التعددية محاضرة ثقافية في فيلادلفيا
ضمن نشاطات اللجنة الثقافية في كلية الآداب والفنون في جامعة فيلادلفيا، استضافت اللجنة الأستاذ الدكتور محمد عصفور، أستاذ الأدب الانجليزي ومدير مركز اللغات ورئيس قسم اللغة الانجليزية في الجامعة لتقديم محاضرة بعنوان التعددية ضمن محور اللجنة لهذا العام. وقال الدكتور عصفور إن الأدبَ ليس بعيداً عن مشكلات العالم الذي يُكتَب فيه هذا الأدب. فالأدبُ الذي يتحاشى الخوضَ في مشكلات الحياة الكبرى أدبٌ زائلٌ لا يستحقُّ أن يُدْرسَ أو يدرَّس، والمدرِّسُ الذي لا يهمُّه من العمل الأدبي سوى محسِّناته البديعية وتشابيهه وأوزانه الشعرية مدرِّسٌ
فاشلٌ يكرِّر نفسه ويحصُر الأدب في عملية التنميق والتزويق". وأشار إلى أن مفهوم التعدُّدية كما يشيع في هذه الأيّام لَصيقٌ بشيئين لا يكادان ينفصلان هما الدين والسياسة. فالعالَم الحديث يتَّجه نحو التشجيعِ النظريِّ للتعايش بين الأديان وبين الدُّول، ونحو تجاهُلِ هذا المبدأ في التطبيق العملي.
وفي حديثه عن الارهاب قال: في هذا العالَم ابتَكَر بعضُهم وحشاً أبكمَ أصمّ، وأعطاه اسماً وكياناً مرعباً اسمُه في العالَم الحديث فهو إرهاب. والوحش إرهاب لا يتكلَّم بلغة مفهومة. وهذا ما يفعله الوحش إرهاب لأنه لا يُرى بذاته بل بالدمار الذي يخلِّفه. وإذا ما ظهر على الملأ لسبب أو لآخر فإنه يظهر مُلَثَّماً، وإذا ما نطق بشيء فإنه ينطق بالتهديد والوعيد بلغةٍ أقربَ إلى لغة المتوحِّشين الذين لا يمكن فهمُهم أو إفهامُهم. ولذا فإن أفضل ما يمكن عملُه بهم أو لهم هو القضاء عليهم. والحكمة السائدة الآن تقول: لا تُعطِ الإرهابيّ فرصةً للكلام، فإن
تكلَّم فقد يثير البلبلة، وقد يُجبرُك على المشاركة في هذه البلبلة أو قد يُجبرك على النظر ثانية في الحُجج التي تسوقُها لهزيمته. وفي ختام المحاضرة، التي أدارتها د.عرين خليفة من قسم اللغة الانجليزية وآدابها وحضرها عميد الكلية، أجاب الدكتور عصفور عن أسئلة الحضور.