الملك عبدالله الثاني يوعز بوقف التهاني وإقامة الاحتفالات بعيد ميلاده
خاص – بسام العريان
أوعز جلالة الملك عبدالله الثاني بوقف التهاني وإقامة الاحتفالات بعيد ميلاده، وطلب أن يتم تحويل هذه المخصصات للعمل الخيري والإنساني لرعاية الفئات الفقيرة والمحتاجة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمين عام الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية، يوسف حسن العيسوي ، خلال حفل جرى في الديوان الملكي الهاشمي امس الثلاثاء، تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، بخصوص تنفيذ عدد من المبادرات التي تعنى بتقديم دعم للجمعيات الخيرية والمؤسسات والمراكز العاملة في مجال رعاية الأيتام والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة.
حيث تم توزيع الدعم المالي للجمعيات والمؤسسات والمراكز المستفيدة من المبادرة الملكية المعنية بدعم للجمعيات الخيرية والمؤسسات والمراكز العاملة في مجال رعاية الأيتام والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة.
حضرته وزيرة التنمية الاجتماعية وأمين عام المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعاقين وعدد من المسؤولين في الوزارات والجهات المعنية، أن عملية التنمية المستدامة والرعاية الاجتماعية تستأثر باهتمام خاص من جلالة الملك نظراً لِما يترتب عليها من نهوض بالمجتمعات ورفعٍ لمستوى المعيشة للمواطنين.
وتهدف هذه المبادرة، التي هي سنة ملكية تعكس حرص جلالة الملك على النهوض بالواقع التنموي والمستوى المعيشي للمواطنين، إلى تعزيز قدرات وإمكانات الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية المعنية بتقديم الخدمات المباشرة للفئات الأشد حاجة من الأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، وتمكينها من القيام بمهامها، والاستمرار في تقديم خدماتها للفئات المعنية.
وشملت المبادرة، التي تنفذ للسنة الرابعة على التوالي، وبالتزامن مع العيد الثالث والخمسين لميلاد جلالته، 38 جمعية ومؤسسة إيوائية للمسنين وذوي الإعاقة والأطفال والأيتام، و80 جمعية تقدم خدمات نهارية وتحتوي على صفوف لذوي الإعاقات، و 72 جمعية تعني بذوي الاحتياجات الخاصة، مع مراعاة العدالة وتمثيل جميع مناطق المملكة والقطاعات الاجتماعية، استنادا إلى قاعدة البيانات والدراسات التي تجريها وزارة التنمية الاجتماعية باستمرار.
وتمت عملية اختيار الجمعيات والمؤسسات المستفيدة، اعتماداً على عدد المستفيدين من خدماتها النهارية والإيوائية التي تقدمها المؤسسات والجمعيات والمراكز الخيرية، وسلامة وضعها المالي والإداري، وعدم وجود مخالفات وإنذارات بحقها.
وأشار العيسوي، مخاطبا ممثلي الجمعيات والمؤسسات المعنية، "إلى أن من شأن هذه المبادرة العمل على تمكينكم وزيادة قدرتكم على القيام بأعمالكم بهمة وعزيمة، واستمراركم في تقديم الخدمات الإنسانية لهذه الفئات التي تحتاج منا الى كل رعاية واهتمام، إضافة الى تعزيز دوركم كشريك أساسي في عملية التنمية المحلية" .
وقال إن جلالة الملك يؤكد دوما أهمية دور الجمعيات في تنمية المجتمع المحلي من خلال إقامة المشاريع التنموية وتوفير فرص العمل، والتي من شأنها الحد من مشكلتي الفقر والبطالة، كون الهدف الرئيس من دعم وتمكين الجمعيات هو النهوض بالدور التنموي والعمل التطوعي التي تقوم به.
من جهتها، قالت وزيرة التنمية الاجتماعية ريم أبو حسان، إن جلالة الملك يمثل أنموذجا للقيادة الإنسانية، ما يفرض علينا التعلم منه في القيام بالمهام والاعمال والأدوار المتوقعة منا .
وبينت أن مبادرات جلالته في مختلف القطاعات، ومنها قطاع العمل الاجتماعي، أدت إلى تعزيز منظومة الحماية الاجتماعية عبر توفير المساكن للأسر العفيفة، ووصول المساعدات النقدية إلى مستحقيها، وإنشاء دور الرعاية لذوي الإعاقة وتدشين مراكز تنمية المجتمع المحلي، وتمكين الجمعيات من خلال رفدها بالوسائل التي تمكنها من بلوغ أهدافها.
وأوضحت أبو حسان أن المبادرة الملكية في دعم الجمعيات، جاءت من منطلق إيمان جلالة الملك بالدور الفعلي والمتوقع للجمعيات في التنمية المحلية، لكونها شريكا للقطاع العام وتعلم المواطن سبل المشاركة المجتمعية الفاعلة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وسلم العيسوي وأبو حسان، خلال الحفل، الجمعيات الخيرية والمراكز المعنية المستفيدة من المبادرة، الدعم المخصص لكل منها وفقاً لاحتياجاتها وحجم الفئة التي تقدم الخدمات لها، حيث شملت 190 مؤسسة وجمعية ومركز توزعت جغرافيا على مختلف محافظات المملكة. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية، بترا، أعربت رئيسة جمعية الاسرة البيضاء هيفاء البشير عن شكرها وتقديرها باسم المسنين في الجمعية لجلالة الملك على هذه اللفتة الانسانية، التي ستمكن العاملين في هذا المجال من الاستمرار بعطائهم وتقديم الخدمات للفئات المستهدفة. وأشارت إلى أهمية هذه المبادرة الملكية لجهة المساعدة في تقديم الخدمات لكبار السن، الذين لا يتمكنون من الاعتماد على انفسهم في ممارسة حياتهم الطبيعة، الأمر الذي يتطلب تقديم المساعدة لهم، ضمن برامج تأهيلية وعلاجية.
وقال رئيس جمعية رعاية الطفل المعاق الخيرية في محافظة اربد محمد حسين البطاينة إن المبادرة الملكية تأتي ضمن النهج الهاشمي في تقديم الدعم لهذه الفئة، الذين شملتهم الرعاية الملكية بإيجاد مراكز ايواء ورعاية لهم، ما يخفف من معاناتهم، ويسهم في اندماجهم بالمجتمع. ولفت إلى أن المبادرة تدفعنا، كمعنيين بخدمة هذه الفئة، لبذل مزيد من الرعاية والعطاء وتوفير أفضل الخدمات اللازمة لهم.
وأشار رئيس اتحاد جمعيات ذوي الإعاقة في المملكة عبدالهادي انجادات إلى أن الدعم الذي تلقاه الاتحاد اليوم، ضمن المبادرة الملكية، سيخصص للنهوض بمستوى الخدمات التأهيلية والتعليمية والمهنية للفئات المستفيدة من مراكز الاتحاد، الذي يقدم خدمات مجانية لذوي الإعاقة، إضافة إلى توفيره عيادات سمع ونطق وعلاج طبيعي.
وأعربت رقية أبو حماد - والدة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، أحد المستفيدين من المركز التعليمي في جمعية رعاية الطفل المعاق في إربد، عن شكرها لجلالة الملك، الذي أوعز بإنشاء هذا المركز الذي يضم 92 طالبا من هذه الفئة، ويقدم لهم برامج تعليمية وتأهيلية تسهم في صقل قدراتهم العقلية والبدنية. وأشارت «إلى أن هذا المركز مكّن ذوي هؤلاء الاطفال من الاطمئنان على مستقبل أطفالهم، وساعدهم على الاندماج في المجتمع، ليكونوا فاعلين تعليميا وبعضهم عمليا».