مختصون: داعش أغلبية بالتيار السلفي الجهادي الأردني
يشهد التيار السلفي «الجهادي» الأردني، ازديادا في أعداد أنصار «داعش»، حيث يقدر بعض المختصين أنهم «باتوا يشكلون الأغلبية في التيار في الأردن»، وذلك بعد أن أصبح لهم كيان في العراق وسورية، ونتيجة لهوية الحرب التي تقودها «داعش»، في ما أكد مراقبون ان عدد «التيار» لا يتجاوز سبعة آلاف، بات «معظمهم» من أنصار «داعش».
التيار «الجهادي» الاردني، يعاني انقساما واضحا منذ فترة طويلة، كامتداد لانقسام التيار عالميا وإقليميا، تحديدا بعد اندلاع الخلاف المسلح بين تنظيم جبهة النصرة و»داعش» في سورية، بل ويعود الانقسام في التيار أردنيا إلى أيام الاحتلال الأميركي للعراق العام 2003، وظهور شخصية أبو مصعب الزرقاوي، الذي كان يتزعم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قبل مقتله العام 2006، وكان له أنصار في التيار، عرفوا بأتباع مدرسة الزرقاوي، كانوا يقدمون القتال على الدعوة، في المقابل كانت هناك مدرسة أبو محمد المقدسي، والتي «كانت تقدم الدعوة على الجهاد»، بحسب مختصين.
وفيما تتبع فئة الشباب في التيار لمدرسة الزرقاوي، بالإضافة إلى المنتسبين الجدد للتنظيم، تشهد مدرسة المقدسي، الذي يعتبر منظر السلفية الجهادية في العالم، ومرجعية للعديد من التنظيمات الإسلامية المسلحة، التابعة لتنظيم القاعدة، تراجعا لافتا في شعبيتها، وتحديدا منذ بدء الأزمة السورية، وظهور «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)».
ويشير مراقبون إلى أن المقدسي قام مؤخرا بمجموعة جولات وجهود، لإعادة توحيد صفوف التيار، والحوار مع أنصار «داعش»، ما يشير إلى أن «التيار السلفي» في الأردن، بات في معظمه في أحضان «داعش».
ويقول قيادي بما أسماه بـ»السلفية الإصلاحية»، التي تراقب مشهد كافة الحركات السلفية: «إنه من خلال الاستقراء والمطالعة، فإن هنالك ازديادا كبيرا جدا في عدد انصار «داعش»، وأصبح هناك تعاطف كبير معها من معظم منتسبي التيار السلفي «الجهادي»، وتحديدا في معاقله بالزرقاء والرصيفة ومعان والسلط».
ويعتبر القيادي، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الذين أصبحوا من أنصار «داعش» كانوا عبارة عن خلايا نائمة، وهم أصلا من مدرسة الزرقاوي، التي تفضل القتال وإراقة الدماء، بعيدا عن الدعوة، مشيرا إلى أن سبب زيادة أعداد أنصار «داعش» يعود لظهور كيان لها بعد إعلان «دولة الخلافة» بقيادة البغدادي» في العراق.
وبخصوص جولات المقدسي، يتابع القيادي: «أنها كانت لمحاولة العودة عن تأييد (داعش)»، مشيرا إلى أن المقدسي «قادر على الحوار وشخصيته تحظى باحترام وتأييد داخل التيار».
وأشار القيادي إلى أن الحوار «يشمل حتى من هم داخل السجون».
فيما يرى الخبير بالحركات الإسلامية الدكتور محمد أبو رمان أن «اضطهاد النظام السوري لشعبه في الأزمة السورية، في ظل صمت المجتمع الدولي، ومعارك «داعش» التي تقوم على هوية طائفية، كانت من أهم الاسباب، التي أدت الى زيادة أنصار «داعش» بالتيار أردنيا.
وبحسب أبو رمان، فمن الصعب تحديد عدد أنصار «داعش» أو «النصرة»، أو حتى عدد التيار السلفي في الأردن بشكل عام، ولكن مؤشرات وتقديرات معينة يمكن ان تعطي تقريبا لهذا الرقم.
ويعود أبو رمان ليربط ارتفاع عدد منتسبي التيار بالأزمة السورية قائلا: «الملاحظة بهذا الموضوع أن أنصار السلفي «الجهادي» تضاعف عددهم بشكل ملحوظ، وذلك بسبب أحداث سورية، وبالتالي صعود «داعش» و»النصرة» بشكل لافت، كرد فعل على ما يقوم به النظام السوري، في ظل غياب المجتمع الدولي، عن وقف أعمال العنف المرتكبة بحق السوريين».
ويتابع أن «هذا الصراع أتخذ الطابع الطائفي (سنة وشيعة)، وهذا يعزز من دعاية هذا التيار، بالإضافة إلى ما تعرض له الفلسطينيون في مخيم اليرموك بسورية»، والذي عزز الانتماء لهذا التيار، وفقا لأبو رمان، الذي نوه إلى أن «الصراع في سورية والعراق يأخذ طابعا طائفيا من حيث الهوية، وأدى ذلك إلى خلق جيل جديد أقرب الى «داعش» من «النصرة» كون الأولى «تبني خطابها ودعاية التجنيد على الصراع السني الشيعي».