حازم الناصر ينقل بئر زمزم من مكة المكرمة إلى البادية الشمالية إكراماُ لرحيل غرايبة وصحبه
الوزير الأردني شأنه شأن وزراء جميع الدول مطلوب منه أن يكون رجل علاقات عامة ومجاملات من الطراز الأول، ولكن أن يصل في مجاملاته إلى درجة لا يصدقها عقل فهذا مستهجن وغير مقبول.
هذا ما فعله وزير المياه حازم ناصر عندما التقى بمطلق مبادرة ' زمزم ' الدكتور ارحيل غرايبة وأعضاء المبادرة فأراد أن يجاملهم فوعدهم بإخراج ماء زمزم من بطن البادية الشمالية في الأردن !
الثابت شرعياً أن ' ماء زمزم ' لا شبيه لمواصفاتها على سطح الأرض، ومع ذلك وبكل سهولة يأتي وزير المياه الأردني الذي أراد المبالغة بتكريم ارحيل غرايبة وصحبه فيؤكد لهم أن ماء زمزم موجودة في البادية الشمالية الأردنية، ونفهم ضمناً أن زمزم لا توجد في مكة المكرمة وحدها بحسب الناصر.
تفتقت عبقرية الناصر عن اسلوب مجاملة لا يخطر على بال، فمن يقابله هو صاحب مبادرة ' زمزم ' فلماذا لا يعده بمياه زمزم، وهكذا يرتاح ارحيل غرايبة وصحبه وجميع الأردنيين من السفر الشاق إلى مكة المكرمة فماء زمزم في باديتهم الشمالية، ولا يبقى إلا أن ننصب كعبة ونقيم الصفا والمروة وجبل وعرفات ونعيد عهد ( مسيلمة الكذاب ) ونقول لأشقائنا السعوديين ' لديكم حجكم ولدينا حجنا بماء زمزمنا وبجميع ألأمامكن اللازمة لشعائر حجنا !'.
بالفعل لم نكن نتوقع أن يصل الأمر بحازم الناصر أن يستهين بقدسية ماء زمزم في قلوب وضمير الأردنيين فيدعي وجودها في البادية الشمالية لأجل عيون ارحيل غرايبة وأصدقائه وزملائه في مبادرة زمزم.
نتساءل : إذا استضاف حازم الناصر أحد موفد من الفاتيكان هل سيعده بماء نهر الأردن المقدس أن يخرجه له نهر الأردن الثاني من باطن جبل القلعة في عمان حتى يكرمه ويريحه من حر الأغوار ؟!