مفكرون خلال مؤتمر في "الأردنية" : عاصفة الحزم جاءت لوقف التوغل الإيراني في المنطقة العربية
هوا الأردن -
جمع مفكرون وأكاديميون عرب وأجانب أن عاصفة الحزم التي يقودها التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن جاءت لوقف التوغل الإيراني في المنطقة العربية.
وأشاروا إلى أن أزمة اليمن الحالية قد خطفت الأضواء لأنه تجمعت فيها أطراف عربية واقليمية ودولية، مؤكدين أن نتائج هذه العاصفة في حال خروج الحوثيين سنتعكس على مستقبل الدولة اليمنية ودول الجوار العربي.
وأضافوا خلال مؤتمر دولي عقد في كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية بحضور رئيس الجامعة الدكتور اخليف الطراونة اليوم تحت عنوان" تحليل الإشكاليات الأمنية في شرق أوسط متغير: دور الدول غير العربية واللاعبين من غير دول المنطقة أن العالم العربي قصر في حق اليمن خلال الثلاثين عاما الماضية ما سبب لليمنيين تحديات كبرى في طليعتها الفقر والجهل وقضايا سياسية واقتصادية واجتماعية.
والمؤتمر الذي تنظمته الكلية ويستمر يومين بالتعاون مع جامعة جنوب الدنمارك بمشاركة (15) مفكرا وباحثا من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية يهدف إلى تحليل دور الأطراف الفاعلة من الدول غير العربية منها إيران وتركيا وغير الحكومية من منظمات اسلامية في القضايا الأمنية الإقليمية والشرق أوسطية.
وتحدث في جلسة الافتتاح عميد الكلية الدكتور فيصل الرفوع الذي بين أن المؤتمر يعتبر نقلة نوعية في التحليل للقضايا الأمنية والسياسية في الشرق الأوسط.
واستعرض الرفوع في الورقة العلمية التي قدمها في الجلسة الأولى التحديات والظروف التي أدت إلى تشرذم وتفكيك الدول العربية وكيف أن الاستعمار كان له اليد الطولى في تجزئة الأمة العربية وفي الالتفاف على مبادىء ورسالة الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه.
وقال الرفوع إن الربيع العربي لم يكن أول ربيع في تاريخ الأمة العربية بل جاءت ثورات تحررية من الاستعمار الأجنبي مشيرا إلى أن غياب الأمن الاقتصادي والاجتماعي جاء بالربيع العربي بداية من تونس بعد أن فجر محمد البوعزيزي ثورة ضد الفساد لتنتقل هذه الثورات إلى مصر وسوريا وليبيا واليمن والعراق.
وأشار الرفوع إلى الربيع العربي في هذه الدول كان مظلما إلا أنه في الأردن كان مشرقا تمثل في تفاعل القيادة الهاشمية والشعب والجيش والأجهزة الأمنية حيث استطاع الأردن بحكمة قيادته الهاشمية من تحقيق إصلاحات جوهرية التقت مع المطالب الشبابية والشعبية فكانت التعديلات الدستورية واطلاق الحريات العامة واستيعاب المطالب المشروعة للأردنيين عوامل أدت إلى تماسك الجبهة الأردنية وتعاونها وتكاتفها ضد كل من يحاول النيل من هذا البلد العزيز مؤكدا أهمية تكاتف الجهود الوطنية والاقليمية والدولية للوقوف بحزم ضد المنظمات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة.
ولفت الرفوع إلى ان الحالة الأردنية انطبقت أيضا على دول عربية شقيقة في الخليج العربي وفي المغرب الشقيق.
وقدم المفكر العربي الدكتور محمد المسفر ورقة عمل تناول فيها تاريخ الحصار الاقتصادي الأممي على إيران منذ انطلاقة الثورة الإيرانية في سبعينيات القرن الماضي.
وقال إن الحصارات العالمية التي فرضت على بعض الدول العالمية نجحت في حين أن الحصار على ايران فشل لأن لهذه الدولة نفوذ خارج جغرافيتها إذ لها (5) آلاف شركة تعمل في إحدى الدول العربية ولها أذرع من التجار الذين يساندون العمل الاقتصادي لهذه الشركات.
وأضاف المسفر ان الدبلوماسية الخليجية نجحت ولعبت دورا فاعلا ومؤثرا وناجحا في إصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) الذي لم يكن إصداره سهلا بعد أن تم ارضاء روسيا بإدخال بنود غير جوهرية على مشروع القرار الذي أجمعت عليه (14) دولة أعضاء في مجلس الأمن وامتناع روسيا عن التصويت.
وزاد المسفر أن القرار طوى صفحة الرئيس السابق لليمن علي عبد الله صالح ونجله أحمد نهائيا من الحياة السياسية في اليمن ومنح حركة الحوثيين مهلة زمنية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والانسحاب من المدن والمعسكرات وتسليم السلاح للسلطة الشرعية وأعطاء القرار لدول مجلس التعاون الخليجي شرعية عاصفة الحزم.
وتابع المسفر أن مجلس الأمن وجه الحراك الجنوبي اليمني للالتزام بالوحدة والسلام في اليمن بيد أنه لم ينص على تنفيذ عقوبات مالية بحق الرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح والتي تقدر ثروته نحو ( 60) مليار دولار بحسب تقارير صادرة عن الأمم المتحدة.
من جهته عرض الدكتور مهند منصور أستاذ العلوم السياسية في جامعة أسيوط المصرية مخاوف دول الجوار لليمن من تسوية الملف النووي الإيراني.
وقال إن الدول العربية استشعرت خطر إيران بعد تسوية النزاع الإيراني الغربي حول الملف النووي ما قد يؤدي إلى إطلاق يد إيران في دول الخليج العربي بعد أن حصل الاتفاق والذي بموجبه تم الإقرار بحق إيران في امتلاك المعرفة النووية وتخصيب اليورانيوم.
وأضاف أن أزمة اليمن لم تكن وليدة الساعة بل مضى عليها (30) عاما وهي فترة حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح وتراكمت فيها عوامل أدت إلى فشل إقامة دولة وطنية عصرية مزدهرة.
وبين منصور أن فترة حكم علي عبد الله صالح لليمن تميزت بتوسع زراعة القات أحد الأنواع المخدرة وفتح الأبواب للمهاجرين الصوماليين ما زاد اليمن فقرا وسوءا في الأحوال الاقتصادية والاجتماعية وأصبحت الحدود مفتوحة للإرهابيين خصوصا تنظيم القاعدة.
وأشار إلى توغل منظمات إرهابية في هذا البلد ومنها تنظيم القاعدة التي استطاع أن ينشىء جامعة الإيمان في العاصمة صنعاء الذي يرأسها زعيم القاعدة عبد المجيد الزيداني، وكان أغلب طلابها من الأفغان العرب.
وأكد أهمية خروج تركيا والباكستان من التحالف العربي حتى لا تصبح هذه الحرب مذهبية وطائفية بين السنة والشيعة معربا عن أمله بتجمع أطياف الشعب اليمني لوضع حد للوضع الأمني والسياسي الحالي في المرحلة الراهنة.
بدوره أكد مدير شراكة دجوكو للتعاون الجامعي بين الدنمارك والأردن الدكتور بيتر سيبيرغ أهمية المؤتمر الذي يتناول وجهات نظر تم تجاهلها في بحوث ودراسات أنجزت في مراحل سابقة.
وأشار إلى أن العرب لن يسمحوا لإيران بالتمدد وتوسيع مصالحها في البلدان العربية مؤكدا أن عاصفة الحزم جاءت لوضع حد لتوغل إيران في العالم العربي.
حضر افتتاح المؤتمر عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية وأعضاء هيئة التدريس في الكلية وجمع من الباحثين في العلوم السياسية في الجامعة الأردنية.