آخر الأخبار
ticker تحذير إسرائيلي ومؤشرات على إعادة بناء قدرات إيران الصاروخية ticker تمديد دوام دائرة ضريبة الأبنية والأراضي في المفرق ticker المستشفى الميداني الأردني نابلس9 يباشر تقديم خدماته ticker اختتام اجتماعات اللجنة الفنية الزراعية الأردنية الفلسطينية المشتركة ticker رئيس لجنة بلدية مادبا يضيء شجرة عيدالميلاد في ماعين ticker إضاءة شجرة عيد الميلاد في مركز زوار البترا ticker المفرق: حفر 458 بئرا للحصاد المائي ticker رئيس اللجنة الزراعية في النواب يشيد بجهود الوطني للبحوث الزراعية ticker إقبال كبير .. 509 متدربين يسجلون في معهد مهني المفرق ticker صدور النظام المعدّل للأبنية وتنظيم المدن والقرى لسنة 2025 ticker ٤٩ محامياً يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل ticker الاستهلاكية المدنية: مختلف أنواع المدافئ بأسعار منافسة ticker الإقراض الزراعي تطلق برنامج إعفاء للحالات الإنسانية ticker ترجيح تخفيض أسعار البنزين قرشين والديزل 5.5 قروش ticker بنك الاتحاد يستحوذ على البنك العقاري المصري في الأردن ticker تجارة الأردن تشارك في اكبر تجمع اقتصادي للقطاع الخاص العربي ticker مؤشر بورصة عمّان يسجل ارتفاعاً تاريخياً بوصوله إلى النقطة 3506 ticker الجمارك: لا تمديد لإعفاءات الغرامات وتدعو للاستفادة من المدة المتبقية ticker إيلون ماسك أول شخص في العالم تتجاوز ثروته الـ 700 مليار دولار ticker العموش يسأل الحكومة عن تحركات السفير الأمريكي الجديد

الملكة رانيا تكتب: "ميزان المرء لسانه"

{title}
هوا الأردن -

كتبت جلالة الملكة رانيا العبدالله مقالا نشرته صحيفة الهافينغتون بوست اليوم الاثنين، تحت عنوان 'ميزان المرء'، قالت فيه إن العالم اليوم في أمس الحاجة إلى التغيير وتجسير هوة الاختلاف.


وقالت جلالتها إن اللغة هي انعكاس للبيئة والواقع الفكري والثقافي للأفراد والشعوب الناطقة بها، وأن يعبر عنه المرء هو انعكاس لفكره ومعرفته واهتماماته.

وانتقدت الملكة في سياق حديثها عن قراءة ومتابعة المحتوى الإلكتروني بلغة الضاد، قائلة 'إن كثيرا منه يعكس وللأسف ضيق الأفق، وضآلة المحتوى، وضعف المشاركة في إثراء الفكر الجمعي العالمي الإلكتروني، وضياع الحوار البناء، فيفهم العالم من الضوضاء أننا نرفض الاختلاف، ونضرب عرض الحائط بالرأي الآخر، ولا يفهم قدرتنا على ضبط حوارنا بحيث يكون بناء؛ أو يتعرف على ضميرنا الحي وأخلاقنا الطيبة وأصالة قيمنا'.

واختتمت جلالتها المقال بالقول 'نحن بحاجة للمزيد من المواقع الناطقة بالعربية، بحاجة لأن نضخ في الشبكة العنكبوتية العلوم النافعة فتاريخنا ومستقبل الأجيال القادمة لهما حق علينا لكي ننشر غنى تراثنا وحضارتنا. ولتكن لغة الضاد ضوءنا الذي نبثه للعالم، وضميرنا الذي يشدنا للحوار والتعايش واحترام الذات والغير'.

وتاليا نص المقال كاملا كما نشرته 'الهافينغتون بوست'

أهلا بصحيفة الهافينغتون بوست في حلة جديدة هي لغة الضاد... بما ستُضفي على هذه الصحيفة من فكر عربي، فاللغة ليست وعاءً فارغاً، أو مجرد أداة لنقل الفكر، بل هي ما يحدد الفكر أو يفتح آفاقه. ولغتنا العربية ثرية بمفرداتها وما تحمل من معان جميلة وأفكار تعبر عن قيمنا والأصالة فيها. ونتمنى أن تكون النسخة العربية من هذه الصحيفة إضافة نوعية للمحتوى العربي الإلكتروني.

فالجمهور المحلل، المحاور، واسع الأفق هو القادر على إيجاد الحوار النافع والبناء، وهو القادر على أن يحدث تغييرا حقيقيا والتأثير في الرأي العام....

والعالم اليوم في أمس الحاجة إلى التغيير وتجسير هوة الاختلاف.

قال قدماء العرب: 'ميزان المرء لسانه'

فاللغة هي انعكاس للبيئة والواقع الفكري والثقافي للأفراد والشعوب الناطقة بها.

فما يعبر عنه المرء هو انعكاس لفكره ومعرفته واهتماماته؛ وذلك ما نَخبُره جيدا كأمهات وآباء مع أبنائنا حين نراقب تطور لغتهم وتبلورها حسب نموهم، تبدأ في التعبير عن احتياجاتهم البيولوجية وتتطور إلى أن يصبحوا شركاء في أحاديثنا ونقاشاتنا.

واليوم تحدث الكثير من الأحاديث والنقاشات على الإنترنت؛ بل إن التواصل عبر الإنترنت هو من أهم سمات هذا العصر ووسيلة الإعلام والتواصل الأولى في معظم دول العالم؛ خاصة ما بين فئة الشباب.

لكننا كعرب لا نزال حديثي التواصل بلغتنا عبر الأثير.

والأرقام شاهد على هذا؛ فمع أن اللغة العربية هي خامس أكثر لغات العالم استخداماً من حيث عدد الناطقين بها، ورابع أكثر اللغات العالمية حضورا على الإنترنت- و أربعون بالمائة من سكان الوطن العربي يستخدمون الإنترنت إلا أن المحتوى العربي على الشبكة يشكل أقل من 1%.

وإذا ما نظرنا إلى المضمون نتساءل: ماذا تقول لغتنا على الإنترنت عن فكرنا وعن حالنا كعرب؟

فبقراءة ومتابعة المحتوى الإلكتروني بلغة الضاد نجد أن كثيرا منه يعكس وللأسف ضيق الأفق، وضآلة المحتوى، وضعف المشاركة في إثراء الفكر الجمعي العالمي الإلكتروني، وضياع الحوار البناء، فيفهم العالم من الضوضاء أننا نرفض الاختلاف، ونضرب عرض الحائط بالرأي الآخر، ولا يفهم قدرتنا على ضبط حوارنا بحيث يكون بناء؛ أو يتعرف على ضميرنا الحي وأخلاقنا الطيبة وأصالة قيمنا.

مع أننا نتحدث اللغة نفسها... ولكن كأننا غير قادرين على حوار بعضنا وتقبل اختلافنا... وغير قادرين على التعايش السلمي وبتنا فئاتٍ ومذاهبَ وأدياناً وأطيافاً وهناك دائماً طرف 'آخر' نحاربه أو نتعالى عليه أو نهاجم اختلافه عنّا.

وفي مواطن الضعف تلك وجدت الجماعات الإرهابية والفكر الظلامي مساحة لبث سموم لغتهم وفكرهم المشبع بالقتل وانتهاك كل ما هو إنساني، بل استطاعت أن تستغل فضاء الإنترنت المفتوح للتجنيد ونشر ثقافة العنف والإرهاب والترهيب والتكفير.

وبالمقابل لم توظف الأغلبية العربية التي تريد ان تعيش بسلام ونماء منجزات التقنية العالمية بما ينفعها بالقدر الكافي بعد، لنهل العلوم ونشر العلم، لتعزيز التواصل العربي- العربي البناء، لنشر محتوى رصين ينم عن فكر وعمق تاريخي.

نحن بحاجة للمزيد من المواقع الناطقة بالعربية، بحاجة لأن نضخ في الشبكة العنكبوتية العلوم النافعة فتاريخنا ومستقبل الأجيال القادمة لهما حق علينا لكي ننشر غنى تراثنا وحضارتنا.

ولتكن لغة الضاد ضوءنا الذي نبثه للعالم، وضميرنا الذي يشدنا للحوار والتعايش واحترام الذات والغير.
تابعوا هوا الأردن على