جوقة عوض الله في مواجهة تيار المحافظين.. والرفاعي يبحث عن الشعبية متسلحا ب "ارثه"
يكثّف الطامحون لخلافة د. عبدالله النسور في موقع رئيس الوزراء هذه الأيام تحركاتهم واتصالاتهم بغية الوصول إلى غايتهم بواسطة فرق عمل تجتمع وتخطط لكل منهم بشكل يومي أو شبه يومي.
المنافسة بين 'رجالات الدولة' الذين تبوأ معظمهم منصب الرئيس بشكل رسمي في حقب سابقة واحد الوزراء الذي لعب دور الرئيس الخفي من موقعه في مرة ؛ ورئيس ديوان في أخرى، اشتدت وكأننا دخلنا مرحلة الحسم. .. وللاسف هذا الصراع تتسارع وتيرته في الوقت الذي يشهد به قطاع غزة حرب ابادة جماعية وعدوانا وحشيا غاشما تنفذه اسرائىل ضد اهلنا وناسنا بدعم مطلق من الغرب والشرق وفي الوقت الذي يتأجج فيه الصراع في المنطقة (العراق وسوريا ،وليبيا واليمن ،..) ويتعاظم به الخطر والخوف والرعب والقلق على حاضرة امتنا ومستقبل اجيالها القادمة ، كل هذا يحدث وساستنا - جهابذة العصر والزمان - منهمكون في بهلوانيات فارغة للجلوس من جديد على كراس ومقاعد مقاساتها كانت وستظل ابدا اكبر بكثير من احجامهم ومقاساتهم الهزيلة ..
المحافظون كلٌّ يغني على ليلاه..
وبينما يلحظ المراقب الفرقة في صفوف التيار المحافظ الذي يسعى أفراده للظفر بموقع الرئيس، سواء كان فيصل الفايز وحسين المجالي وفايز الطراونة وسمير الرفاعي، بدا واضحا ان من يفضّلون اطلاق تسمية 'الليبراليين' على أنفسهم متحدون خلف رمزهم 'باسم عوض الله' الساعي للعودة إلى الواجهة بعد سنوات تعرض فيها لهجوم لاذع من الشارع الأردني على خلفية برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي.
باسم السالم مايسترو الجوقة
لم يتوقف فريق العمل الساعي لعودة الوزير ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله عن الاجتماعات واللقاءات التي يعقدها بشكل يومي، سواء كان ذلك في مكاتب خاصة أو في احد المقاهي العمانية قرب الدوار السابع كما اعتاد الفريق الذي ينشط ويبرز فيه الاقتصادي ووزير المالية الأسبق باسم السالم، وهو الرجل المقرّب من مركز صنع القرار..
فريق عمل عوض الله وكما تشير الأنباء يضم عددا لا بأس به من النواب والسفراء والاقتصاديين، ويبدو ان هناك جهودا متواصلة لتوسيع ذلك الفريق بضم مزيد من النواب الذين عارضوا عوض الله نفسه في أوقات سابقة.
صراع المحافظين وفريق عمل الولائم
رغم محاولات التوحد أو على اقل تقدير تنسيق الجهود من قبل رموز في تيار المحافظين، والتي بدت من خلال إحدى 'المصاهرات'، إلا ان الصراع ظل محتدما بين اخرين كثّفوا من عملهم للوصول إلى هدفهم، واتسم العمل في معظمه بالاعتماد على الولائم التي أفرزت الجزء الأكبر من فريق عمل كل منهم.
اخبار الولائم التي دُعي إليها رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، لم تكد تغيب عن وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، ولبّى الرجل كل الدعوات.. في المدن والقرى والمحافظات.. حتى أن أحد رموز الدولة المخضرمين أطلق عليه لقب 'القروي' لكثرة ما قضى ولبّى دعواتٍ في عدة قرى.
وبينما فضّل الرفاعي ردّ تلك الولائم بدعوة مجموعة محدودة للغاية من الوزراء وموظفي الدولة الذين يعتقد ان له فضلا كبيرا عليهم بتعيينهم وتبوئهم مواقهم ليكونوا مجموعة عمله، رأى الفايز ان توسيع نطاق الدعوة إلى وليمته سيكون أكثر جدوى ونفعا للوصول إلى الهدف المنشود..
الرفاعي بين الإرث والتوريث
بدا رئيس الوزراء الأسبق، سمير الرفاعي، واثقا من نفسه حين تطرق في مقابلته الأخيرة مع صحيفة الدستور إلى مسألة 'الإرث والتوريث' والفرق بينهما، وأصر على انه لم يورّث منصبه وانه فخور بإرثه..
ليس من المنطق أحيانا قبول فصل الارث الاجتماعي عن التوريث، بخاصة ان ربي الوارث وعاش حياته في منزلٍ الجدّ والأب فيه من رجالات وصناع القرار في الدولة، والإرث أصلا يتأتى بما يتركه الاباء والأجداد من سمعة وصورة.
وبينما تستمع لـ'سِيَر' رجال الدولة وسياساتهم، تستوقفك سيطرة مشاهد 'انتفاض الشارع' عند الحديث عن حقبة 'الرفاعي'، سواء في 1989 عندما ثار الأردنيون في هبة تشرين ابان تولي الرفاعي الأب مسؤولية الحكومة أو 2011 عندما انطلقت شرارة الحراك الأردني اعتراضا على النهج السياسي والاقتصادي لحكومة الرفاعي سمير.
واضح ان الإرث الذي يتمتع به 'الرفاعي' امتاز دائما بأنه لم يحظ بالشعبية! وهو ما علّق عليه سابقا بالقول انه لا يبحث عن الشعبية.. لكن يبدو ان الأمر اختلف مؤخرا، وربما الأخبار المتوالية عن 'ولائمه' كانت رسالة لصاحب القرار 'ان الشعب الذي خرج قبل أعوام على حكومتي لم يعد بيني وبينه أي صدام أو خلاف'!
مالذي جدّ على الرفاعي حتى يتناسى قوله بأنه 'لا يبحث عن شعبية'؟! هل اقتنع الرجل بضرورة وجود قبول وحاضنة شعبية؟! لا أحد يعلم..
رئيس الظل..!
حرص تيار طارئ لا يرى خلافا مع 'الليبرالي' على دخول معركة الرئاسة، ولو كان ذلك بطرح خيار خيالي 'مائع' يهدف في الأساس لكسب مقاعد وزارية أو على الأقل وضع قدم في الدوار الرابع تمكنهم من رمي توجيهاتهم في أذن رئيس قد لا يهتم بشأن الأردن والأردنيين..
ذلك التيار يحاول الترويج لخيار 'رئيس' من تيار المحافظين لكنه في الحقيقة منفذّ لأوامر وتوجيهات الليبراليين! ربما شغف البعض بالحصول على مقعد الدوار الرابع مهما بلغت التكلفة ورغبة التيار الطارئ هذا بكسب الطرفين المنطق الذي بني عليه خيار 'رئيس الظل'.
بين كل تلك المخططات والولائم واللقاءات في المقاهي، وجد العديد من الشخصيات 'الطامحة' وسائل ومنابر اعلامية سخّرت نفسها لأهداف شخصية ومكاسب خاصة منتظرة في حال كسب 'مرشحهم' معركة الرئاسة التي تبدو قد اقتربت من نهايتها خلال أشهر قليلة قادمة..