فقهاء فلسطينيون وأردنيون يحضون على زيارة القدس ضمن ضوابط وينفون عنها وصف "التطبيع"
حض رجال دين فلسطينيون وأردنيون على زيارة القدس والمسجد الاقصى في إطار دعمه في مواجهة الهجمة الصهيونبة الممنهجة لتهويد المدينة المقدسة.
وقالوا في ندوة ( القدس .. تاريخ ومستقبل) التي نظمتها جامعة الشرق الاوسط اليوم الثلاثاء لطلبتها ومدرسيها برعاية وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل عبدالحفيظ داوود إن الزيارة المقصودة إلى القدس "الزيارة المحكومة بضوابط".
وقال رئيس مجلس الاوقاف، رئيس المجلس القضائي الشرعي، والقائم باعمال قاضي القضاة في القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب إن الزيارة "واجب شرعي على كل من يستطيع الوصول الى المسجد الاقصى ".
وفي هذا السياق قال مفتى فلسطين الشيخ محمد حسين" لاأرى ان هناك مانعا من الزيارة لكن ان تكون نية الزيارة للعبادة ودعم المرابطين ، وعن قناعة يقينية برفض الاحتلال وبتنسب من السلطات العربية". لكنه رفض ربط الزيارة "باجندة معينة اواهداف حزبية معينة او فئة معينة".
وذكر الشيخ حسين بقرار مجلس المجمع الفقهي الاسلامي في الكويت في دورته الـ22 آذار 2015 بحكمه الشرعي للزيارة.
أما امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس الأستاذ عبدالله كنعان فدعا الجميع للمبادرة وزيارة القدس و"اخذ فيزة او تاشيرة" للوصول إلى القدس دعما لأهلها في مواجهة هجمةالتهويد الشرسة.
وعرض المتحدثون لدور وجهود الهاشميين في رعاية وحماية المقدسات في المدينة المقدسة، وذكر وزير الأوقاف و الشؤون و المقدسات الإسلامية الدكتور هايل عبد الحفيظ داوود بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية وقال أنها "وصاية من الفلسطينيين تعبر عن ثقتهم بالقيادة الهاشمية في حماية القدس وتجسد تاريخهم في الرعاية والحماية، وليست منازعة مع الفلسطينيين على السيادة".
وأضاف ، مطمئنا الجميع، إن القدس يتعود لاهلها عزيزة مصانة مهابة بعزيمة الشباب ووعد الله"، لكنه شدد على ضرورة الانتباه لواقعنا "الذي، للأسف، تراجعت فيه القدس على سلم أولوياتنا على حساب هموم ومشاكل أخرى".
ودعا الدول العربية للاسهام في المشاركة في عملية مواجهة خطر تهويد القدس، "وعدم ترك الاردن لوحده في مواجهة هذا العمل الممنهج".
من جهته شدد امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان على ضرورة التركيز والاهتمام بالدراسات التاريخية والاثرية والتراثية والانثروبولوجية الديمغرافية للقدس بابعادها المختلفة، لما لذلك من دور في إفشال عمليات تزوي تاريخ القدس.
ودعا للتركيز على البعد التاريخي للقضية الفلسطينية وجوهرها القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية فالتاريخ بقدر ما هو حاسم بالنسبة لتحديد حقنا العربي في فلسطين يظل لا سبيل للوصول إليه دون قوة تدعمه .. فحق بلا قوة لا قيمة له".
وفي هذا الصدد عرض رئيس لجنة فلسطين النيابية النائب يحيى سعود لما قامت به اسرائيل من هدم لـ200 منزل في القدس الشرقية بين عامي 1967-1999 حتى تسارعت خلال 2000-2008 لتشمل هدم 800 منزل، كما سطت سيطرتها على 140 موقعا حولتها لى بؤر استيطانية.
وقال أن "القدس لا تتعرض لخطر التهويد بل هي تهود وثمة صمت إسلامي وعربي خطير لم نعد نفهمه او نعرف أسبابه باستثناء القيادة الاردنية التي تعي وتدرك المخططات الاسرائيلية".
ورفض وضع ما اسماه بـ"شد الرحال للاقصى" في "خانة التطبيع لأن زيارته(الاقصى) ستصب في تعريف العرب والمسلمين بواقع القضية وستزعج اسرائيل".
بدوره قال رئيس جامعة الشرق الاوسط الدكتور ماهر سليم إن "القدس ليست مجرد مدينة محتلة يمكن التعامل معها اعتمادا على قرارات الشرعية الدولية وحسب، بل هي في الواقع حجر الزاوية في مستقبل المنطقة كلها وعليها يتوقف مصير السلام الاقليمي والدولي على حد سواء".
وكشف أن الجامعة تعكف الان على أعداد مسودة مساق جامعي حول القدس من أجل تعميق الفهم العلمي لقضية القدس على المستوى القومي.
وجاءت الندوة في جلستين، عرضت الاولى لدور الهاشميين في رعاية وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، حيث عرض مدير اوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب التميمي لمحطات منذ عهد الشريف الحسين بن على مرورا بالملوك الهاشميين حتى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي امر ببناء وأعادة منبر صلاح الين الايوبي إلى المسجد الاقصى.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الاب نبيل حداد، جرى تناول مخاطر الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية على القدس وسكانها من قبل الخبير في هذا الموضوع الدكتور خليل التفكجي.