جهاديون «أردنيون» في سوريا ينتظرون عفوا للعودة
طالب المحامي عبد القادر الخطيب الذي يترافع في قضايا التنظيمات الإسلامية صاحب القرار بإصدار عفو عن المقاتلين الأردنيين في سوريا الذين يبدون رغبتهم بالعودة من هناك، والسماح لهم وتسهيل دخولهم إلى أراضي المملكة.
وقال الخطيب إن هناك العديد من الشباب الذين غادروا الأراضي الأردنية إلى سوريا لقتال في سوريا، اكتشفوا أن بقاءهم هناك بات أمر صعب لا يحبذونه، وذلك خوفا من وقوعهم في فتنة الاقتتال الذاتي.
وكشف أنه وصل إلى مسامعه بحكم عمله محاميا، أن كثيرا من الشباب الذين توجهوا إلى سوريا، اصطدموا بالواقع، حيث الاقتتال بين المجاهدين أنفسهم، لذلك قرر هؤلاء أن يعودوا إلى البلاد للنأي بأنفسهم عن الفتنة.
ولفت إلى أنه بالرغم من ذلك، فإن هؤلاء الشباب يبدون تخوفهم من العودة إلى المملكة خوفا من الاعتقال والسجن، وهو ما حدث بالفعل مع بعض ما عاد من هناك، متسائلا لماذا لا يخطو صاحب القرار خطوة باتجاه العفو أسوة بالمملكة العربية السعودية.
وكانت السعودية قررت تسهيل عودة مواطنيها الذين يقاتلون في سوريا، عبر سفارتها في أنقرة، وذلك بعد القرار الملكي، القاضي بسجن من يقاتل خارج المملكة أو ينتمي لتيارات دينية ، وإعطاء مهلة الـ 30 يوماً ليكون ذلك الأمر داخل حيز التنفيذ.
وكانت توجيهات صدرت من جهات عليا سعودية بتسهيل عودة السعوديين المغرر بهم من مناطق القتال في سوريا، بعد علم السلطات المحليةبأن هناك رغبة كبيرة لدى عدد منهم في العودة.
وعملت السفارة السعودية في تركيا على تسهيل عودة السعوديين الذين تورطوا في القتال في الأراضي السورية، بعد أن اختلف الأمر عليهم داخل التنظيمات الجهادية في مناطق القتال.
وحول تخوف السلطات المحلية من عودة هؤلاء المقاتلين وما سيشكلونه من خطر على الأمن الداخلي، في حال قرروا تكوين خلايا نائمة، اوضح الخطيب أن السماح لهؤلاء المقاتلين العودة إلى المملكة علنا وتحت إشراف وأعين الأجهزة الأمنية ومراقبتهم بعد ذلك، أفضل من عودتهم بطرق غير شرعية، إضافة إلى ما سينتج عن ذلك من قلاقل ومشاكل تمس الأمن الداخلي نحن بغنى عنها.
على الصعيد ذاته، أبدى القيادي في التيار السلفي الجهادي محمد الشلبي "أبو سياف" موافقته على إصدار عفو والسماح لمن أراد من المقاتلين الأردنيين العودة إلى المملكة بالموافقة على عودته من سوريا.
وقال "أبو سياف" إنه على علم بأن هناك من المقاتلين الأردنيين في سوريا من أبدى رغبته بالعودة إلى الأردن، موضحا أن بعضهم يريد العودة لأسباب عائلية بحتة، وآخرون خوفا من الوقوع في فتنة الاقتتال الداخلي.
وأشار "أبو سياف" إلى أنه سبق أن تقدم بهذا الاقتراح للأجهزة الأمنية، ولكن لم يتم الرد عليه إلى الآن، بحجة دراسة الموضوع.
وتشير معلومات غير رسمية إلى أن عدد الأردنيين المقاتلين في سوريا ، يصل زهاء 3000، فيما قتل منهم حوالي 220 أثناء قتالهم ضد النظام السوري، في حين تتوقع مصادر أن عدد المعتقلين من التيار السلفي داخل السجون يبلغ نحو 160 معتقل.