انطلاق فعاليات مؤتمر فيلادلفيا الدولي 19 بعنوان "المرأة : التجليات وآفاق المستقبل"
بمشاركة أكثر من 56 باحثاً ومفكرا وإعلاميا،ً انطلقت الثلاثاء على مسرح جامعة فيلادلفيا فعاليات المؤتمر الدولي التاسع عشر ( المرأة : التجليات وآفاق المستقبل)، والذي تناقش أوراقه قضايا مهمّة في الأدب والفكر والفنون والاعلام وغيرها من المحاور الأساسية في المرأة : التجليات وآفاق المستقبل. وتمنى المتحدثون في افتتاح المؤتمر، الذي عقد برعاية رئيسة مجلس أمناء الجامعة ليلى شرف، وبحضور الأستاذ الدكتور مروان كمال رئيس الجامعة، أن يكون هذا المؤتمر إطلاقاً للطاقاتِ الفكرية، وفتحِ الأبوابِ للمناقشاتِ العلمية الموضوعية بهدف الوصول إلى أفكار بناءة تخدمُ أمتنا العربية.
الجامعات موضوعة اليوم أمام محك خطير وتحدٍ كبير
ومن جانبها، رأت السيدة ليلى شرف أن أهمية انعقاد مثل هذا المؤتمر تأتي للمساهمة في وضع القواعد الفكرية والأخلاقية والحضارية التقدمية في مجال مسيرة المرأة العربية وتجلياتها الايجابية المختلفة والمساهمة في حماية المنجزات وتعظيم الفرص للتطور والانفتاح والنضوج في وقت خطت فيه المرأة في العالم خطوات واسعة نحو تحقيق أهدافها في الوصول الى الفرص المتساوية في العلم والعمل وفي خيارتها الحياتية .
وأشارت شرف إلى أن " إن الجامعات موضوعة اليوم أمام محك خطير وتحدٍ كبير ، فإذا كانت موئل العلم والفكر والتطور والتطوير وفتح آفاق المعرفة والحياة الواسعة لكل معطياتها أمام الإنسان ، وإذا كانت قادرة على المساهمة في استخلاص قواعد القيم الجديدة لمجتمع سريع التطور ، واسع الآفاق ، شديد التقارب والتواصل والتكامل ، كبير التحديات والمتطلبات كانت بذلك الأداء التي أريد لها دائماً أن تكون عجلة التقدم ، ومصدر الإبداع ومبدعة الأفكار والأنظمة والمسارب لعلاقات بشرية منتجة تستكمل مسيرة الإبداع والاكتشاف والتنوير في عالمنا الجديد ، وتشرع الأبواب أمام الإنسان العربي رجلاً او امرأة على حد سواء لاكتساب المعرفة والتآلف والمساهمة في دفع عجلة التقدم والازدهار".
الأمل يبتدئ بالمرأة ومعها
وقال رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر فيلادلفيا التاسع عشر الدكتور صالح أبو أصبع في كلمته الافتتاحية: "نلتقي اليوم ونحن نحتفلُ بالمرأةِ أمًّا وأختًا وابنةً وزوجةً، ، نحتفل اليوم ونحن ننظر إلى وطننا العربي وهو يعاني من التمزقِ والارتداد إلى الخلف، فواقعنا اليوم واقعٌ يصعب فهمُه ، ولكن يبقى الأملُ يحدونا ما دام هناك إنسانٌ عربي له قلبٌ ينبض".
وأضاف أبو أصبع: "الأمل يبتدئ بالمرأة ومعها، نعم، مع المرأة التي في حِضنها تنشأ الأجيالُ التي هي أمل التغيير، المرأةِ التي يجب أن تتاح لها فرصةُ بناء بيتها الصغير . لقد سألني أحد الصحفيين لماذا تنشغلون في موضوع المرأة، وكان جوابي أن مؤتمرات فيلادلفيا تسير برؤية مترابطة .. فبعد أن ناقشتْ مؤتمراتُنا السابقةُ موضوعاتٍ تخصُّ الثقافة في مجالاتها المختلفة والتي اختتمناها بثقافة التنمية .. فكان منطقياً أن نعرّج إلى عنصر أساسي في بناء التنمية، ولذا كانت المرأةُ اختيارَنا، لتكون موضوعَ هذا المؤتمر، فالمرأةُ نصف المجتمع وأكثر، وهي ركيزةٌ أساسية لتنمية مجتمعاتِنا، ولذا يجب العملُ على تمكينها لتقوم بالدور الذي تستحقه في بناء المجتمع".
قد آن أوان إزالة الحجب
وقالت الدكتورة آمال قرامي من جامعة منوبة في تونس في ورقة المؤتمر الافتتاحية التي حملت عنوان: "قد آن أوان إزالة الحجب" : "إذا تأمّلنا في واقع المشاركة السياسية للنساء (منظورا إليهن كأقلية أو طبقة) تبيّن لنا أنّ الثورات جعلت هؤلاء يزددن إلحاحا على خوض معركة التمثيل السياسي، والعمل الحزبي . فموقف أغلب التونسيات على سبيل المثال، من التناصف الجزئي هو اعتبار التنصيص عليه دستوريا غير متلائم مع مطالبهن ولذا فإنّهن مصرّات على استمرار النضال من أجل ربح معركة التناصف الأفقي والعمودي ،أي الدعوة إلى تشريك أكبر للنساء، لاسيما وأنّ ترؤس عدد من النساء قائمات الأحزاب قد أثار جدلا، ولكنّ إصرار النسوة على الترشّح للانتخابات الرئاسية (4 نساء)،أثبت أنّ محكّ العمل النسائي المستقبلي سيكون الحقوق السياسية. فهي المحرار لمعرفة مدى التغيير الحاصل على مستوى البنى الذهنية، والرمزية . وبناء على ذلك آن أوان إزالة الحجب عن مبحث ظلّ مغمورا ، وهو دراسة علاقة النساء بالسياسية، وإبراز مدى فهمهن للنشاط السياسي، وتحليل مدى استعدادهن لتقديم الثمن من أجل الدفاع عن مبادئ يقوم عليها العمل السياسي،إلى غير ذلك من المواضيع التي تتطلّب مزيد التعمّق".
قصة مقاومة، النساء والحرب
وتحدثت أيضاً في الجلسة الافتتاحية الدكتورة رانية المصري في ورقة جاءت بعنوان "قصة مقاومة، النساء والحرب"، قالت فيها: "نعلم أن القوانين والتشريعات المجحفة بحق المرأة كثيرة وأن التشريعات المنصفة للجنسين غائبة، وأن تمثيل المرأة في المؤسسات ضعيف كماً ونوعاً، ونعلم أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية تتفاقم وتتزايد، فقد سجلنا أعلى نسبة بطالة بين الشباب في العالم تصل نسبتها إلى 23.2 بالمئة مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 13.9 بالمئة. وهنا نتذكر أن مطالب الشباب العربي كان ويبقى الحصول على وظيفة دون "واسطة".
فهل من المفاجئ أن ثلاث من أصل أربع نساء في المنطقة العربية عاطلات عن العمل؟ تقدر حصة النساء من سوق العمل ب 2.25 بالمئة فقط وهي إحداى أدنى النسب في العالم. وقد صدرت دراسات عديدة من بينها تقرير صادر في العام 2013 عن البنك الدولي، تعالج مجموعة العوائق الاقتصادية والقانونية والثقافية التي أقصت نساء المنطقة عن المشاركة في العمل العام وسوق العمل. إضافة إلى ذلك تواجه دول عديدة تفككاً سياسياً وكيانياً ليبيا والعراق وسوريا ولبنان. ونشهد تغيرات ديمغرافية هامة، فمنذ 2011، تم تهجير الملايين ومنها مجتمعات كاملة من مساكنها في العراق وسوريا وليبيا واليمن. وفي كل مرة كانت النساء
أول من يعاني. وتعيش حوالي نصف البلاد العربية حالة حرب، أو تشارك في صراع عسكري وفي بعض البلدان اتسع وازداد انتشار السلاح والعمل العسكري والحرب الأهلية. وما زال قلب منطقتنا محتلا والنكبة مستمرة.
المرأة والفكر العربي والغربي
واشتملت الجلسة الأولى: المرأة والفكر العربي والغربي التي ترأستها الأستاذة آمنة الزعبي على ورقة عدلي السمري من جامعة القاهرة في مصر بعنوان "رؤية استشرافية للمداخل النسوية للتنوع الاجتماعي"، وتناولت خديجة العزيزي من الأردن "الفكر النسوي العربي بين القداسة والحداثة"، وسلط هاني عبده من جامعة الاسكندرية الضوء على "المرأة العربية بين الإجحاف والإنصاف"، وكانت الورقة التي قدماها أحمد جاسم وسناء الداغستاني من جامعة بغداد في العراق عن "البنى الذهنية االقيمية عن المرأة السائدة في المجتمع".
المرأة والأدب
أما الجلسة الثانية: المرأة والأدب، فكانت برئاسة الدكتورة هند أبو الشعر وقدم أوراقها كل من ابراهيم السعافين من الأردن "النسوية: الهامش والمركز – تقاطع السيرة الذاتية والرواية"، والدكتور غسان عبدالخالق "ما وراء صورة المرأة المثقفة في ألف ليلة وليلة"، ومنتصر الغضنفري من جامعة الموصل في العراق "صورة المرأة في أدب المرأة – قراءة نماذج من الأدب العربي القديم"، والدكتورة هالة العبوشي "موقف الرجل العربي من المرأة: الشاعر عز الدين المناصرة أنموذجاً"، وبنان صلاح الدين من جامعة القدس في فلسطين "صورة المرأة في الشعر الفلسطيني – محمود درويش وعز الدين المناصرة أنموذجاً".
وتضمنت فعاليات المؤتمر افتتاح المعرض الفني لأعضاء الهيئة التدريسية: الدكتور محمد عبدالعال، والدكتور محسن علام، والدكتورة سهاد الدوري، والدكتور فيصل العمري، والدكتور مروان العلان. وحضر حفل الافتتاح نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة وعدد من أعضاء مجلس الأمناء ونواب رئيس الجامعة ومستشاريه والعمداء ومدراء الدوائر وجمهور من أعضاء هيئة التدريس والطلبة.