آخر الأخبار
ticker تحذير إسرائيلي ومؤشرات على إعادة بناء قدرات إيران الصاروخية ticker تمديد دوام دائرة ضريبة الأبنية والأراضي في المفرق ticker المستشفى الميداني الأردني نابلس9 يباشر تقديم خدماته ticker اختتام اجتماعات اللجنة الفنية الزراعية الأردنية الفلسطينية المشتركة ticker رئيس لجنة بلدية مادبا يضيء شجرة عيدالميلاد في ماعين ticker إضاءة شجرة عيد الميلاد في مركز زوار البترا ticker المفرق: حفر 458 بئرا للحصاد المائي ticker رئيس اللجنة الزراعية في النواب يشيد بجهود الوطني للبحوث الزراعية ticker إقبال كبير .. 509 متدربين يسجلون في معهد مهني المفرق ticker صدور النظام المعدّل للأبنية وتنظيم المدن والقرى لسنة 2025 ticker ٤٩ محامياً يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل ticker الاستهلاكية المدنية: مختلف أنواع المدافئ بأسعار منافسة ticker الإقراض الزراعي تطلق برنامج إعفاء للحالات الإنسانية ticker ترجيح تخفيض أسعار البنزين قرشين والديزل 5.5 قروش ticker بنك الاتحاد يستحوذ على البنك العقاري المصري في الأردن ticker تجارة الأردن تشارك في اكبر تجمع اقتصادي للقطاع الخاص العربي ticker مؤشر بورصة عمّان يسجل ارتفاعاً تاريخياً بوصوله إلى النقطة 3506 ticker الجمارك: لا تمديد لإعفاءات الغرامات وتدعو للاستفادة من المدة المتبقية ticker إيلون ماسك أول شخص في العالم تتجاوز ثروته الـ 700 مليار دولار ticker العموش يسأل الحكومة عن تحركات السفير الأمريكي الجديد

رؤساء الحكومات السابقين يمارسون فن النفائس في خطبة العرائس

{title}
هوا الأردن - الدكتور أنيس خصاونة

معلوم للجميع أن الشخصيات العامة التي سبق وأن لعبت أدوارا في خدمة الأوطان من مواقع رئاسة الدولة أو رئاسة الوزراء أو الوزراء وغيرهم تبدأ بممارسة أعمال أو مهام مفيدة للأوطان عند انتهاء مهام مناصبهم أو إحالتهم للتقاعد.


نرى في الغرب مثلا أن رؤساء الدول أو رؤساء الحكومات ينخرطون بعد تقاعدهم في أعمال القطاع الخاص والاستثمار أو ممارسة الأعمال التطوعية لخدمة مجتمعاتهم .


وحتى في المجتمعات النامية فإن بعض هؤلاء القادة المتقاعدون يكرسون وقتهم لكتابة مذكراتهم في العمل العام ويصبح ما يكتبونه مراجع تؤرخ لمراحل تاريخية من مسيرة بلادهم . بعض رؤساء الدول ورؤساء الحكومات المتقاعدون ينشئ المكتبات ودور الثقافة أو يكرسون أنفسهم في أعمال ذات طابع ثقافي توعوي يسهم في تسليط الأضواء على مناحي معينة في المجتمع بحيث تستقطب اهتماما حكوميا .

أما وضعنا في الأردن فإنه يشهد حالة فريدة ربما على المستوى العالمي وهي تحول رؤساء الحكومات السابقين الى شيوخ عشائريين متخصصين في ترأس الجاهات العشائرية لخطبة أيدي صاحبات الصون والعفاف لدرجة أصبح هذا الأمر يستهوي معظم هؤلاء الرؤساء المتقاعدين فترى أحد هؤلاء الرؤساء "المشايخ" يترأس الجاهة من جهة أهل العريس في حين يكون رئيس حكومة متقاعد آخر يعطي العروس من جهة أهل العروس وكأن أهل العروس "مقطوعين من شجرة أو خرسان" لا يستطيعون الكلام أو أنهم يريدون أن يعطون لأنفسهم قيمة هم يفتقدونها مما دفعهم لطلب النجدة من رؤساء حكومات هم أصلا لم يفلحوا في اداء مهامهم .


وترى المسرحية التمثيلية تبدأ بتكلف مصطنع مقيت حيث يبدأ رئيس الجاهة من طرف العريس بالحديث عن عظمة أهل العروس وكيف استرجعوا القدس وحرروا الأمة من التخلف والطغيان وكيف ينتسبون الى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو احد الصحابة لينهض الرئيس العملاق المقابل من طرف أهل العروس ويشير بمناقب أهل العريس الذين فتحوا البلاد وحققوا الاستقرار وغير ذلك من الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع والذي لا ينسجم مع المقاصد الطبيعية النبيلة التي نص عليها الشرع الإسلامي.

ما الذي حدث لرؤساء حكوماتنا السابقين لتؤول بهم الأمور الى أن يتحولوا الى "خطابين للعرايس" ولماذا لا ينخرطوا في أعمال إنسانية تطوعية تفيد البلاد والعباد؟ 


ما يقوم به هؤلاء الرؤساء المتقاعدين يمكن لأفراد عاديين أن يقوموا به ولا يحتاج الأمر الى هكذا بهرجة خصوصا وأن رؤساء الجاهات يلقون الخطابات الرنانة طلبا ليد صاحبة الصون والعفاف وكأن أهل العروس يرفضون المصاهرة علما بأن عقد الزواج مكتوبا منذ أيام؟

مؤسف ما أراه عندما أعلم أن ذوات محترمة وشخوص عالية المستوى من الثقافة والتعليم تذهب لشخصيات رسمية كرئيس وزراء سابق أو عضو مجلس أعيان أو نواب يرجوه لأن يأتي ليتكلم نيابة عنه ويوافق على طلب يد ابنته؟ 


رؤساء الحكومات الأردنية ينبغي عليهم التوقف عن هكذا ممارسات لا تنسجم مع قيمة مواقعهم السابقة وينبغي أن يبحثوا عن مجالات أخرى لتفريغ طاقاتهم وإشغال أنفسهم بدلا من الجاهات المتخصصة في طلب العرايس.

وفي هذا الصدد ينبغي أن يبادر النظام السياسي وكذلك رؤساء الحكومات السابقة بالقبول بإشغال مواقع محترمة مثل السفراء ومنتدبين يمثلوا الأردن في الهيئات الدولية والإقليمية والجامعة العربية مستفيدين من تجارب وخبرات دول أخرى بعضها قريب وبعضها بعيد عنا في هذا المجال .

إن كثرة تشكيل الحكومات الأردنية وقصر مدة خدمة رئيس الوزراء قد ضخمت من أعداد رؤساء الحكومات المتقاعدين الذين ليس لديهم ما يفعلوه مما جعلهم يقبلون لا بل يستمرؤون "مهنة خطبة العرايس وتزعم الجاهات العشائرية" بدلا من قيامهم بمساهمات إنسانية وقيادتهم للرأي العام والكتابة والتوعية السياسية والاجتماعية والتأثير في إحداث إصلاحات سياسية من خلال تقديم النصح السياسي الحقيقي وليس الشكلي والنفاق لأولي الأمر . 


على هؤلاء رؤساء الوزراء المتقاعدين أن يكسروا التقاليد الشكلية السائدة التي تحد من عمل رؤساء الوزراء في مناصب أقل شانا من مناصبهم السابقة ليقوموا بممارسة مهام تنفع بلدهم وتشغل وقتهم خصوصا وأن بعضهم أو كثيرا منهم ينتهي عمله وهو في بداية الخمسينات من أعمارهم المديدة المملوءة بطاعة الله ونظافة اليد والزهد في السلطة والمال على طريقة رئيس الأورغواي السابق.


الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة
khassawneh_anis@hotmail.com

تابعوا هوا الأردن على