الفساد تتعامل مع 785 قضية خلال العام
تعاملت هيئة مكافحة الفساد مع 785 قضية خلال العام الحالي ، حفظ منها 295 بعد التدقيق، فيما تعاملت وبصورة قانونية كملفات مع 150 قضية، وفقا لامين عام الهيئة علي الضمور .
واكد الضمور خلال المحاضرة التي القاها مساء امس، بدعوة من جمعية اصدقاء الشرطة، ان ثمة ارادة سياسية حقيقية في الاردن لمحاربة الفساد، معتبرا ان الاعتراف بوجود الفساد هو الخطوة الاولى نحو مكافحته، بعيدا عن المبالغة في حجمه.
وقال ان الهيئة تلقت 1808 شكاوى، وبعد تدقيقها تبين ان 1151 منها تفتقر للصحة ولم تعزز ببينات، داعيا الى ضرورة ايجاد ثقافة مجتمعية، تمكن الهيئة من القيام بواجبها على أفضل وجه.
واشار خلال المحاضرة التي ادارها رئيس الجمعية شاكر حداد الى ان الحديث عن مكافحة الفساد بشكل جدي والبحث عن اسبابه جاء بعد الازمة المالية العالمية التي حدثت عام 2008 عقب انهيار المؤسسات المالية الكبرى والتي اكدت ان سبب الفساد فيها هو العنصر البشري والادارات السيئة وغياب الحوكمة والمؤسسية، الى جانب الجشع والطمع لدى تلك الشركات الامر الذي افقدها مليارات الدولارات.
وبين انه لا يمكن محاربة الفساد دون وجود انظمة وقوانين وتشريعات ومحاسبة بوجود قضاء مستقل ونزيه، الى جانب تشريعات قانونية وجهات رقابية مؤسسية، مشيرا الى ان الهيئة هي جهة رقابية تقوم بدورها وليست بمعزل عن باقي الجهات الرقابية الاخرى.
واضاف أن هناك شيئا جديدا اضيف للقانون وهو الواسطة والمحسوبية باعتبارهما المعبر الرئيس لكل انواع الفساد، سواء كان ادرايا او ماليا، مشيرا الى ان الفساد في الاردن موجود في القطاع الخاص اكثر منه في القطاع العام، بسبب الادارات السيئة وتضارب المصالح وعدم وجود مدونات سلوك اخلاقية.
وقال الضمور ان هناك فسادا يسمى فساد النخب، الذي يمارسه البعض ممن هم في مواقع المسؤولية ويستغلون وظائفهم ومراكزهم، معتبرا ان هذا النوع من الفساد يشرف عليه متنفذون يستغلون مناصبهم لتحقيق منافع خاصة، لاسيما وان ثمة قوى ضاغطة تستطيع ان تشرع انظمة وقوانين لتحقيق مكاسب لمصلحتها.
واوضح ان الهيئة تقوم بدور وقائي يمنع الفساد قبل وقوعه ما امكن، مثلما نقوم بالتحري وجمع المعلومات والكشف عن التجاوزات والمخالفات وهذا هو استقصاء الجرائم حسب القانون والتحقيق في قضايا الفساد باعتبار ان الهيئة تتمتع بصفة الضابطة العدلية ولديها صلاحيات المنع من السفر والحجز التحفظي على الاملاك وكف اليد عن العمل حتى تنتهي اجراءات التحقيق.
وقال ان من التحديات التي واجهت الهيئة، التبيلغ عن قضايا الفساد، وضرورة وضع حماية قانونية للمبلغ والشاهد والخبير في قضايا الفساد، معتبرا ان هذه المشكلة تم تجاوزها بوضع نظام لهذا الغرض بعد تعديل القانون من شأنه حماية المبلّغ.
وأضاف " من التحديات أيضا بعض قضايا العطاءات والمشتريات التي تبرز فيها ظاهرة الواسطة والمحسوبية، باعتبارهما يشكلان خطرا على المال والمجتمع"، مؤكدا ان نصوصا ادرجت في القانون تخوّل الهيئة ان تطلب من القضاء وقفا فوريا للعقد قبل ان يستمر في مراحله القانونية.