مواقع، ما أدى لتسريب أكثر من 150م3/ ساعة في أحد الأودية لتشكيل بركة مائية كبيرة، حيث تم ضبط عدد من ٍسكان المنطقة يقومون بتعبئة صهاريج محملة على سيارات لا تحمل أرقاما لنقلها الى مواقع أخرى، حيث يقومون ببيعها لشركات مقاولات عاملة في المواقع القريبة، ومنها شركات تنفذ توسعة طريق الأزرق الزرقاء، ومجاورون يقومون بري مزروعات رعوية وسقاية المواشي، وتم إعداد ضبوطات خاصة بالواقعة وإحالة المضبوطين للجهات المختصة".
وبين المصدر أنه "تم إعداد مخالفات بحق الشركات العاملة في الموقع وتغريمها مبالغ مالية كبيرة تقدر بـ68 ألف دينار لكل شركة، وعددها 4 كونها تقوم بشراء المياه من صهاريج غير مرخصة، حيث قدر المصدر قيمة المياه التي تسرق يوميا بحوالي 14400 دينار، وستتم إحالة أصحابها للجهات القضائية وأخذ تعهدات عدلية بقيمة 20 ألف دينار لكل شركة كونها تخالف تعليمات الوزارة، إضافة الى مخاطبة وزارة الأشغال العامة والإسكان لاتخاذ العقوبات بحقها، مع استكمال التحقيق والبحث عن الفاعلين الذين قاموا بالاعتداء على الخط".
وأشار إلى أنه تم أيضا "ضبط حفارة في منطقة الرمثا على طريق الطرة بمرافقة قوات الأمن العام والدرك والبادية أثناء قيامها بحفر بئر مخالفة، حيث لاذ العاملون عليها بالفرار، وتم التعرف على هوية مالكها ومالك المزرعة التي تقوم بالحفر فيها وإعداد الضبوطات القانونية بذلك والتحفظ عليها وإيداعها بمرافقة أمنية إلى مديرية المشاغل المركزية وردم البئر".
وقال إنه "تم ضبط حفارة أخرى أثناء قيامها بالحفر المخالف بمنطقة المفرق/ دير الكهف-منطقة حسن، حيث تم ضبط الحفارة وردم البئر وإعداد الضبوطات الخاصة بالواقعة وإحالتها إلى الجهات القضائية"، مبينا أن القانون الجديد نص على "عقوبة الحبس لمدة تصل الى خمسة أعوام وبغرامة تصل الى 7000 آلاف دينار مع منع استبدال عقوبة الحبس بغرامة، والأخذ بأشد العقوبات لكل من يحاول حفر بئر مخالفة بدون الحصول على موافقة السلطة".
وفي مناطق جنوب العاصمة، كشف المصدر أن "الفرق التفتيشية لدى سلطة المياه وشركة مياه الأردن وبناء على معلومات متوافرة، ضبطت اعتداءات جديدة بمنطقة الغبية/ أم العمد والشارع الرئيسي وكذلك في منطقة الجيزة"، مبينا أن فرقها العاملة "ضبطت 3 اعتداءات في الغبية قطر 2 إنش تقوم بسحب حوالي 300 م3/ ساعة عبر خط بلاستيكي يمتد مئات الأمتار بين المزارع المجاورة ويغذي عدة برك زراعية تروي عشرات الدونمات من المزروعات، ويعد ذلك أحد الأسباب الواضحة في عدم انتظام وصول المياه الى آلاف من سكان المناطق المحاذية والمجاورة".
وفي منطقة أم العمد، أوضح المصدر أنه "وردت معلومات تفيد بوجود اعتداءين على الخط الناقل قطر 800 ملم بالقرب من الشارع الرئيسي، حيث تم إعداد فرقة مجهزة من قبل سلطة المياه وشركة مياهنا بمرافقة قوات البادية الملكية وقوات الدرك مع عدد من الآليات لتنفيذ الأعمال، وتم ضبط خطين قطر 4 إنشات معتدية على الخط تقوم بسحب أكثر من 400م3/ ساعة عبر خط آخر بلاستيكي ممتد لمسافة طويلة تقوم بسحب المياه الى المزارع المجاورة، حيث توجد مؤشرات على أن الخط يقوم بالتعبئة في عدة برك زراعية إضافة الى تركيب مظلة لتعبئة الصهاريج".
وقامت فرق الطوارئ والصيانة "بفصل الخطين وإعادة تصويب الأوضاع، وإعداد الضبوطات الخاصة بالواقعة وتقدير كميات المياه المنهوبة، ومخاطبة الجهات الرسمية لكشف هوية مالكي المزارع التي تم ضبط الخط ممتدا إليها حيث ستتم مخاطبة الجهات القضائية لاستدعائهم ومحاسبتهم".
وفي منطقة الجيزة، كشف المصدر أنه "وبعد قيام وزارة الأشغال بتعبيد أحد الطرق الفرعية المتفرعة من الطريق الرئيسي عمان العقبة ومقابل متصرفية لواء الجيزة، قام أشخاص بإعادة حفر الشارع وإزالة مادة الإسفلت والحفر على الخط الناقل الموجود أسفل الطريق، وتركيب محبس بقطر 4 إنشات على الخط الناقل الرئيسي وتمديد خط بلاستيكي مغطى تحت الأرض على عمق 30 سم لسحب أكثر من 200 م3/ ساعة لري مزروعات وبرك زراعية وبيع صهاريج مياه، حيث سارعت الفرق العاملة بمرافقة قوة أمنية الى فصل الخط وإعادة تصويب الأوضاع وإعداد الضبوطات الخاصة بالواقعة".
وكشف المصدر أن الحكومة تدرس حاليا اتخاذ مزيد من الإجراءات الفاعلة وتشديد الإجراءات لضمان تنفيذ عقوبات رداعة بحق المعتدين على المصادر المائية، ومن أبرزها "اعتبار جريمة الاعتداء على المياه ومقدراتها جريمة اقتصادية".