الملك عبدالله الثاني يشارك في قمة "الناتو"
يشارك الملك عبدالله الثاني في قمة حلف شمالي الاطلسي 'الناتو'، التي تستضيفها المملكة المتحدة يومي الخميس والجمعة، والتي تشكل فرصة دورية لرؤساء الدول الأعضاء في الحلف للإلتقاء والتشاور حول مختلف التحديات العالمية.
ويتصدر تهديد تنظيم الدولة الاسلامية 'داعش' ، جدول اعمال القمة، حيث يسعى الرئيس الامريكي باراك اوباما الدفع في اتجاه تشكيل تحالف دولي لدحر التنظيم، قد يكون الاردن جزء منه.
وعشية انعقاد القمة ، وقع 21 نائبا في الجلسة الصباحية لمجلس النواب اليوم , على مذكرة تبناها النائب خليل عطية يطالبون فيها الحكومة بعدم الاشتراك مع أي طرف يراد به الزج بالأردن تحت شعار القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق والمعروف باسم 'داعش'.
كما رفض النواب بشكل قطعي الاسهام بهذه المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية مشددين على أن الأردن ليس طرفا في هذه الحرب بقولهم ' هذه الحرب ليست حربنا'.
وكانت صحيفة عكاظ السعودية قد كشفت ان الاردن قدم للناتو خطة سرية لمواجهة 'داعش' الذي يهدد بالتقدم في أراضي الأردن، سيتم بحثها خلال القمة.
'حربنا ام حربهم ؟' سؤال قديم جديد عاد ليطرح بقوة على مائدة السجال السياسي الداخلي، اذ سبق ان اثار التعاون الاردني اللوجستي في الحرب الامريكية ضد القاعدة بافغانستان جدلا واسعا في الشارع الاردني في سياق السؤال ذاته ، واليوم يتجدد السؤال في خضم الحديث عن دور اردني فاعل في اي تحالف دولي قد يتم تشكيله للتصدي لداعش، مع اختلاف كبير بين الدور الاردني في التحالف الدولي ضد القاعدة في افغانستان، ودوره المتوقع ضد 'داعش' اذ ان الاخير لا يفصله عن الاراضي الاردنية سوى بضع كيلومترات.
هي حرب الجميع ، يقول المحلل الاستراتيجي د.عامر السبايلةويضيف 'لكنها ليست حرب عسكرية فقط(....) هي حرب مجتمعية و انقلاب على نهج سياسي حكمت فيه هذه المجتمعات طوال السنوات الماضية والتي ادت الى تفريخ كل هذه الكراهية والحقد على الاخر وحب القتل والدماء'.
وكان السبايلة رأى في مقال نشر الخميس، ان ' الاسباب التي أنتجت الارهاب وفرّخته على مدار السنوات السابقة هي التي يجب مكافحتها لأن المواجهة مع ماكنة تفريخ مستمرة أقرب في صورتها الى الاورام السرطانية هي معركة خاسرة، ولا يمكن الاستمرار في مواجهتها عسكريا وامنيا فقط.
ويتابع 'من يريد ان يواجه الارهاب عسكريا لا بد ان يكون على قناعة انه مضطر لمواجهته فكريا وثقافيا ومجتمعيا وسياسيا، خصوصا ان التقصير في مواجهة هذه الافكار والتوجهات يبدو لوهلة انه مقصود وممنهج. وتكفي دراسة بسيطة للواقع المجتمعي لتثبت حجم التقصير في مواجهة هذه الايديولوجيات على الصعيد التنفيذي، غياب مشروعات التنمية، والسقوط المدوي للتعليم والصحة ومفهوم العدالة الاجتماعية، واختفاء معالم الحياة في معظم المدن والقرى مما يجعل ابناءها امام خيار واحد فقط، التطرف للانقلاب على واقع الاغتراب المجتمعي، والبحث عن هوية تعبيرية في ظل غياب واضح للهوية الوطنية، والتعويض بمشاعر افتراضية عن حالة الانتماء لقضية ما في ظل غياب مشاعر التفاعل الحقيقية الناتجة عن شعور امتلاك قضية وطنية'.
الى ذلك ، ذكر تقرير لوكالة الانباء الفرنسية ان اوباما يواجه مهمة شاقة في بلورة اقتراحه تشكيل تحالف دولي للقضاء على تنظيم 'الدولة الاسلامية' في الشرق الاوسط حيث يغلب الانتماء الطائفي وتجري حروب بالوكالة وسط تدهور مصداقية الولايات المتحدة.
وبحسب الوكالة الفرنسية فان اي تحالف يمكن ان يشمل تعاونا بين وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) واجهزة استخبارات دول حليفة مثل السعودية والاردن وتركيا يعني ان الكثير من العمليات ستبقى مصنفة سرية.
من جانبه ، قال ماثيو اولسن مدير المركز الوطني لمكافحة الارهاب في واشنطن ،الاربعاء ان لبنان وتركيا والاردن والسعودية تعمل اساسا 'بشكل واضح او اقل علنية' مع واشنطن على مواجهة تهديد 'الدولة الاسلامية'.
وقال 'هناك كل الاسباب التي تدفع للاعتقاد، استنادا الى ما حصل حتى الان، بانه (التحالف) سيلتئم'
وسيوفد الرئيس الامريكي وزير الدفاع تشارك هيغل ووزير خارجيته جون كيري ومنسقة شؤون مكافحة الارهاب في البيت الابيض ليزا موناكو الى الشرق الاوسط.
وتبقى تساؤلات كبرى تحيط باقتراح اوباما لان تشكيل مثل هذا التحالف المعقد سيتطلب التزاما وحنكة دبلوماسية واسعة في شؤون الشرق الاوسط وهو امر لا يتطابق مع وضع الادارة الحالية التي تنهي حروبا في الخارج واعلنت تغيير استراتيجيتها لتركز على آسيا.
كما ان طاقة اوباما ورصيده السياسي يتراجعان بشكل متسارع حيث ان معارضيه لا يزالون يهزأون من تصريحه بان ليس لديه بعد استراتيجية لمواجهة تنظيم 'الدولة الاسلامية' في سوريا..
وقال اوباما في استونيا الاربعاء 'ما يجب ان نقوم به هو الحرص على اننا ننظم العالم العربي والشرق الاوسط والعالم الاسلامي، الى جانب المجموعة الدولية لعزل هذا السرطان'.
وقد اثار الصعود المفاجىء لهذا التنظيم الاسلامي المتطرف في سوريا والعراق قلقا كبيرا في المنطقة وادى الى خلط الحسابات السياسية.
فايران على سبيل المثال سحبت دعمها لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد الفوضى التي خلفتها الانتخابات لا سيما وان عدة اطراف عزت صعود 'الدولة الاسلامية' الى سياسته الطائفية.
وفي اجتماع نادر بحث نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان الاسبوع الماضي مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في جدة سبل 'مواجهة التطرف والارهاب'.
وفي اطار سعيها لوضع استراتيجية خاصة بها، ركزت واشنطن على عامل القلق الذي يسود لدى الدول الاقليمية.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست 'من الواضح انه من مصلحة الدول المجاورة لسوريا والعراق، حتى الدول السنية، الا يكون لديها تنظيم عنيف ومتطرف يبث الدمار في محيطها'.
وتقول نورا بن ساهل من مركز الابحاث حول الامن الاميركي الجديد 'سيكون تحديا كبيرا جدا بالفعل نظرا لكل تلك المصالح المتقاطعة في المنطقة'.
واضافت 'لكنه امر ضروري جدا، يجب المضي فيه للدول التي تريد ان ترى الدولة الاسلامية تنهزم'.
وكلمة السر في الاونة الاخيرة كانت 'التحالف' بعد اعدام تنظيم الدولة الاسلامية صحافيين اميركيين الذي اظهر ان الولايات المتحدة تواجه فعليا حربا جديدة في الشرق الاوسط.
وهذه الكلمة اعادت الى الاذهان التحالف القوي الذي شكله الرئيس جورج بوش الاب لاخراج قوات صدام حسين من الكويت في 1990-1991 ثم في عهد ابنه جورج بوش عند اجتياح العراق في 2003.
لكن اي تحالف جديد بقيادة الولايات المتحدة والذي سيجنب اوباما خوض حرب احادية الاجانب في الخارج، سيكون على الارجح تجمعا اقل علنية ما يعكس السياسة الصعبة في منطقة تواجه خطر الانهيار.
ومجرد احتمال الحصول على موافقة ايران الشيعية والسعودية السنية على عدم عرقلة جهود كل من الدولتين ضد 'الدولة الاسلامية' يبدو امرا صعبا.
وفي سيناريو معقد اخر، فان واشنطن تدعم حكومة بقيادة الشيعة في بغداد تحظى ايضا بدعم ايران، في مواجهة الجهاديين السنة من 'الدولة الاسلامية'.
وترفض واشنطن فكرة التعاون مع الرئيس السوري بشار الاسد. ترفض ادارة اوباما فكرة توحيد قضيتها مع قضية الاسد الذي تعتبره 'مجرم حرب'.
لكن الاسد سيستفيد من اي جهود اميركية لسحق 'الدولة الاسلامية' على اراضي بلاده.
وفي العراق تقصف الولايات المتحدة اهدافا للدولة الاسلامية منذ عدة اسابيع ما ادى الى تقدم القوات الحكومية العراقية والقوات الكردية.
لكن ليس هناك شركاء جاهزين لاستغلال مرحلة ما بعد الضربات الاميركية على الدولة الاسلامية في سوريا، ما اعاد احياء الجدل حول فشل اوباما في تسليح المعارضة المعتدلة السورية.
واي تحالف اميركي سيتطلب دعما سياسيا كبيرا من حلفاء اميركا الاوروبيين.
وفي بريطانيا على سبيل المثال من غير الواضح ما اذا كان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون سينضم الى حملة الضربات الاميركية بعد سنة على رفض البرلمان البريطاني توجيه ضربات جوية ضد دمشق سبب استخدامها اسلحة كيميائية.
لكن فرنسا اشارت الاربعاء الى ان عملا عسكريا في سوريا قد يكون ضروريا.
والانشطة الاخرى مثل قطع تمويل 'الدولة الاسلامية' يمكن ان يكون علنيا اكثر. لكن اي تعاون ضمني بين ايران والولايات المتحدة سيبقى بالتاكيد طي الكتمان.
ويقول بريان كاتوليس من مركز التقدم الاميركي ان 'التحالف الواسع الذي شهدناه في 1991' لن يتكرر.
ويضيف 'انها منطقة مختلفة تماما'.
وتقول واشنطن ايضا ان الانتصار على 'الدولة الاسلامية' رهن بتشكيل حكومة وحدة وطنية في بغداد.
لكن مع الانقسام السائد في العراق فليس هناك ضمانات بان حكومة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي ستكون شاملة اكثر من حكومة المالكي.