زيارة عوض الله للرياض..الملك راهن على رجله.. والعاهل السعودي “حلحل” مسألة المنح السعودية
لا يفصل مراقبون توقيع الحكومة الأردنية لاتفاقية المنحة السعودية الاحد عن زيارة "مفتاح” العلاقات الأردنية السعودية الدكتور باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي الاردني الاسبق للرياض الاسبوع الفائت.
العلاقات الاردنية السعودية كانت قد مرّت بمرحلة فتور وجفاء قبيل منتدى الاقتصاد العالمي "دافوس″، الذي خلُص ضمن كواليسه بإعادة "عوض الله” إلى الأضواء بعد ابعاد مورس عليه طيلة ما يقارب 4 سنوات، أو منذ بداية الربيع العربي .
ووقعت الحكومة الأردنية الاحد اتفاقية منحة تمويلية مع الصندوق السعودي للتنمية بقيمة 30 مليون دولار أمريكي لتمويل مشروع البنى التحتية لمدن صناعية جديدة ستقام في محافظات الطفيلة ومأدبا وجرش والبلقاء، والتي تعتزم شركة المدن الصناعية الأردنية تنفيذها وبتمويل من الصندوق ومن الإيرادات الذاتية للشركة، وفق بيان الشركة .
ويبدو أن "عوض الله” أسهم في تحريك المياه الراكدة بين الطرفين، رغم بعض التحفظات التي أبدوها سياسيين على الرجل، الأمر الذي دافع عنه فيه أحد الشخصيات السياسية من الوزن الثقيل بقوله "ان استطاع ان يجلب الخير للبلاد فأحد من الاخرين لم يستطع″، متسائلا عن السبب الذي يفضّل فيه عدد من الساسة البقاء ضمن "المعرقلين” لأي "خير” قد يأتي لعمان.
عوض الله ذاته دافع عن نفسه عبر صفحته على موقع "فيسبوك” للتواصل الاجتماعي، حين جاءه سؤال عن "التشكيك” بكل ما يقوم به، بأنه لم يتهم بالفساد وحسب وإنما بالكثير من التهم التي من ضمنها "اليهودية والعمالة والخيانة” إلى جانب الفساد، متسائلا عن الشخص الذي يمكن له ان يجمع كل هذه الصفات.
وقال عوض الله في ردّه على سؤال في اللغة الانجليزية حول سبب التشكيك الذي يستخدمه الاشخاص عند الحديث عنه، إن "السهام الجانيّة، والخاليّة من أيّ دليل أو حقيقة” قد اصابته، وأنها جاءت "من كل طرف، لدرجة الإتهام باليهودية وبالخيانة والعمالة والفساد وتجارة البشر وبيع الوطن وتفكيك مؤسساته، والتآمر عليه، وعلى شعبه، وأهله من شتى المنابت والأصول، وعلى عدم احترام شهدائه، والسلسلة طويلة طويلة… فهل يعقل ذلك؟، هل يعقل ان تجتمع كل هذه المصائب في شخص واحد؟ هل يُعقل أن أخلّ بشرف خدمة الملك والوطن، وشرفي و سمعتي، ولماذا؟ ولماذا هذا الهجوم، وماذا، ومَنْ يقف وراءَه، وما هي دوافعه؟”.
عقب الرد المذكور بأيام، ومداخلة الدكتور عوض الله الشهيرة في المنتدى الاقتصادي العالمي، قرر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني أن يؤكد أن "رجله” لا يزال من لديه القدرة على المهام الصعبة الامر الذي بدا واضحا من المشهد الذي بدى فيه الملك سلمان يتحدث مع رئيس الديوان الاردني عوض الله باكرا، موضحة أن الرجل على ما يبدو نجح في "كسب ود” المملكة السعودية بعد مدة من الفتور شابت العلاقات الاردنية السعودية.
وقال بيان شركة المدن الصناعية الاحد ان انشاء المدن يأتي ضمن خطة الشركة المستقبلية التي أعلنت عنها اخيرا والتي تهدف لإقامة عدد من المدن الصناعية في عدد من محافظات المملكة وفقا للحاجة التنموية لكل محافظة.
وستكون عملية تنفيذ البنى التحتية لهذه المدن على مرحلتين، الأولى من 2015 لغاية 2017 بكلفة تقديرية تصل 35 مليون دينار حيث تبلغ مساهمة صندوق السعودي للتنمية فيها ما مقداره 30 مليون دولار اي ما يعادل 21 مليون دينار اردني وستتحمل شركة المدن الصناعية باقي التكاليف ، أما المرحلة الثانية التي ستبدأ منذ عام 2018 ولغاية 2020 ستقوم الشركة بتمويلها ذاتيا.
ومن المعروف لدى مستويات صناعة القرار المحلية ان الملك السعودي وخادم الحرمين سلمان بن عبد العزيز يعدّ واحدا من المتحفظين بموضوع المنح السعودية للاردن، وهو ما يؤكد في الجهة المقابلة ثقة المذكور برئيس الديوان عوض الله وتأثير الاخير في خط سير علاقات "الرياض- عمان” وبالعكس


















































