الحركة الإسلامية تؤكد على خيار المقاومة وتدعو لـ"الاستثمار" في انتصارات غزة
فيما أكدت الحركة الإسلامية دعمها للمقاومة الإسلامية في قطاع غزة، وخيار الجهاد كسبيل وحيد لتحرير فلسطين، نددت بما أسمته بـ"التواطؤ الرسمي العربي"، واعتبرت الموقف الحكومي الأردني "قاصرا أمام حجم التضحيات التي قدمها أهالي غزة".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده أمين عام جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور، ونائب المراقب العام للإخوان المسلمين زكي بني ارشيد أمس، اعتبرا فيه "أن العدو الصهيوني فشل فشلا ذريعا في غزة وأن المجاهدين أخرجوا العدو مذلولا منها".
ودعا القياديان إلى المشاركة في المهرجان الجماهيري الذي تقيمه الحركة الإسلامية مساء غد الجمعة في طبربور، احتفاء "بالنصر في غزة".
وشددا على ضرورة الاستثمار في "الانتصارات التي حققتها المقاومة في غزة سياسيا"، فيما اعتبر منصور أن العودة إلى الحراك الشعبي وتبني انطلاق فعاليات جماهيرية تضامنية مع غزة، تستدعي أيضا مواصلة الحراك الجماهيري المطالب بالإصلاح السياسي الشامل، مجددين المطالبة "بإعلان بطلان اتفاقية وادي عربة، وطرد السفير الإسرائيلي من عمان".
وقال منصور إن المقاومة في غزة "كسرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر"، رائيا أن الاحتلال الصهيوني لم يتمكن من تحقيق "أهدافه المعلنة للحرب على غزة، وأن دخوله البري الى القطاع لم يكن شاملا، والهدف منه لم يكن لتدمير الأنفاق" كما ذكر.
وفيما أشاد منصور بالموقف القطري من العدوان على غزة، "انتقد منصور المواقف العربية عموما" حيال أحداث غزة، خاصة التي "انحازت إلى آلة القتل الصهيونية" بحسب وصفه.
كما هاجم بشدة موقف القيادة المصرية من غزة، رافضا في الوقت ذاته إعادة مصر التي رأى "أنها تمر بأزمة"، الى عهد مبارك، والإبقاء على حصار الشعب الفلسطيني في القطاع.
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، وعودة الحركة الإسلامية إلى الشارع، قال منصور إن "الشارع العربي استعاد عافيته وبما يدعو إلى استئناف مواصلة المطالبة بالإصلاح السياسي".
وقال، "الفعل الشعبي تعتريه حالات انكماش وانطلاق، وجاء الربيع العربي ليطلق يد الشارع العربي، وجاءت المؤامرة على الربيع العربي لتضع عراقيل جديدة في وجه المطالبين بالإصلاح"، رائيا أن المقاومة الفلسطينية لم تنجح في غزة فقط بل نجحت عربيا وإسلاميا وعالميا بدليل انطلاق خمسين ألف متظاهر أمام البيت الأبيض.
من جهته، اعتبر بني ارشيد أن الانتصارات التي تحققت في قطاع غزة مدعاة للاستثمار، وأن الانتصار لم يعد موضع جدل ونقاش، مشيرا الى أن "الرهان على فشل المقاومة بعد الذي أنجز لم يعد له مكان"، خاصة بعد أن اعترف العدو الصهيوني اعترافات متكررة بفشله وهزيمته.. خيار المقاومة انتصر".
وفيما أشاد بني ارشيد بمواقف دول أميركا اللاتينية، أشار الى دول "ما يسمى بالاعتدال" التي وصفت (حماس) بأنها جماعة إرهابية، وحاولت "قطع الطريق على من صنع النصر بدمائه وثباته وقطع الطريق على الاستثمار في المستقبل".
وأكد أن من حق "من صنع النصر بالتضحيات بل من واجبه أن يستثمر النصر، وأي نصر عسكري في الميدان دون استثمار سياسي يصبح حدثا تاريخيا ليس له قيمة أو وزن".
وأعرب بني ارشيد عن اعتقاده بأن الحرب لم تنته في غزة بعد، وأن الاشتباك السياسي مستمر، في محاولة استحضار السيناريوهات المقبلة، بحسب وصفه، لافتا الى أن لدى المقاومة أوراقا كبيرة وكثيرة وروحا قتالية عالية.
واعتبر أن ملف الأسرى والمعتقلين هو "الملف الأبرز في المرحلة القادمة" وأن المقاومة بصدد "إدارته سياسيا"، وكذلك متابعة "مجرمي الحرب والإبادة الجماعية".