المومني: الأردن سيدعم الحرب البرية ضد تنظيم الدولة
أكد وزير الإعلام والناطق باسم الحكومة محمد المومني أن الأردن ستدعم حربا برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بعد يوم واحد على إعلان التحالف الدولي قرب شن هجوم بري واسع ضد التنظيم.
وقال المومني في تصريحات لـ"الجزيرة نت" إن بلاده "تعتبر جزءا أساسيا وفاعلا بالتحالف الدولي، والحرب ضد التنظيم الإرهابي هي حربنا وحرب العرب والمسلمين جميعا".
وحول شكل المشاركة الأردنية في الحرب البرية المرتقبة، قال المومني: "الحديث عن جهد عسكري وأمني، والحديث أيضا عن جهد استخباراتي ممتد".
غير أنه أردف قائلا: "سوف يترك للقادة العسكريين تقييم الأوضاع الميدانية واتخاذ القرار المناسب بشأن نجاح هذه العملية".
وبخصوص الدور الأردني المتعلق بتدريب قوات عراقية وسورية، قال المومني: "منذ البداية كنا نتحدث عن إسناد التحالف الجيش العراقي الموجود، والذي يتم تدريبه الآن، إضافة لقوات البشمركة الكردية، والقوات السورية المعتدلة".
وأضاف أن "القوات العراقية والكردية يتم تدريبها حاليا في العراق، والحديث جار عن تدريبها في مراكز التدريب الأردنية التي تعد الأفضل عالميا".
وكان الملك عبد الله الثاني استقبل ظهر اليوم في قصر الحسينية منسق عمليات التحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) في بيان مقتصب إنه "جرى خلال اللقاء بحث آخر مستجدات الأوضاع في ما يتصل بالحرب على تنظيم داعش الإرهابي، وجهود التحالف الدولي في هذا المجال".
وكان آلن قال الأحد إن "هجوما بريا وشيكا واسعا سيبدأ قريبا في العراق ضد تنظيم الدولة بإسناد من قوات التحالف التي تضم 62 دولة". وأضاف "في الأسابيع القادمة ستبدأ القوات العراقية الحملة البرية لاستعادة العراق، وستقوم قوات التحالف بتقديم الإسناد لذلك".
الدور الأردني
في هذه الأثناء، قال الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية لدى الجامعة الأردنية محمد أبو رمان، إن "الدور الأردني سيظل مرتبطا بالجوانب الأمنية والاستخباراتية، عوضا عن انخراطه بالسيناريوهات الجوية والتدريبية".
وأضاف: "لن يكون هنالك تحول نوعي بالنسبة للموقف الأردني، باستثناء عمليات نوعية على درجة كبيرة من الدقة".
وتابع قائلا: "كل المؤشرات التي يتم تداولها حاليا في المطبخ السياسي تستبعد أن يقوم الأردن بأي مشاركة غير تقليدية في الحرب البرية، لكن هذه المؤشرات تظل ضمن حدود الظروف الحالية والواقع الحالي".
عنصر فاعل
من جانبه، اعتبر اللواء العسكري المتقاعد فايز الدويري أن الأردن "سيكون عنصرا فاعلا في أي تحالف دولي أو إقليمي قد يتشكل من أجل خوض الحرب البرية"، لكن الدويري استبعد لأسباب عدة شن حرب برية ضد التنظيم في غضون الأسابيع المقبلة.
وقال: "نحن أمام جيش عراقي طائفي وهش، وأمام مليشيات شيعية و(حرس وطني) سني غير مفعل، كما أننا أمام قوات بشمركة لا تمتلك عقيدية قتالية، وكل هذه عوامل من شأنها أن تعرقل أي عملية برية قادمة".
وأضاف أن "الأردن لن يقحم نفسه في حرب برية دون توفر مظلة عربية أو دولية".
غير أنه أردف قائلا: "في حال توفر الإرادة الشرعية دوليا وإقليميا لدخول الحرب البري؛ فإنه لا بد للخبراء العسكريين العاملين في الجيش الأردني أن يدرسوا الوضع جيدا، وأن يجروا تقييما دقيقا للواقع الميداني، وأن يحددوا ما هي الاحتياجات والإمكانيات الموجودة للمباشرة بالعمل".
وخلص الدويري للقول إنه "في حال عدم توفر مظلة كبيرة للحرب البرية فإن الأردن سيعود لخياراته المتاحة المتمثلة بحملات جوية مكثفة ضد معاقل التنظيم، واستخدام القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب (النخبة) ضد أهداف دسمة، لكن هذه الخطوة تحتاج إلى بنك معلومات دقيق ومحدث على مدار الساعة".