تحقيق «سري» بصورة مفصلة وعميقة وجريئة .. «النفوذ الهائل» للمال العراقي في عمق مؤسسات القرار الأردنية
إجراء تحقيق من قبل جهاز مكافحة الفساد في الأردن بعد عملية «مداهمة» طالت شقة يملكها رجل أعمال عراقي ملياردير يقيم في عمان كشف النقاب أمام صناع القرار والرأي العام عن حجم «النفوذ» الذي يحظى به نخبة من رجال الأعمال العراقيين في غالبية المؤسسات الأردنية.
القضية التي أحيطت بسرية بالغة في التحقيق الأول كانت على هامش محاولة إدارة مكافحة الفساد «اصطياد» موظف يعمل في جهاز إداري يتبع وزارة العدل بتهمة الرشوة بعد معلومة من «فاعل خير».
المفاجأة حصلت عندما اكتشف رجال البحث الجنائي أثناء محاولة ضبط موظف إداري يعمل في إحدى المحاكم وجود أقراص مدمجة «سي دي» تم التحفظ عليها وعند التدقيق فيها تبين انها تضم صورا ملتقطة في شقة الملياردير العراقي لخمسة قضاة عاملين في السلك القضائي أثناء «سهرة اجتماعية».
مجرد وجود القضاة الخمسة في الشقة أثار جدلا حادا في أوساط مؤسسات القرار خصوصا بعدما أبلغت إدارة مكافحة الفساد رئيس الجهاز القضائي.
الأمر انتهى بإعلان استقالة القضاة الخمسة بصورة جماعية رغم عدم وجود شبهات قانونية أو حتى اتهامات تطبيقا لمدونة السلوك الداخلية وحتى قبل انتهاء التحقيق.
خطوة جهاز القضاء في الضغط لاستقالة القضاة الخمسة كانت استباقية وتعبر عن «جدية» في التعامل مع متطلبات مدونة السلوك فيما يتواصل التحقيق القضائي لكن في منطقة أعمق وبعيدة عن الجانب التحقيقي سلطت المسألة مجددا الدور على جانب بدأ منذ شهرين يقلق السلطات الأمنية والسياسية بعنوان «إمبراطورية» نافذة نجح في إقامتها رجال أعمال عراقيون في عمق جميع المؤسسات الأردنية .
المستوى الأمني في واشنطن وقبل شهرين زود عمان حسب مصدر دبلوماسي غربي بتقرير «انتقد» التغاضي الأمني الأردني عن نشاطات مالية تعود لرجال أعمال لهم نفوذ في الأردن وتذهب لمناطق الأنبار مع عدم التوثق أردنيا من احتمالية استعمال هذه الأموال في نشاطات تدعم جماعات إرهابية.
يحذر مسؤولون أمريكيون وأردنيون الآن من ما يسمونه «النفوذ الهائل» لطبقة من رجال المال والأعمال العراقيين في عمق مؤسسات القرار الأردنية وهذا التحذير ينمو بناء على العديد من المواقع وبعدما نجح عراقيون بإقامة صلات قوية مع جنرالات أردنيين في الماضي متهمين الآن بالفساد.
وكان أحد الاتهامات التي وجهت لمدير المخابرات الأسبق محمد الذهبي والتي عرضت خلال التحقيق يتعلق بصرف جوازات سفر أردنية لعراقيين نافذين وتبادل مصالح وعلى مستوى الإعلام الأردني تبين ان لبعض العراقيين نفوذا أيضا في أوساط الصحفيين وحتى بعض الوزراء
.
التحقيق فـي هذا المـلـف يتم كمـا قـال دبـلوماسي غربي بصورة مفصـلة وعميقة وجريئـة هذه المـرة لـكن خـلف الكـواليس وبعيدا عن الضـجـيـج.