الامير علي على عتبة الفوز
تتسارع وتيرة الأحداث، قبيل ساعات معدودة من موعد انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، والمقررة يوم الجمعة المقبل.
ويبدو أن الفساد عاد ليهز عرش جوزيف بلاتر الذي تربع عليه لسنوات طويلة دون منافس، وبعد سلسلة من الفضائح التي لاحقت بلاتر في الأعوام الماضية، يعد ما حدث اليوم ضربة موجعة لـ"ديكتاتور الفيفا"، إذ يتوقع أن تضعه بموقف محرج في ظل مساعيه للبقاء على عرشه لولاية خامسة على التوالي.
وغدت حظوظ المنافس الوحيد لبلاتر، الأمير الأردني علي بن الحسين، وافرة بالفوز برئاسة الاتحاد الدولي، إذ سيزيد ما جرى اليوم من صلابة موقفه، ويؤكد ما كان يتحدث عنه على مدار حملته الانتخابية، بأن إدراة الفيفا الحالية مرتبطة بقضايا فساد.
واعتبر الأمير علي بن الحسين في تعليقه على حملة الاعتقالات التي جرت بحق مسؤوليين في الفيفا اليوم، أن "الأزمة لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل"، مشيراً إلى "أن الاتحاد الدولي في حاجة إلى قيادة تتقبل تحمل مسؤولية أفعال المؤسسة وعدم إلقاء اللوم على الآخرين".
وأضاف: "يحتاج الفيفا إلى قيادة تحكم، تعتني وتحمي اتحاداتنا الوطنية. قيادة تتقبل تحمل المسؤولية لأفعال مؤسستها ولا تحمّل الآخرين المسؤولية، قيادة تعيد الثقة إلى مئات الآلاف من أنصار اللعبة حول العالم".
طروحات الأمير علي كانت واضحة منذ بداية إعلانه خوض الانتخابات، واستند على ما رصده من حقائق ووقائع تؤكد بأن اللعبة الأولى جماهيرياً في العالم، في خطر كبير يحدق بها، فما كان منه إلا أن بادر بالتحدي الأصعب، لإنقاذ كرة القدم العالمية مما تمر به من هيمنة رجل واحدٍ عليها من نحو عشرين عاماً.
كما أن إعلان الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، دعمه التام للأمير الأردني علي بن الحسين في انتخابات "الفيفا" بعد أن كان تعهد بدعم بلاتر، وذلك قبل يومين فقط من حملة المداهمة التي قامت بها الشرطة السويسرية، من شأنه أن يعطي دفعة قوية للأمير الأردني تطيح بإصرار رجل الفيفا العجوز على الفوز بولاية خامسة.
وصرح بلاتيني لصحيفة "ليكيب" الفرنسية الاثنين الماضي، قائلاً: "لقد اتخذت موقفي لأني قلت إن الفيفا يحتاج لقيادة جديدة في أكثر من مناسبة".
وتابع رئيس الاتحاد الأوروبي حديثه قائلاً: "نعرف أن بلاتر لن يستمر في المنصب لأنه لم يكمل المهنة ولا يملك مشاريع كبيرة للفيفا، لكنه يخشى مما هو مقبل بعد بقائه لفترة طويلة فيها".
وأضاف: "لدي إيمان كبير بأن الأمير علي بن الحسين الذي أعرفه شخصياً منذ سنوات، سيكون رئيساً عظيماً لاتحاد اللعبة".
ويبدو أن فرار بلاتر من المصير الأسوأ وهو خسارته أمام الأمير الأردني، صعب بعدما ألقت الشرطة السويسرية على ستة من أعضاء من الاتحاد الدولي بتهم تتعلق بالفساد.
وتشير التوقعات إلى أن الساعات المقبلة ستحمل مزيداً من كشف الحقائق التي من شأنها تأزيم موقف "ديكتاتور الفيفا العجوز"، ما يعني أن عدداً من اتحادات الكرة العالمية ستشعر بالحرج من التصويت له للمرة خامسة عالتوالي.


















































